From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
إنتخابات جنوب كردفان المؤجلة، وهل اللواء تليفون كوكو رجل المرحلة؟ (2/2)/م/ سليمان حسن كوكو
By
Apr 10, 2011, 11:24

إنتخابات جنوب كردفان المؤجلة، وهل اللواء تليفون كوكو رجل المرحلة؟ (2/2)

                         

م/ سليمان حسن كوكو

 

نواصل الجزء الثاني من المقال حيث تناولنا في الجزء الأول إلقاء الضوء على بعض المعطيات المتعلقة بالإنتخابات التكميلية بولاية جنوب كردفان وخلصنا إلى أن تليفون كوكو ليس الشخص المناسب لهذه المرحلة، وإنما عبدالعزيز آدم الحلو هو رجل المرحلة، وفي هذا الجزء نواصل توضيح ما يجب عمله الآن وخلال الفترة القليلة القادمة.

بالنسبة لسجن تليفون كوكو فأقترح علي اللجنة القومية لمناصرته أن يقوموا بخطوات عملية وقانونية لبحث إمكانية إبطال الحكم الصادر من قبل الحركة بحق القائد تليفون وليس فقط الصراخ والعويل وإتهام الغير بأنهم وراء سجنه دون دراية بجميع الحقائق ودون الإلمام بكامل الحيثيات والأسباب. وعلى جميع الإخوة الحادبين والمهتمين مواصلة المحاولات والتعبير عن شعورنا ومساندتنا لأحد قادتنا ووقوفنا معه، وأن نتوجه برجاءات ونداءات وطلب خاص للقائد سيلفا كير ميارديت بالعفو عن اللواء تليفون كوكو أبوجلحة وإطلاق صراحه فوراً، فهو بالنسبة لنا قائد مناضل ضحى كثيراً من أجل قضية جبال النوبة وساهم مع الحركة الشعبية في نضالها ضد الظلم والتهميش، ولا شك أن إسهاماته أكبر بكثير عن أخطائه  فلا يجوز أن يكون مصيره بهذا الشكل. كما أننا بجبال النوبة لا زلنا نناضل لنيل حقوقنا ونحتاج لكل جهد لمواصلة النضال، وأرجو ألا يسري ويستمر القول بأن الحركة الشعبية إستغلت أبناء جبال النوبة وإستخدمتهم في حربها ثم رمتهم "كالنواة أو الورقة بعد إستخدامها"، بعد أن حققت مبتغاها. ولمناصري ترشيح تليفون كوكو للإنتخابات التشريعية بالولاية، فكما سبق توضيحه، إذا كانوا مصرين على ترشيح تليفون ويرون أنه الأنسب لجبال النوبة فعليهم توضيح برنامجه الإنتخابي وما يستطيع تقديمه وتحقيقه لجبال النوبة وكيفية تحقيق ذلك، وعلى شعب جبال النوبة أن يختار من يرون أنه صاحب البرامج الأصلح، فالموضوع في النهاية برامج وإمكانية تحقيقها لمصلحة جبال النوبة وليست أشخاص بعينهم. وتأييدي لعبدالعزيز نابع عن قناعتي بعد تقييم الوضع الحالي وليس لدي أدنى تحفظات أو علاقات شخصية مع أُيٍ من الزعيمين والقائدين، ولكن لمصلحة جبال النوبة أتمنى أن يتنازل تليفون لعبدالعزيز، ومع ذلك إذا رأي غالبية مواطني جبال النوبة أن تليفون هو الأقدر والأنسب لخدمة الجبال الآن، فيجب حينئذٍ أن نقف جميعاً سنداً لرأي الأغلبية.

وتظل الحركة الشعبية قطاع جبال النوبة العنصر الأهم والفعال والمؤثر والمشارك في تنفيذ الإتفاقية "بعيوبها"، والشريك الأساسي لتنفيذ المشورة الشعبية حتى التاسع من يوليو، أو إلى ما بعد ذلك تعويضاً للوقت الذي ضاع. فالحركة الشعبية قطاع جبال النوبة هي الأقدر على قيادة العمل السياسي لتحقيق بعض من مطالب وتطلعات منطقة جبال النوبة، حيث لا أثر ولا وجود للأحزاب الأخرى من القومي السوداني بمجموعاته المتناثرة المتنافرة والمتناحرة، والعدالة الأصل، والأمة القومي بفروعه، والوطني الإتحادي بأقسامه، والشعبي، وغيرها .... جميعها لا حول ولا قوة لها ولا تستطيع أن تفعل شيء بحكم وحسب الأمر الواقع. والبعض منها مشغول بالتعويضات والأملاك والمخصصات وإستوزار وتوظيف الأبناء والأقارب والمريدين، وغير مهتم بالسودان دعك عن جبال النوبة. الحزب الآخر المؤثر هو المؤتمر الوطني إن أراد، ولكن كل الشواهد تقول أنه لن يفعل حتى لو إنقلبت جبال النوبة كلها وإعتنقت دين المؤتمر الوطني. وعليه ليس لدينا خيار في هذه المرحلة سوى مساندة الحركة الشعبية بجبال النوبة وتفعيل دورها كشريك لنصل بهذه الإتفاقية رغم قصورها إلى غايتها والإستفادة من المشورة الشعبية لتنفيذ ولو جزء مما نادت به الإتفاقية، والعمل على إضافة ما قصرت وسكتت عنه عمداً أو إستغفالاً. ولكن هناك خطوات وإجراءات هامة وعاجلة يجب إتخاذها والقيام بها الآن وحالاً إن أردنا تحقيق بعض النتائج، وتمثل قيادة الحركة الشعبية رأس الرمح وعلى عاتقها تقع مسئولية التحرك السريع لتنفيذ ذلك:-

أولاً: على قادة الحركة الشعبية قطاع جبال النوبة القيام بمصالحة داخلية بين أعضائها وإرجاع جميع المفصولين وحل مشاكل المتذمرين منهم ومخاطبة المرارات داخل الحركة، بما في ذلك إطلاق صراح القائد تليفون كوكو، وبحث ودراسة المشاكل المتراكمة والعالقة مثل: إستيعاب المقاتلين من أبناء جبال النوبة في القوات النظامية، إعادة المتواجدين في الجنوب من أبناء جبال النوبة، تعويض المقاتلين من أبناء جبال النوبة، إعادة النازحين من أبناء جبال النوبة إلى ديارهم، إعادة تأهيل الفاقد التربوي من جراء الحرب حتى يمكنهم الإنخراط في الحياة العملية وإيجاد فرص عمل لهم، وغير ذلك من المشاكل العديدة الشائكة....... وإيجاد الحلول الممكنة أو إعداد تصورات واضحة لما يجب أن يتم، ووضع الأمور في نصابها لتكون الصورة واضحة للجميع يسيرون على هديها.

ثانياً: عقد مؤتمر عاجل لجميع مكونات شعب جبال النوبة للحقيقة والمصارحة والمصالحة، بما فيهم أبناء جبال النوبة بالمؤتمر الوطني، وذلك لإيجاد توافق بينهم ونزع فتيل التوتر والفرقة والإحتراب، والإتفاق على الوقوف مع المشورة الشعبية للإستفادة منها لصالح المنطقة، وإعداد ملزمات ما قصرت وسكتت عنه الإتفاقية من حقوق ومستحقات للمنطقة، وكذلك دراسة مشاكل الولاية المختلفة ووضع الحلول والإقتراحات لها، وتشمل: الإعتراف بالتنوع الإثني واللغوي والثقافي والديني وضمان حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، وتأكيد خصوصية منطقة جبال النوبة وحماية التراث واللغات المحلية والمطالبة بحقوقها على أساس المواطنة، المطالبة بحكم ذاتي موسع مع المشاركة المناسبة في الحكومة المركزية، التمييز الإيجابي في التنمية، أسوة وحتى يمكن اللحاق، ببقية مناطق السودان الأخرى، إقامة صندوق خاص لتنمية المنطقة وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، إعادة تعداد السكان بالمنطقة بصدق وشفافية بغرض تحديد النسبة الفعلية للسكان حتى يمكن المطالبة بما يتناسب من قسمة الثروة والسلطة، توفير الماء والكلأ لتوطين الرعاة وإستقرارهم وتقليل الإحتكاك بينهم والمزارعين، موضوع السلاح المنشر في أيدي بعض المجموعات والمليشيات وأثرها على الأمن بالمنطقة، إعادة ولاية غرب كردفان مع إعادة منطقة لقاوة إلى ولاية جنوب كردفان، ...إلخ.

أما فيما يتعلق بظلم الحركة الشعبية لأبناء جبال النوبة، نعم حقاً لقد ظلمت الحركة الشعبية أبناء جبال النوبة الذين إنخرطوا في صفوفها دون أدنى تحفظ، ولم ينالوا ما يستحقونه أو يتناسب بما قاموا به وما قدموه من مجهودات ونضالات وتضحيات فقدت خلالها أرواح الالاف من أبناء جبال النوبة، وكوكبة من خيرة شباب وقادة جبال النوبة، منهم على سبيل المثال لا الحصر، الشهداء: يوسف كوة مكي، محمد نايل جمعة، محمد توتو، الأستاذ/ نديم، الصادق صديق، عوض الكريم كوكو، يونس أبوصدر، إسماعيل خالد، تاج السر البدين،....... وغيرهم كثر، بل ألاف من الشهداء الأبرار. أبناء جبال النوبة ظلموا رغم مساهماتهم التي كان لها الدور المؤثر في حسم كثير من القضايا والتأثير على مجريات الأمور داخل الحركة. ولا شك أن هذا جزء وضريبة النضال، ومن إلتحق من الإخوة بالحركة الشعبية لابد كان يعلم أنه ليس ذاهب في نزهة. أنا لا أبرر لما حدث، ولكن لنكن منصفين، هل تتحمل الحركة الشعبية كل الوزر واللوم وليس لنا أي دور فيما آلت إليه الأمور؟  قطعاً لا، فنحن الذين سلمنا أمورنا للحركة الشعبية دون قيد أو شرط، ثم فوضناها لتقوم بالتفاوض بالنيابة عنا دون قيد أو شرط، ثم وصل وفد منا بألمعية وفد الحكومة إلى مقر المفاوضات يناقض كل ما كنا ننادي به دون قيد أو شرط، زد على ذلك أن الغالبية العظمى من ابناء جبال النوبة، سواء داخل الحركة أو خارجها أو داخل الأحزاب الأخرى، أو من القاعدين على الرصيف، جلست تتفرج إلى أن إنفض سامر المولد. والآن نتباكي أن الحركة ظلمتنا وباعتنا ولم تنصفنا ولفظتنا، ....  هي حقيقة لا شك في ذلك، ولكن هل سنظل نبكي ونولول ونلطم الخدود ونشق الجيوب ونشكو لطوب الأرض من ظلم الحركة إلى الأبد؟ يا إخوتي الكرام، يجب أن نفيق من غفوتنا ونبحث عن مخرج من المأزق والمقلب الذي وضعنا أنفسنا فيه، فلئن ظلمتنا الحركة فلقد ظلمنا غيرهم من قبل ولسنين عددا، ما الجديد؟ ولئن تنكرت لنا الحركة وتخلت عنا فقد تخلت عن جميع الأحزاب الشمالية بقضها وقضيضها، وباعتهم وإنفردت بالحوار مع المؤتمر، وبالإتفاق معه ومن ثم مشاركته الحكم منفردة. ليس هذا فحسب بل تخلت الحركة الشعبية عن ما كانت تنادي به وتدعو له من أمل لمشروع جديد للعدالة الإجتماعية والمساواة والحرية، وليت الأمر وقف عند هذا الحد، فقد تخلت الحركة عن كامل السودان وأعلنت إنفصالها وقيام دولتها الجديدة. ما حدث لنا ليس بعيب الحركة الشعبية ولكن جزء كبير منه نتيجة لأخطائنا وغفوتنا، ولظروف قد تكون خارج إرادة وقدرة الحركة الشعبية، ثم ماذا عن دور حكومتنا الرشيدة؟ أليس هي التي حرمتنا من حقوقنا؟، يجب أن نعترف بكل ذلك. ولكن!!! يجب أن نعلم أن هذا ليس نهاية المطاف، ولا نهاية الدنيا، ولا نهاية النضال: فقد بدأ أبناء جبال النوبة نضالهم من قبل بدون الحركة الشعبية، من خلال روابط أبناء جبال النوبة، ثم إتحاد عام جبال النوبة، ثم الحزب القومي السوداني، ومن خلال الأحزاب السودانية، ومن خلال تنظيمات أخرى عديدة. وأبناء جبال النوبة هم أول من خرج على سيطرة المركز ومن قبضة الأحزاب التقليدية الطائفية عندما أدركوا مبكراً نفاق هذه الأحزاب, وإستغلالها لهم مع حرمانهم أبسط حقوقهم من الخدمات العادية ومن التعليم خاصة حتى يظل أبناء جبال النوبة أميين جهلاء لخدمتهم. تجربة الحركة الشعبية كانت مرحلة من مراحل النضال التي ربما كانت لها ظروفها المنطقية والموضوعية في حينها – وكلنا نتحمل وزر الذي حدث وليس فقط الحركة الشعبية أو أبناء جبال النوبة بالحركة الشعبية الذين على الأقل حاولوا ولا زالوا يحاولون وإستحقوا أجر المحاولة، على أقل تقدير. الآن الحركة الشعبية ذهبت، فدعنا نجلس بهدوء لتقييم الوضع بصدق وشفافية ولا شك أن أبناء جبال النوبة قادرون على إبتدار وإبتداع أساليب أخرى للنضال تكون أنجع وأمضى وأوجع وأقوى، فأتركوا البكاء والعويل، وأتركوا الحركة الشعبية فقد قررت مصيرها، وركزوا على الحلول وما يجب فعله لا على اللبن المسكوب. ولنستفيد من هذه التجربة ومن جميع التجارب السابقة حتى لا نكرر الأخطاء ولكي نتمكن من وضع إستراتيجية جديدة للعمل السياسي بما يتناسب مع جبال النوبة ومع المرحلة القادمة.

        أما الذين يستغلون موضوع ظلم الحركة الشعبية لأبناء جبال النوبة (الشعار الذي ظل يمتطيه ويلوكه كل من هب ودب وكل من يريد النيل من الحركة الشعبية أو الوقيعة بينها وأبناء جبال النوبة أو بين أبناء جبال النوبة أنفسهم وتشكيكهم في مقدرتهم على إتخاذ القرارات السليمة أو إدارة شئونهم، أو من يشكو من فراغ وليس لديه شغل أو مشغلة، أو لأي مآرب أخرى) مثل الخال الرئاسي الطيب مصطفى ووقوفه مع تليفون كوكو، يكفي ذكر إسم هذا الرجل الحاقد المعتوه المثير للجدل مقروناً مع إسم تليفون حتى "يفر" ويهرب ويسقط أي حق لتليفون أو غيره، فدعوته باطلة يريد بها باطل. نسأل الطيب مصطفى الذي يتباكى الآن على تليفون كوكو وعلى أبناء جبال النوبة من ظلم الحركة الشعبية، من الذي ظلمهم إبتداءاًً ودفع بتليفون ورفاقه دفعاً إلى أحضان الحركة الشعبية؟ ألم يكن هو وزمرته العنصرية المتسلطة الظالمة الذين حرموا النوبة من أي حقوق في التنمية والتطور، ومن أبسط الخدمات من مياه الشرب، والصحة والتعليم، ومن طرق تربطهم ببعضهم البعض أو بالوطن الكبير، مما أورث وأبقى المنطقة في الجهل والفقر والمرض والتخلف؟. بل أليس هم من قاموا بتسليح مليشيات المراحيل وثم تحويلها إلى ما يسمى بالدفاع الشعبي، ومن ثم إعلان الجهاد على النوبة وتجريد مليشياتهم على النوبة لقتلهم وحرقهم وسبي من تبقى منهم، ونقلهم وتشريدهم خارج المنطقة؟. يقول الطيب مصطفى أن عضوية الحركة الشعبية بالشمال إنما تمثل "عمالة وإرتزاق لحركة أجنبية تناصب ديننا وبلادنا العداء"، ويشيد بقول نافع بجنوب كردفان فيقول: "لم ينس نافع أن يصب حمماً من الهجوم على مشروع السودان الجديد الذي وصف بالمشروع العنصري والجهوي"، ويصرخ في هستيريا: "آن الأوان لإستعدال تلك الصورة الشائهة ولطرد الحركة من أرض الشمال وأعجب أن يتحدث أحد قيادات البرلمان عن أن الحركة قد تفوز في بعض دوائر جنوب كردفان بينما يفوز المؤتمر الوطني في أغلب الدوائر !! لا، لن تفوز الحركة في ذرة من تراب أرض الشمال لأنها حركة أجنبية تحكم دولة فاشلة". …. كما يقول في إحدى مقالاته: "أما عبدالعزيز الحلو مرشح الحركة وهو بالمناسبة لا ينتمي للنوبة بالرغم من ادّعائه ذلك الشرف فما من دليل أبلغ على أن قضيته التي قاتل من أجلها في صفوف الحركة لم تكن غير نفسه" .... و "الطريقة التي ظلت تتعامل بها الحركة مع حلفائها الذين تستخدمهم كمجرد عبيد أو قل حمير تركبهم ثم تربطهم خارج قاعة التفاوض وجني الثمار!!    .   نقول للطيب مصطفى الحاقد العنصري ومن معه من المتطرفين والحمقى وغلاة الأصولية، دعكم نفاقاً وكفى نشر الحقد والكراهية ودق أسفين الشقاق بين أبناء جبال النوبة وبين السودانيين، وزرع الفتن على أسس الجهوية والإثنية والقبلية وإستغلال الدين. كفى تحريضاً على النوبة، فليس لك شأن بجبال النوبة، ومن حق أبناء جبال النوبة الإنتماء لأي تنظيم يشاءون طالما ينادي بحقوقهم المسلوبة بطرق وفكر سوداني أصيل (هل الحركة الشعبية!!، أم البعث العربي واللجان الثورية، و….؟؟!!! مافي داعي أواصل). قضية جبال النوبة مع المركز، وأنت يا الطيب مصطفى رغم أنك من المركز وجزء أساسي من المشكلة إلا أنك لا تمثل المركز ولست ناطقاً بإسمه، ولا أنت أي شيء بالحكومة (سوى مسمار صدئ ضمن المنظومة الظالمة الفاسدة) فلا تنصب نفسك وصياً علي ابناء جبال النوبة ولا تملي عليهم ما يفعلون. إن ما تلعبه من ألاعيب قذرة لحرمان جبال النوبة ومعظم شعوب السودان الأصيلة من حقوقها المشروعة معلومة، ولتعلم أن أبناء جبال النوبة  لن يتنازلوا عن حقوقهم إلا على أجسادهم وجثامينهم. لو كانت هناك دولة قانون ونظام، أو دولة عدل أو شريعة بحق كما تدعون، لما سمحت لك بكتابة ترهاتك وتجنيك على الناس ولكفت أطرافك وأغلقت فمك من نشر سمومك، وبث الحقد والفتن والكراهية، وشعور الغبن و وروح الإنتقام التي تتملكك وتسيطر على عقلك وتفكيرك، وأعمت بصيرتك وأفقدتك توازنك، فمكانك المناسب مصحة عقلية، كفانا الله ووقانا شرك!!!!!

ونختتم المقال بكلمة بسيطة نوجهها لإخوتنا وأبنائنا ممن يقال لهم "المثقفون والمتعلمون" وخاصة الكتاب منهم، وأقول لهم أن المنطقة في حاجة ماسة لخدماتهم وتتوقع منهم أن يقفوا وقفة رجل واحد مع قضايا ومشاكل المنطقة، والمطالبة بحقوق أبائهم وأهلهم المسلوبة منذ الأزل لجهلهم وعدم معرفتهم ومقدرتهم المطالبة بحقوقهم، ولكن الآن -ما شاء الله تبارك الله- نال كثير منكم العلم وأمتلك ناصية المعرفة والكلم، وتوفرت لديكم السبل والوسائل للتواصل ونقل المعلومات والبيانات، ولكن مع الأسف الشديد فأنكم توجهونها الوجهة الخطأ، وتستخدمونها في الطريق الخطأ، وتسخرونها لخدمة الأغراض الخطأ، التي لم  يتخيلها أهلكم الذين جاهدوا وتعبوا وضحوا بالغالي والنفيس لتعليمكم على قلته، فأنتم توجهونها لصدور بعضكم البعض، وتشهرونها على وجوه بعضكم البعض، وتتركون عدوكم الحقيقي ألا وهو الجهل والمرض، عدوكم الحقيقي الفقر والفاقة، عدوكم الحقيقي الظلم والإستبداد، وعدوكم الحقيقي عدم العدالة وعدم المساواة، عدوكم ليس أخوك وليس من يسكن ويقطن معك جبال النوبة، عدوكم ليس الحوازمة ولا المسيرية ولا القبائل الأخرى بجبال النوبة، ولا ذاك المختلف معك في الرأي والفكر والعقيدة، جميعنا في مركب واحد وحقوقنا واحدة ومصيرنا واحد. عدوكم  يا إخوتي ليس الحركة الشعبية التي مضت لحال سبيلها، عدوكم الطيب مصطفى وأمثاله الذين يتبعون ويمارسون سياسة الإقصاء والظلم والتهميش السياسي والإجتماعي والإقتصادي على النوبة، والذين يمشون بيننا بالفتنة والنميمة، ويسندونها بالعنصرية والجهوية والتفرقة باللغة وإستغلال الدين، ويشغلوننا لنقتتل ونتناحر فيما بيننا ليصرفونا عن المطالبة بحقوقنا، وننسى حقوقنا ونهمل حقوقنا وتضيع حقوقنا، بينما هم يتسلطون على رقابنا ويحرمونا من حقوقنا. عدوكم الحقيقي ومشكلتكم، بل مشكلة كل السودان، الجزء النيلي من السودان ومثلث حمدي.

فأرجو من الإخوة أن يوجهوا جهودهم وأقلامهم صوب العدو، فآمال أهلكم بجبال النوبة معلقة عليكم وبكم -بعد الله- فتوجهوا للنضال الحقيقي من أجل حقوق أهلكم لا للإحترا ب فيما بينكم وتحويل أبسط إختلافات في الرأي إلى عداوات وفجور في الخصومة. كرسوا أقلامكم للبرامج والدراسات، وحقوق جبال النوبة، ولما سيخرج جبال النوبة من وهدتها، ويحل مشاكلها،.... دعونا نتفق عليها جميعاً، ونلتف حولها جميعاً، وإن لم نستطع الإلتقاء أوالإتفاق على قناة موحدة للعمل من خلالها، فيمكن لكلٍ طرحها عبر القنوات التي يراها مناسبة، في النهاية نحن نسعى جميعاً لهدف واحد، وغرض واحد، ألا وهو مصلحة جبال النوبة، وخدمة جبال النوبة ولأجل جبال النوبة، ومن أجل مستقبل وغدٍ مشرق وحياة كريمة لنا جميعاً ولأجيالنا القادمة. عاشت وحدة جبال النوبة، والعزة والكرامة لجبال النوبة !!!!!.

                               

الرياض  -   9 إبريل 2011م



© Copyright by sudaneseonline.com