From sudaneseonline.com

كلام عابر بقلم : عبدالله علقم
رنـدا تريـد التغــيير!/عبدالله علقم
By
Apr 13, 2011, 00:16

(كلام عابر)

رنـدا تريـد التغــيير!

رندا صغري بنتي أخي الأصغر الأستاذ أسامة مأمون والتي لم تبلغ السابعة بعد، تتصف  شخصيتها بالتمرد والرفض مع قدر غير قليل من الجرأة والفوضوية والذكاء. في وقت متأخر من مساء يوم من الأيام منعتها والدتها من الجلوس أمام شاشة التلفزيون أو الكمبيوتر وأمرتها  بالذهاب لسريرها للنوم . قالت رندا  إنها نهاية الأسبوع وليس عليها أن تستيقظ مبكرة من نومها  صباح اليوم التالي  لكي تذهب إلى المدرسة مثلما تفعل كل يوم (بكرة إجارة) .. والدتها أصرت على أن الوقت متأخر ولابد لها من النوم حتى لو كانت بكرة إجازة. فشلت كل محاولات رندا واعتراضاتها في تغيير الوضع، ولكن لأن رندا المتمردة لا تستسلم بسهولة  فما كان منها إلا أن وقفت في منتصف الصالة وأخذت تهتف بصوت عال بمطالبها..  رندا تريد التغيير.. رندا تريد إسقاط كذا وكذا.. ثم بعد أن عبرت عن رفضها بالصوت العالي وأفرغت شحننات الغضب التي كانت  في دواخلها، خلدت بعذ ذلك إلي النوم واكتفت بالجهر بمطالبها التي لم تجد استجابة تذكر ولكنها خلفت  كثيرا جدا من الدهشة لدى والديها.

تجاوزت  ثورات الفيس بوك والياسمين والربيع والشباب كل الحدود  مستقطبة الأنصار والمتعاطفين من جميع الأعمار على امتداد الكرة الأرضية بعد أن حولت وسائل التواصل الحديثة المتطورة العالم إلى بيوت زجاجية يصعب حجب ما يدور داخلها من عيون الناظرين، حتى وصلت إلى رندا التي تلقفت الأحداث برؤيتها الخاصة ووظفتها في مفهومها للرفض. والرسالة التي وصلت إلى رندا لا بد أن تصل للجميع،  فواهم من يعتقد   أنه بمنجى من الذي يدور في العالم من حوله. مذاق الظلم واحد ونكهة الفساد واحدة ورائحة الدم  والعرق  هي نفس الرائحة . نظرية العدو الأجنبي والتآمر الخارجي والاستهداف وخصوصية الظروف أصبحت مبررات خارج إيقاع العصر للقهر والاستبداد ، ولم يعد بوسع العالم يتفرج  كما كان يحدث في أزمنة سابقة على حاكم وهو يقتل شعبه. بعضهم حقيقة يثير الاشمئزاز. مسئول عربي كبير  تباهى على شاشات القنوات الفضائية،بما يجسد حالة مزرية من السقوط الأخلاقي، بأنهم فضوا مسيرة سلمية بأقل قدر ممكن من الخسائر وكان هذا القدر القليل من الخسائر هو إزهاق روح واحدة وإصابة آخرين بجروح تتفاوت خطورتها. " لئن تنقض الكعبة حجرا حجرا  أهون عند الله من أن يسفك دم امرئ مسلم.  "

رندا تريد التغيير بطريقتها وتحقيقا لمطالبها الخاصة ، ولكنها ليست وحدها التي تريد التغيير.. الموجة التي  ركبتها رندا لن يكون أحد بمنجى منها يأوي إلى جبل يعصمه، فالطوفان سيبلغ حتما  قمة الجبل.

(عبدالله علقم)

[email protected]



© Copyright by sudaneseonline.com