From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
الصراع السوداني ـ الإسرائيلي ـ الفلسطيني /محمد خوجلي الكراراوي
By
Apr 12, 2011, 17:51

الصراع السوداني ـ الإسرائيلي ـ الفلسطيني
(إللي فينا مكفينا)
محمد خوجلي الكراراوي
[email protected]


مالدينا من هموم ومشاكل كثيرة  يكفي! .. لكن الذي حدث  مساء الثلاثاء الماضي يثير نقطة تساؤل كبيرة ويدعونا أن نقف  لحظة ونسأل أنفسنا: هل نحنُ طرف مهم في قضيّة الصراع العربي ـ الإسرائيلي؟ والتي قدَّمنا لها الكثير من التضحيّات الجسام، فحتى دول المواجهة لايمكن أن يحدث لها مثل ماحدث لنا من انتهاكات متكرّرة لمجالنا الجوي وخاصة في ليلة الثلاثاء المشؤومة دون رد حازم.
وكما جاء في نص الخبر الذي بثته الوكالات (أكد نائب من "حماس"  :"أن الغارة الجويّة ألتى شُنت على مدينة بورتسودان استهدفت قياديّاً في الذراع العسكري للحركة) ( لكن الله أعماهم ونجاه) إذاً ماذنب القتيلين عيسى وجبريل وهما سودانيان؟! (لهما الرحمة والمغفرة) وما تركه هذا الحدث من آثار وتداعيّات خطيرة أدخلت  الرعب والخوف في نفوس أهالينا بشرق السودان وخاصة الطفلين  اللذين شاهدا السيارة المنكوبة وبداخلها الجثث المتفحمة وعلى لسان والدهما الذي صرح  بأنهما أصيبا بحالة من الذعر والهستريا وأنهما لم يستطيعا النطق من هول الصدمة وامتنعا بعد ذلك عن تناول الطعام؟ لقد كنا ومازلنا منذ البداية مع القضيّة الفلسطينيّة التي ضحينا من أجلها وقدَّمنا الغالي والنفيس (يارجال العرب فلسطين تناديكم) (وإسرائيل التكيل خشمك سعيتى براكي لى رجمك) وغيرها من الحماسيات ولكن الآن لن نقدر على مواكبة هذه المرحلة وليس لدينا إمكانيّات زمان (حتى رادار متطوّر غير متوفر)!  الرئيس السابق جعفر نميري وبكل شجاعة وشهامة غامر بحياته وذهب بنفسه وأنقذ ياسرعرفات من موت محقق في حادثة (أيلول الأسود) وأبان حكمه استقرت مجموعة من المناضلين ليختاروا السودان بلداً دائماً للإقامة فيه واستقروا في مدينة شندي لكن بعد حين حدثت منهم تجاوزات ومشاكل مع أبناء (جعل)، وكما ذكرت الرواية أن البعض حاول أن يتحرش بنساء الجعليين ونتيجة لذلك قام الأهالي بردعهم ليتم بعد ذلك ترحيلهم إلى شرق السودان في منطقة نائية، ماذا جنينا نحن من ذلك؟.
الانقاذ تعاطفت مع "حماس" وقدَّمت لها يد العون متمثلاً في مبالغ مالية ضخمة لمشعل وأعوانه ..لانختلف إذا كان لدينا مثل تلك الدول غنية بإمكانيّات ماديّة ولوجستيّة  لكن السودان يعاني ضيق ذات اليد من (فقر وجهل وانقسام) ولايجد غالبيّة أهله أدنى متطلباتهم في الوقت الذي نستجدي فيه المساعدات من الدول المانحة (زي ساقية جحا) لايستفيد منها أهلها تذهب لآخرين  لست حاقداًعلى أحد أو أحمل ضغينة  ولكن نسبة كبيرة من الأشقاء في الأراضي المحتلة هاجرت إلى أصقاع العالم النائية وتفرقوا في دول الشتات بل أن هنالك جيل ثالث أندمجوا وانخرطوا في تلك البلدان ولايعرفون كثير شيء عن القضيّة الأغرب أنهم يبغضون أخوانهم العرب سراً وعلناً عندما يعملون معهم في المهجر ويصنفون أنفسهم (ببرستيج)خاص وكأنهم هم شعب الله المختار ! وكأني بهم يريدون حتى الاستيلاء على حقوق أصحاب البلد الأصليين؟! لانجد منهم أي سند ولا عضد ولا شفقة ولارحمة فإذا كان هو أدنى درجة منك في السلم الوظيفي لك فلن يتردد في يوم من الأيام أن يقتلعك قلعاً ليصبح هو في الدرجة العليا صعوداً على كتفك بأي ثمن ولاتخضع الحالة إلى المنافسة الشريفة وهذا هو طموحهم!!  ويزاحمون الشعوب التي وقفت معهم في ساحات النضال في الوظائف ويستكثرون عليها أي منصب وهم يشككون حتى في عروبتنا؟! ولكنهم ينسون أيام النضال! والأرواح السودانية التى استشهدت فى حرب 48 والنكسة  ثرواتهم بالملايين في بنوك عواصم العالم المختلفة ويمتلكون الفلل الفخمة مرفهين منعمين، أما الفئة التي تعيش في داخل الأراضي المحتلة فهي فئة مسحوقة مناضلة تصطلي بنيران التهويد وهم أصحاب الوجعة ليس لهم الإ رب يحميهم وأنا معهم قلباً وقالباً.

 



© Copyright by sudaneseonline.com