From sudaneseonline.com

بقلم: إسحق احمد فضل الله
السفارة المجنونة/إسحق احمد فضل الله
By
Apr 12, 2011, 08:22

السفارة المجنونة

إسحق احمد فضل الله

 

أستاذ:

الشهر الماضي نحدِّث عن بعض مخابرات إريتريا في الخرطوم، والشخصيات تلك تختفي.

ونحدِّث عن زيارة سرية جدًا لخارجية أفورقي للخرطوم، وإريتريا تبحث عن جرجرة الخرطوم في حربها ضد اثيوبيا.

ونحدِّث عن زيارة سرية جدًا لخارجية إثيوبيا للخرطوم، وإثيوبيا تبحث عن جرجرة الخرطوم في حربها ضد إريتريا.

والخرطوم ترفض.

ونحدِّث عن مخطَّط الشيوعي والتجمع لإشعال الخرطوم باسلوب «جرجرة النظام لصدام في الطرقات».

وسفارة إريتريا الآن تذهب إلى مثلها وتعد لإشعال الخرطوم نهار الجمعة القادمة.

والوفد السري، والسفارة الإريترية يعدان خطة لحشد الإريتريين بالعاصمة «الصحافة والجريف» ثم مظاهرة تحمل شعارات معادية لإثيوبيا في طرقات الخرطوم.

عندها الخرطوم إن هي سكتت أصبح سكوتها اعلانًًا لانحيازها ضد إريتريا، ومشاركتها في الحرب القادمة.

والخرطوم إن هي أرسلت شرطتها لفضّ المظاهرة جاء الاشتباك.

والاشتباك يصبح «غزوًا» اريتريا للسودان، فالسفارة التي تقوم بالفعل بتوزيع منشورات تدعو للمظاهرة في الخرطوم دون إذن الخرطوم يعني أن السفارة تلك تغزو الخرطوم عسكريًا.

أو يقول الاجتماع السري أن تنطلق الجالية الإثيوبية في العاصمة الخرطوم للتصدي للمظاهرة الإرتيرية لينفجر العنف في شوارع الخرطوم.

والعنف الذي تبحث عنه محطات تلفزيون معروفة تعيد تفسيره للعالم بأنه «مشاهد من انتفاضة في الخرطوم» والسفارة الإريترية بهذا تقدم «الشبكة والمهر» وهي تخطب التجمع السوداني والحركة الشعبية.

وشرطة الخرطوم تحدثنا بأنها «لن تسمح بالمظاهرة هذه، وانها لم تتلق طلبًا من السفارة هذه للقيام بأي شيء».

والخرطوم الآن تنظر بعيون ضيقة.

ومطار أسمرا الذي استقبل أفواجًا من مخابرات أسمرا والتي تهرب من الخرطوم في المرة الأخيرة لعله يستقبل سفير إريتريا مشحونًا بطائرة شحن.

والسفارة هذه وكما يبدو، لا هي تعرف الدبلوماسية ولا هي تعرف الخرطوم.

والداخلية تحدثنا نهاية اليوم أن السفارة خاطبت الخارجية تطلب قيام المظاهرة والخارجية تحول الأمر الى الجهات الأمنية ... والداخلية تحدد للسفارة مكانًا يتبع إليها على ان يقام فيه «حفل» ... وليس مسيرة ... وألا تشمل الشعارات إساءة إلى أي بلد مهما كان...

*************************

(2)

استاذة ، تسألين عن ..

السودان ... والناس ... وصحافة أمس ... والصادق الذي يقول ان الوطني افسد كل شيء ؟! وعرمان الذي يختفي؟؟ والشمس والقمر والنجوم والسودان؟!

ونعجز عن اجابة دقيقة ..

فقيادة اوركسترا سوق ام درمان شيء نعجز عنه ... لكننا نكتفي برسم المشهد.

واليوم الحادي عشر من ابريل 2011م يصبح هو الذكرى الرابعة والعشرين باليوم للصادق المهدي هو يهبط الجنينة رئيسًا للوزراء ليفاجأ بأنه لا يستقبله أحد!!

كان الناس هناك يضجُّون بالسخط وهم يتبعون جنازة رئيس حزب الأمة في الجنينة الذي قتله رجال النهب المسلح بالأسلحة التي بذلتها حكومة الصادق المهدي هناك.

والدكتور علي حسن تاج الدين

يوجز الحال وهو يقص كيف ان اعرابيًا نهب التمرد أبقاره ينظر إلى اسلحة الشرطة لحظة ثم يقول لهم.

سلاحكم دا، ما بيجيب لي بقري هاكم سلاحي دا.

وبالفعل يسلم الشرطة سلاحًا حديثًا، وكل احد هناك كان يحمل سلاحًا حديثًا عدا رجال الشرطة.

وتقرير وزير الزراعة في حكومة الصادق المهدي يكتب إلى الصادق ليقول في حرقة «المواطن هنا قضى عمره مشغولاً بالدفاع عن حلقومه ..  ولا حول ولا قوة إلا بالله.

مازلنا نطالب سيادتكم بوضع خطة للأمن في المنطقة فقد قُتلت الأنفس وسُفكت الدماء ونُهب المال وأصبح الأطفال لا يملكون إلا السماء والأرض مأوى لهم، ومأواهم معسكرات اللاجئين».

والدكتور في حصر مؤلم لأيام الهوان والنهب زمان الصادق يقول ما بعضه.

«الحادث الأول وقع بخزان ابوجداد وسبعة عشر شخصًا قُتلوا، وقنابل وصواريخ تضرب البيوت والقطاطي ومدفعية ثقيلة ونهب.

بعد يومين كانت مجزرة لا مثيل لها، ونهب لا يدع شيئًا.

داهموا الناس بالرشاشات والمدفعية الثقيلة والناس نيام عند الفجر، ثم داهموا حفير أبورماد والناس في صلاة الظهر».

والوزير ـ وزير الزراعة .. الذي يخاطب الصادق ... وكان خطابه يحمل توقيع اثني عشر شاهدًا منهم العمدة عبد الرحمن عسيل ومحمد عيسى وقت وعبد الرحمن جمعة.

والمجزرة أيام الصادق في دارفور وكردفان لا يحصيها شيء.

كان هذا هو خطاب وزير الزراعة إلى السيد الصادق المهدي عام 1987م أيام حكومته.

والخطاب نموذج لألف خطاب مماثل والوصف نموذج لما يجري في كل مكان في دارفور كلها.

والصادق في القضارف أمس الأول يدعو لإسقاط الإنقاذ لأنها أفسدت البلاد... والصادق بالطبع يدعو الناس لإعادته حاكمًا .

ولعل كاتبًا يكتب عن أيام الصادق.

فالجيل الحالي يجهل أن النهب المسلح يبدأ أيام حكومة الصادق.

وأن دارفور المجتمع الآمن النبيل يعود قبائل مقتتلة أيام الصادق.

وأن السلاح ينبت في أيدي الناس أيام الصادق.

وأن معسكرات النزوح تبدأ أيام الصادق.

و....و .......

والصادق المهدي يظن أن الناس كلهم تجاوزوا السبعين.. وأنهم يعيشون دون ذاكرة.



© Copyright by sudaneseonline.com