From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
استبداد كلمة ... استبداد شعب!!/أحمد يوسف حمد النيل - الرياض
By
Apr 12, 2011, 07:36

استبداد كلمة ... استبداد شعب!!

أحمد يوسف حمد النيل - الرياض

 

كلمة تخرج من فم صاحبها فتجعل صاحبها أما  عادلا ً يخاف الله في ما قال , صادقاً  يتحرى الصدق أو كاذباً , جباراً, مستبداً يتحرى الكذب و لا يخاف الله.

فتصنع هذه الكلمة مجتمعاً صالحاً , شعبا ً واعيا ً يصدق فيما يقول فتبدو الشفافية و الرفاهية.

و أخرى تجعل المجتمع مداهناً , فاسداً لا تبدو عليه الشفافية فتنعدم الرفاهية.فإذا أصبح كثير من الناس كذلك أصبحت بطانة الرئيس أو الحاكم مستبدة , ظالمة فتلد فاجراً و طاغيةً و دكتاتوراً و مستبداً.

 

الكلمة هي شعارٌ أو رؤية لحزب أو ديدن المتملقين , تكون أما منصفة أو كاذبة. فهكذا تدور عجلة الحياة خاصة السياسية و الثقافية.فان فسد الناس و المجتمع يكون السبب الكلمات التي نطق بها المستبدون من الشعب , فيصبح الشعب المغلوب هو المغلوب. و الشعب المظلوم هو المظلوم , و الشعب المضطهد هو المضطهد.

الكلمة هي التي تبني إمبراطورية العدل و النور , فعندما يصبح الصحفي هو لسان الناس و الشارع يكون قد ساعد في بناء هذه الإمبراطورية. و عندما يتملق و يداهن فانه يرسي دعائم الظلم و الظلام. فالقاضي يقصم ظهر العدالة لو انه خلط القضاء بالسياسة. و الباحث قد يكتب بحثا يلقي بالفقراء على ظهر أحدب يحاولون من فوقه قول الحقيقة فترتعد أجسادهم فينظرون فقط لإنقاذ أنفسهم. يكتب مقررو الرئيس أو الحاكم كل ما يلف عنق الحقيقة وما يعصب عيناها. فترى الرئيس يصرخ بشعارات الدولة و هو جاهل بأمرها , فينعته الناس سراً بالكاذب و المنافق و الظالم.

 

أما آن للظلام أن ينجلي و يُسحق؟ ألم يكفيهم أنهم كُتبوا عند الله كذّابون؟ ألم يفتح الله عليهم بعد أن ينصفوا الشارع و يصفوه كما هو؟ الطبل الأجوف يصدر صوتا ً شجي و لكنه يوم ما سينشق من وسطه. هو كالحياة لذيذة في باكر الصبا و لكنها بخسة عند الشيخوخة. الذين يكتبون بلا وعي عليهم الاقتراب من أُس الحياة و أساسها , و إن كانوا يدّعون أنهم يكتبون الحق فليجددوا حياتهم و ليدخلوا غمار كل فج. يبحثون عن الكلمة ثم يوصلونها إلى مكانها الصحيح. قبل لحظات محبطة تسري في شرايين الشعب و يوصف بالمستبد لأنه ما زال ساكتا ً هو الآخر فلا صوت يعوي من تحت ستار الضيق و الفقر  نحو رحاب ثورة الشعوب. عندما ينهض الشعب و هو خائف يستجدي حقه من بين براثن الحاكمين فهو مستبد لأنه استبد بقتل الحق في نفسه. فمن يكون الحاكم أو السلطان حتى يستجديه الشعب الذي يقول انه اختاره إن كان كذباً أو صدقاً؟ فضاعت هيبة الشعب بسبب استبداده على نفسه. ليس الرئيس إلا موظف دولة يأتي به الشعب و يحاسبه و يقاضيه. فأين هيبة الشعب. هل هو جاهلٌ بحقوقه؟ إذاً هو مستبد على نفسه و أمه و أبيه  و زوجته و أولاده. الاستبداد هو الجهل هو الفقر هو الضعف هو الهوان على النفس. فمن أراد الأخلاق فلا يكذب حتى يُكتب ُ كذّاباً. و من أراد الكرامة فليميط الجهلاء و المستبدين عن طريقه و طريق شعبه. من أراد النور فليسرج لسانه و أصابعه بكلمة حق تشهد عليها كائنات الكون فتُبسط لها أكف الرحمة  للشعوب المسكينة. قد يدرك المتأني بعض حاجته و لكن ليس الجبان. قد يدرك الشعب جلّ حاجته بكرامة إذا اندفع من داخله نحو الصدق و الحقيقة و لكن ليس المتملق الذي يتذوق طعم الحياة بذلة.

هنالك جزء من الشعب تعجبهم حياة الدُمى فيصبحون حاشية ضالة و مضلة , قد يصبحون بطانة سوء ,فيضحكون الرئيس و يضحكون عليه لأنهم ليس كعامة الشعب البسيط. لأنهم كشيطان يتفنن في الخراب و لا يتورع من العذاب. إذا صلحت البطانة صلح الرئيس و الشعب و إذا فسدت فسد الشعب و الرئيس. و لكن هذا لا يعني أن يركن الرئيس للكاذبين فان ركن ففي هذه الحالة لا يعرف ما معنى الرئيس و هذا سبب كافي لاستبداله بغيره دون ضجيج. فالرئيس يجب أن يكون هو الأكثر معرفة و علما و عدلا و صدقا كما يصفه الشعب الذي يختاره. فان عجز الشعب في تمييز رئيسه من بين الناس ففي هذه الحالة نطلق عليه صفة الجهل و الاستبداد. يكون الشعب مستبداً عندما تصبح الطبقة المستنيرة فيه أبواقا ً للسلطة بلا وعي و عقل , تكون الصحافة مستبدة عندما تصبح طبلا ً أجوف تسبح بحمد الإنسان المستبد , فتحضر مجلس الرئيس فتخرج لنا صفراء كما لم تلدها أمها من قبل. فقد ولدتها أمها صحائف بيضاء نقية ممهورة بمحبرة سوداء أو حمراء أو زرقاء أو خضراء. فان وُجدت بهذا الشكل نقية تقية فهنا نسميها صحافة و نسمي الشعب الذي يقرأها عادلا فيخرج من صلبه ملك يملك القلوب بصدق و إحسان.    

 



© Copyright by sudaneseonline.com