From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
من يكسب الرهان في انتخابات كردفان ؟ بقلم : يوسف عبد المنان
By
Apr 13, 2011, 11:36

من يكسب الرهان في انتخابات كردفان  ؟

بقلم : يوسف عبد المنان

شهدت الساحة السياسية في جنوب كردفان حملات سياسية غير مسبوقة. وولج الجنوبيون ساحة الانتخابات بثقل مالي ودعم سياسي لمرشح الحركة الشعبية عبد العزيز آدم الحلو، والذي حصل على دعم الحزب الشيوعي السوداني واللواء عبد العزيز خالد.. فيما تصدع تحالف المعارضة بتقارب حزب الأمة القومي والمؤتمر الوطني وإعلان قواعد الأمة وحزب العدالة والاتحادي الديمقراطي الاتجاه نحو هارون، حسم الحزب الشيوعي خياره ووضع بيضه في سلة الحلو.. وجاءت الحركة الشعبية في حملتها الإعلامية برئيس مجلس تشريعي الجنوب جيمس واني أيقا وحرم الراحل الدكتور جون قرنق ربيكا قرنق التي وصفت المرشح عبد العزيز الحلو بأنه ثمرة «لتربيتها هي».. ولم تنس ربيكا بعض الهجمات والإساءات على الدكتور نافع الذي حينما يتحدث تتمزق أحشاء القوى السياسية من الداخل..

الدلنج إصابة أولى:

لم تشهد مدينة الدلنج العاصمة الثقافية لولاية جنوب كردفان، كما يتم وصفها من قبل أهلها، لم تشهد حشداً جماهيرياً مثلما حدث الخميس الماضي بالملعب الرياضي أو (استاد) الراحل مجذوب يوسف بابكر بإعلان الحملة الانتخابية للمؤتمر الوطني، حيث فاجأ منافسه في الملعب السياسي بتسجيل هدف في الدقائق الأولى للمباراة، بإعلان اثنين من قيادات الحركة الشعبية ورموزها الانضمام للمؤتمر الوطني، وثالث من قيادات حزب الأمة.. وصعد لمنصة الاحتفال وزير التربية والتعليم والقيادي البارز في الحركة الشعبية جمعة إبراهيم لمنصة المخاطبة الجماهيرية وهو يرتدي قبعة المؤتمر الوطني ويتوكأ على عصاه، فقال عبارة بليغة: «اليوم أجد نفسي في المكان الذي ينبغي لنا الذهاب إليه»، وأضاف غادرت الحركة الشعبية ووضعتها وراء ظهري لا بحثاً عن وظيفة ولا طمعاً في مغنم.. جئت هنا ومن أمامي وخلفي أهلي في الجبال الغربية والدلنج لنصوِّت لهارون وفاءاً لما قدمه وعرفاناً لجميل أسداه لنا.. وانضمام الوزير جمعة إبراهيم للمؤتمر الوطني في صيف الانتخابات تبعه إعلان آخر بانضمام اثنين من قيادات الحركة الشعبية ورموزها.. أولهم المك الأمين عبد القادر زعيم الأجانج وبرفقته المك ميرغني نامجناتو مك منطقة الجقبة والنقيب «م» داؤود مك المندي عدلان.. وقبل مغادرة طائرة الدكتور كمال عبيد مدينة الدلنج أعلن أمين الشباب بحزب الأمة القومي الأمين يعقوب أبو انضمامه للمؤتمر الوطني وقال «ظللنا في الانتظار سنوات طويلة والآن جاء الوقت لنعمل مع المؤتمر الوطني من أجل وطننا!! ثم أعلن محمد جاجه الضاي أمين الفئات بحزب الأمة القومي الانضمام للمؤتمر الوطني.. وقال مولانا أحمد هارون وهو يخاطب جماهير الدلنج: اختيارنا لرمزية الحملة الانتخابية ارفع رأسك فأنت حر في وطنك.. لست مهمشاً ولا محروماً من الخدمات!!

 

ومثّل انضمام الوزير جمعة إبراهيم وقيادات قبائل النوبة الإصابة الأولى في مرمى الحركة الشعبية التي ذهبت شرقاً نحو تلودي و كالوقي التي استقبلت الجنرال عبد العزيز آدم الحلو بثمانية وأربعين من القيادات في أبو جبيهة التي تضع الحركة الشعبية رهاناتها لكسبها.. سدد الوطني هناك كرات عديدة في مرماها الذي قد ينوء بالأهداف قبل وضع صناديق الاقتراع أمام الناخبين.

المجلد هدفين في دقيقة واحدة:

لم يكتف المؤتمر الوطني في منطقة المجلد العاصمة التاريخية لقبيلة المسيرية باستعادة أحد نجوم الدفاع الشعبي المجاهد عبد الرحمن جبارة رئيس الحركة الشعبية بالقطاع الغربي الذي توجه لكادقلي أولاً، حيث مقر المفوضية وسحب ترشيحه من السباق نحو البرلمان الولائي وتقدم باستقالته من الحركة الشعبية والانضمام للمؤتمر الوطني كثاني الأهداف التي أحرزها مولانا أحمد هارون في شباك صديقه ورفيقه في الشراكة عبد العزيز الحلو، والذي حينما اختار رئيس الحركة عبد الرحمن جبارة المؤتمر الوطني كان عبد العزيز الحلو يتحدث للصحافيين عن مفاجأة في انتخابات جنوب كردفان وهو أكثر ثقة بكسب مقعد الوالي وكسب أغلبية مقاعد المجلس التشريعي.. والهدفان اللذان أحرزهما هارون في شباك منافسه الحلو بانضمام الوزير جمعة إبرهيم وانضمام عبد الرحمن جبارة رئيس الحركة في القطاع الغربي لم تشبع نهم الوطني لمزيد من الأهداف، حيث أعلن إحراز الهدف الثالث بفوز مرشح المؤتمر الوطني الفكي نواي بأول مقعد في المجلس التشريعي بانسحاب كل المرشحين المنافسين له في الدائرة وانضمامهم جميعاً للمؤتمر الوطني بما في ذلك البشاري شرف رئيس حزب الإرادة الحرة الذي ترشح من قبل في مواجهة حسن صباحي في ذات الدائرة.. ولكنه بالطبع خسر الجولة لأن زعيم المسيرية صباحي لن ينافسه إلا الأمير إسماعيل حامدين الذي يخوض الانتخابات في دائرة الدبيب الستيب..

أبيي ووضوح الرؤيا:

خرجت منطقة الدبَّب أحد معاقل المؤتمر الوطني التي تشبه الجزيرة أبا عند الأنصار و (قم) عند الشيعة في إيران وكسلا عند الختمية.. خرجت الدبب لتصغي لخطاب الوطني وموقفه من قضية أبيي، حيث وقف هارون إلى جوار المسيرية متقدماً صفهم المطالب بعودة ولاية غرب كردفان وفق التدابير والحوارات التي تجرى، وبإرادة أهل غرب كردفان.. وقال هارون للجماهير «تمثل اللامركزية كنظام للحكم في السودان أحد المرتكزات الأساسية في برنامج المؤتمر الوطني، ولذا لم يتردد في اعتمادها كنظام للحكم منذ فجر توليه السلطة في السودان، وكان تقسيم السودان إلى ولايات أحد ثمار ذلك الموقف منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي، ومن بين تلك الولايات كانت ولاية غرب كردفان السابقة». وإذ يثمن المؤتمر الوطني غالباً تفهُّم مواطني القطاع الغربي لمقتضيات تذويب ولاية غرب كردفان من أجل السلام وسابق صبرهم على مكاره الحرب، فإنه يؤكد تفهمه التام واحترامه ورغبة تطلعات قطاع عريض من مواطني القطاع في عودة الولاية والتزامه بإجراء حوار شامل مع كل مكونات القطاع حول الترتيبات والانشغالات الخاصة بذلك الأمر لضمان بناء أكبر قدر من التوافق بشأن هذه القضية.

المشهد الانتخابي:

في مدينة الدلنج طغت انشغالات الناس بالتحضير للزراعة وصيانة المساكن على الهموم السياسية، حيث تخلو الشوارع من إعلانات كثيفة للمرشحين باستثناء جماعة الإخوان المسلمين التي تخوض الانتخابات لأول مرة بقدرات وإمكانيات مالية لافتة للأنظار، في الوقت الذي أعلنت فيه الجماعة دعمها لمرشح الوالي أحمد هارون (فرزت عيشتها) على مستوى الدوائر الجغرافية، حيث ينافس المرشح حسن الزين أحمد ضوينا على مقعد في محلية القوز التي تشهد سباقاً محموماً أطرافه الطيب عبد الرحمن يونس من المؤتمر الوطني وحسن الزين من الإخوان المسلمين وإسماعيل بدر من حزب البعث العربي الاشتراكي والمنشق عن الوطني بله حارن كافي وإبراهيم موسى آدم من حزب الأمة القومي.

وفي كادقلي بدأت المدينة أكثر اهتماماً بالانتخابات، وفي الشوارع تطغى صور مرشحي الوطني والحركة الشعبية، فيما انسحب من السباق قبل مرحلة الحملة الانتخابية كل من مكي بلايل والطاهر خليل، وصب انسحابهما في مجرى نهر هارون والذي قد تغذيه الأنهر والخيران المنحدرة من أعالي جبال لمون وهببان وكاودة، حيث يخوض تلفون كوكو أبو حلجة الانتخابات من سجنه في مدينة جوبا، ولم تبدِ أية منظمة حقوقية أو منظمة مجتمع مدني تعاطفاً مع تلفون خوفاً من نفوذ الحركة الشعبية.

طعون قادمة:

قال حقوقيون في كادقلي إن طعناً في طريقه إلى المفوضية القومية للانتخابات لإبطال إجراءات الانتخابات إلى حين إطلاق سراح تلفون كوكو المرشح لمنصب الوالي وتمكينه من مخاطبة قواعده حتى تتحقق المساواة بين المرشحين، ولم يحدد الحقوقيون موعداً لتقديم الطعن، لكن المحامي شريف قال إن المذكرة في مرحلة الإعداد.. وصمت كل المرشحين في الدوائر الجغرافية عن المطالبة بإطلاق سراح تلفون كوكو أبو جلحة والذي يشاطره د. صديق منصور نائب رئيس المجلس التشريعي السابق، الذي يخوض الانتخابات مستقلاً، ولكنه من أكثر المناصرين للمعتقل تلفون كوكو

 



© Copyright by sudaneseonline.com