From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
أبيي.. نفاج الأمل/نورالدين مدنى
By
Apr 12, 2011, 22:53

كلام الناس   

أبيي.. نفاج الأمل

*لعن الله السياسة والأجندة الحزبية التي فرقت بين أبناء الوطن الواحد ودفعت ببعض أهله لاختيار الانفصال المر، وتسببت في ويلات وتعقيدات سياسية واقتصادية واجتماعية ونفسية خاصة للأسر المتداخلة بين شعب السودان في الشمال والجنوب.

*ذات السياسة اللعينة ما زالت تهدد أجزاء أخرى من بلادنا خاصة في جنوب كردفان حيث توجد المعضلة القديمة المتجددة في منطقة أبيي التي كانت منطقة تعايش وتزاوج بين أبناء الدينكا والمسيرية رغم النزاعات القديمة المتجددة أيضا وهي نزاعات طبيعية تحدث حتى بين الاثنية الواحدة لكن للأسف عمقها الاستغلال السياسي من الحزبين اللذين كانا شريكين في الحكم قبل أن يقسما السودان إلى سودانين.

*كانت النزاعات قبل الاستغلال السياسي والتدخلات الفوقية الضارة تحل بواسطة الأجاويد ومؤتمرات الصلح، وكان عدد الضحايا محدودا قبل أن تتمدد النزاعات إقليميا ودوليا كما حدث في دارفور التي راح أهلها ضحايا للأجندة الحزبية وأطماع بعض الذين يدعون أنهم يفاوضون من أجلهم في الحكومة والحركات المسلحة فيما تتجه أنظارهم نحو مغانم الثروة والسلطة التي تسببت هي ذاتها في انفصال الجنوب.

*نقول هذا ونحن نرقب بحذر وقلق ما يجري في جنوب كردفان حتى لا تقودنا ذات السياسات اللعينة إلى نزاعات غير مجدية أو خيارات ضارة تلقي بظلالها السالبة على المواطنين الذين لا ناقة لهم في هذه الخلافات الفوقية التي سبق أن تجاوزها الآباء الحكماء وأعادوا المياه إلى مجاريها بين المسيرية والدينكا.

*نذكر هنا_عسى أن يتعظ أولو الأمر من أبناء المسيرية والدينكا_ الاتفاق التاريخي الذي تم بين الزعيمين الكبيرين ناظر عموم الدينكا دينق ماجوك وناظر عموم المسيرية بابو نمر الذي تم في كردفان الكبرى قبل أن تقسمها الأهواء السياسية أيضا في -عام 1966- وأطلق سراح المعتقلين من أبناء المسيرية والدينكا الذين ألقي عليهم القبض عقب الأحداث المؤسفة التي راح ضحيتها المئات من أبناء القبيلتين الشقيقتين.

*نذكر هذه الواقعة التاريخية المعروفة لنؤكد أنه إذا ترك أمر أبيي لأهلها من المسيرية والدينكا فإنهم قادرون على الوصول لاتفاق يحفظ دماء أبنائهم ويعزز مسيرة التعايش السلمي الاجتماعي الذي يربط بينهم، ويمكن أن يكون نفاج خير لصالح شعب السودان في الشمال والجنوب يفتح باب الأمل نحو علاقات إيجابية بين البلدين الشقيقين الأقرب لبعضهما من كل بلدان العالم.


------------------------------------------
صحيفة السوداني
إدارة التحرير



© Copyright by sudaneseonline.com