From sudaneseonline.com

اخر الاخبار
تغطية ندوة منتدى التوثيق الشامل للمؤرخ الكبير ضرار صالح ضرار
By
Apr 12, 2011, 08:07

 

في الندوة الثانية لمنتدى التوثيق الشامل بالرياض

المؤرخ ضرار صالح ضرار يستعرض (حقائق وذكريات) عن استقلال السودان

الرياض: التيجاني عبد الباقي

 

أقام منتدى التوثيق الشامل ندوته الدورية الثانية بعنوان (استقلال السودان : حقائق وذكريات) تحدث فيها العالم المؤرخ ضرار صالح ضرار. وعرضت الندوة التي أقيمت بفندق الشروق دلمون بالعاصمة السعوديّة الرياض، كثيراً من التفاصيل الغائبة والحقائق التي لم تدون من قبل، حيث طلب من المؤرخ أن يدمج ذكرياته ومواقفه الشخصيّة بحقائق التاريخ المنشورة عن الاستقلال، باعتباره أحد الذين شاركوا في الجهد الوطني الكبير الذي أفضى لإعلان الاستقلال في 19 ديسمبر 1955م . وعبّر الأستاذ ضرار عن بالغ سروره وهو يلتقي بنخبة من أبناء الجالية في ذكرى استقلال السودان، بعد غيابه الطويل عن وسائل الإعلام. وبدأ المؤرخ حديثه بأبعاد تراكمات الحقبة التركية على الساحة السودانيّة في فترة ماقبل الاحتلال البريطاني المصري، وأثر الثورة المهديّة في نفوس السودانيين وغرسها لروح التضحية من خلال مدرسة بطوليّة واسعة التكوين وعظيمة الأثر. ثمّ أشار للمرحلة التي سبقت قيادة النخبة المتعلمة لعمليّة التحوّل والنضال، وقد مهّدت لها حركة اللواء الأبيض وتمرّد الطلاب في المدرسة الحربيّة حينما قلصت الحكومة مكافآتهم. وحيا الأستاذ ضرار روح شهداء الحركة الوطنيّة، منتقلاً بالحديث إلى مرحلة كان أحد الذين شاركوا في مجرياتها في نضال مشترك، وقد بدأ الأستاذ ضرار نضاله منذ أن تمّ قبوله في كليّة غردون التذكاريّة وعمره 14 عاماً، فطلب مقابلة مدير الكليّة، وتقدّم بطلب تغيير أسماء شوارع العاصمة، مستنكراً تسميتها بأسماء الإداريين البريطانيين الذين تعاقبوا على إدارة السودان، ومن تلك الشوارع، شارع غردون (شارع الجامعة حالياً) وشارع كتشنر (شارع النيل حالياً) ووصف هذه الروح بأنها الروح الوطنيّة التي كانت تسري في نفوس جميع أبناء تلك الحقبة، مستعرضاً نماذج من قصائده الوطنيّة التي أذيعت بين الناس ونشرتها الصحف في ذلك الوقت. وقال المؤرخ ضرار إنّهم حينما ابتعثوا الطلاب لبريطانيا أو بيروت (الجامعة الأمريكيّة) لم يغيّر ذلك في تعلقهم بقضيّة الاستقلال، بل زادها ونماها، وسرد تفاصيل محاضراته التي أقامها في بريطانيا، والتي سرى خبرها وتفشى بين النخبة الحاكمة، حتى استدعاه كبير موظفي الملكة اليزابيث ليقدّم ذات المحاضرة (عن قدرة السودانيين على حكم أنفسهم، ووجوب الجلاء ومنحهم حقهم في حكم أنفسهم) وقد أحدثت هذه المحاضرات حواراً شفافاً بين النخبة الحاكمة في بريطانيا، وما أن عاد الأستاذ ضرار حتى وجد رفاقه ومن يتقدمونه في مؤتمر الخريجين قد أكملوا شوط الاستقلال بإعلان الاستقلال من داخل البرلمان. وتطرّق المؤرخ الكبير لمواقف خاصة للزعيم إسماعيل الأزهري الذي درسه مادة الرياضيات في كليّة غردون، وتناول صفاته الشخصيّة، حيث اتصف بالذكاء، وهو أوّل دفعته طوال مراحله التعليميّة، كما اتصف بحسن الخلق وسماحة النفس، حيث يحظى بحب الجميع له. ويحتفظ الأستاذ ضرار بوثائق ومخطوطات تاريخيّة عديدة، من بينها رسالة الزعيم الأزهري لوالد المؤرخ ضرار (محمّد صالح ضرار) رئيس مؤتمر الخريجين ببورتسودان. وفي ختام محاضرته، حيّا الأستاذ ضرار النخبة المتميّزة التي تقوم على التوثيق الشامل للسودان، مطالباً بتكرار هذه الأعمال التخليديّة، وإعطاء جيل الاستقلال حقه كلما تجددت ذكراه.

وفي كلمته، شكر الوزير المفوّض بسفارة السودان بالمملكة الأستاذ أسامة محجوب، منتدى التوثيق الشامل على الجهد الوطني الخالص الذي يقوم به خدمةً للوطن وتاريخه وأجياله السابقة والحالية والأجيال المقبلة، كما حيّا المؤرخ الكبير الأستاذ ضرار على جهوده العلميّة (مؤلفاته العديدة) وجهوده الوطنيّة الكبيرة، كما حيا الوزير المفوّض شهداء السودان عبر التاريخ، وصانعي ملاحمه الوطنيّة عبر كافة الحقب.

هذا وقد شهدت الندوة مداخلات من نخبة التوثيق، في مقدمتهم المشرف العام على منتدى التوثيق الشامل ومؤسسه الأديب الباحث الدكتور توفيق الطيب البشير، والباحث الأستاذ عبد الرحمن محمّد صالح (مامان) والباحث الدكتور عبد الرحمن حسان وعدد كبير من أعضاء الهيئة الاستشاريّة. وقد أدار الندوة الباحث الأديب الأستاذ صلاح الرشيد حمد.

وكان المنتدى قد استعرض قبل بداية الندوة آخر إحصاءاته، قدمها المدير الفني المهندس محمّد أحمد إبراهيم، حيث بلغت المكتبات الإلكترونيّة التي يحتويها أكثر من 1300 مكتبة لمبدعين سودانيين في كافة المجالات، وبحسب إحصاءات شركات الرصد الإلكتروني العالميّة، يزوره ملايين الزوار ، ويعتبر البوابة الإلكترونيّة الأكبر عن السودان

© Copyright by sudaneseonline.com