مقالات و تحليلات
خشمَك وعِندك!/د.عادل الصادق المكي
By
Apr 12, 2011, 18:04

من عمود( الباب البجيب الريح

د.عادل الصادق المكي

صحيفة التيار

خشمَك وعِندك!

طيارة جات بي فوق

شايل القنابل كوم

دايرة تضرب الخرتوم

ضربت حمار كلتوم

 ست اللبن

كانت اول طيارة في التاريخ تخترق الاجواء السودانية في الحرب العالمية التانية.... وتخطئ الهدف.... وكان حمار كلتوم ست اللبن اول واخر حمار سوداني يستشهد في غارة جوية..... ولم نسمع بعده باي حمار استشهد...من يعلم عن اي حمار استشهد في غارة جوية يدينا خبر ....اعتقد ان حمار كلتوم كان غلطان...الخلاهو يطمّش ويحوم والدنيا حرب شنو؟....  كان يحرّن وما يمشي من قدام زريبتو... ولا اعفي الحاجة كلتوم من تحمل المسعولية مع الشهيد حمارها....لا شك في انها ارغمته على الحوامة من الدغش مع اول غارة جوية ... عشان تبيع للناس اللبن ويشربو بيهو شاي الصباح..الناس زاااااتا قلوبها ميتة..الشاي والكيف العليها شنو والدنيا حرب....؟؟؟...هذه ليست محاولة مني لانتزاع الشهادة من حمار كلتوم فهو شهيد فوق عيني وفوق عين الايطالين اصحاب الطيارة ومن هنا الوم العقيد القذافي في انه لم يطالب بدم حمارنا الشهيد كما طالب بدم شهداء الاستعمار الايطالي لليبيا... بهذااردت الولوج الي عالم عمنا عبد الستار... عمنا عبد الستار راجل طيب .... جنو وجن المشاكل اي حاجة تجيب مشكلة ما عاوزها...صبيحة ان ضربت الطيارة عربية في بورصودان ... لاقيتو وقلت ليهو(الليلة ما شفتا يا عم عبد الستار .... البارح في طيارة ضربت ليها عربية في بورصودان).... ختا السبابة فوق الشلوفتين  بما معناها اسكت ساكت وقال لي( العربية حقتك؟)..قلت ليهو (لا) قال لي( خلاس!...... خشمك وعندك)....  ثم قلت ليهو( الطيارة قالو جاية من برا السودان)....كرر نفس الحركة السبابة والشلوفتين وقال( عندك زول بيبقى ليك برا..عندو طيارة؟)..قلت ليهو (لا)... قال لي( خلاس!.خشمك وعندك)....قلت ليهو (لكن قالو شارع الظلط الخربتو الطيارة قريب بورصودان)...برضو نفس الحركة السبابة والشلوفتين وقال لي(  انا عارف عندك اهلك في بورصودان .....اهلك الفي بورصودان ديل فيهم زول عندو زلط؟)...قلت ليهو (لا).. قال لي(خلاس!....خشمك وعندك)... ثم اسقط في يدي... ودردقتا من جنب عمنا عبد الستار وانا احاول ان يكون خشمي وعندي لكن ما اظنني ح انجح.... فقد جُلبتُ على الشلاقة ....وهي نفس الشلاقة التي اودت بالشهيد عباس بن فرناس... وهو اول عربي مخستك حاول الطيران.... غَلط عباس انو داير يحاكي الطيران فقط.... يعني مافكر في نظرية وكيفية الطيران؟.... ومافكر ليه الاجنحة بتخلي الطيرة تطير؟.... جاب ليهو ريش وخيطو مع بعضو وسوى ليهو جناحين وطلع ليهو جبل وجا ناطي منو وقايل نفسو بيطير.... ويقع يكسر رقبتو.....يلوم التاريخ زوجة عباس بن فرناس..قالو وهو طالع الجبل بعد ما لبس واتظبّط في جنحينو..مرتو كانت معاهو غزّت كوعا و قالت ليهو ( حسي يا عباس داير تطير كدي وتخلينا بلا مصاريف؟..... حسي نفرض طرتّ وما جيت تاني! نحن نسوي كيفن؟).... قالو عباس ما هببو ليها ولا ردّ عليها.... و قد اضمر في نفسه شراً ،كان ناوي يطير طيرتو دي ويجي راجع يطلقها.... لكن وقع مات وربنا مرقا من طلقة، ومن بكانها داك وعلي حق الله....

قفل الباب:-

قَدْ عِشْتُ في الدّهرِ ألواناً عَلَى خُلُقٍ

شَتّى ، وقاسَيْتُ فيه اللِّينَ والطَّبَعَا

كُلاّ لبسْتُ ، فلا النعمَاءُ تبْطرُني

ولا تعودْتُ من مكروهها جشَعَا