From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
أنظمة تجيد قتل شعوبها..وتتوارى من العدو. بقلم /أحمد حمزة أحمد
By
Apr 10, 2011, 02:56


أنظمة تجيد قتل شعوبها..وتتوارى من العدو.

بقلم /أحمد حمزة أحمد -10-4-2011م

المشهد العربي يدمي القلب ،فالجيش وقوات الأمن السورية تطلق نيران أسلحتها على صدور المواطنين الذي خرجوا للشوارع مطالبين بالحرية والكرامة وحقوق المواطنة،ولكن أسلحة النظام السوري التي لم تطلق رصاصة واحدة نحو الجولان المحتل،أجادت وأبانت بأن لديها القدرة على إطلاق النار وقد خالها الناس أنها قد نسيت معنى إطلاق النار.ولكن لا مجال ولا مكان للاستغراب ،فالحكم أولى من الوطن وعرش حكم آل الأسد الممتد منذ إنقلاب (1966م)(تحالف صلاح جديد –حافظ الأسد) على أتم إستعداد لإستخدام كل أنواع الأسلحة لقتل الشعب السوري..

وذات المشهد نراه يومياً في اليمن الذي يسيطر عبد الله صالح وعائلته أقاربه وأصهاره على كافة المرافق الهامة، ويدافع عن سلطته بجبروت لم يقف عند حد القتل اليومي للشباب في الشوارع،بل امتد في تعالٍ ليحشد من يقول أنهم مناصروه مستغلاً الواقع العشائري والقبلي الذي كرسه طيلة فترة حكمه التي امتد لثلاثة و ثلاثين عاماً،لتصبح الحشود التي يأتي بها عنصر إدانه لا عنصر تأييد،فالواقفون تحت لافتات تأييد النظام من اليمنيين هم ضحايا النظام .. ضحيا واقع التخلف الإقتصادي والإجتماعي والسياسي الذي صنعه النظام الحاكم..هذا الواقع الذي أجاد صالح اللعب عليه طيلة هذه السنوات محصلته هي سفك الدماء وإزهاق الأرواح والتشبث بالحكم ولو أدي ذلك للقتل وللفتة القبلية والطائفية.. وهكذا نجد سلاحاً عربياً آخر يتوجه إلى صدور المواطنين العرب جنباً إلى جنب السلاح السوري ..

وإلى جانب هذا المشهد الذي تسفك فيه دماء الشعوب سفكاً بأيدي حكام معادين للحرية وللتحول السياسي،نجد إسرائيل تقتل الفلسطينيين في قطاع غزة فقد بلغ عدد قتلى القارات الجوية الاسرائيلة على القطاع خلال خمسة أيام (5/4—10/4/2011م) -18- شهيد وأعداد كبيرة من الجرحى.

فأي جيوش عربية هذه وأي حكام عرب هؤلاء الذين جعلوا من العدو صديق آمن ومن أبناء الوطن أعداء تزهق أرواحهم!

ونظامي سوريا واليمن ليس وحدهما الذين أعملا أسلحتهم في التصدي للشعب المطالب بالحرية، فذات النهج تتبناه الجزائر وليس لجيشها ما يعصمه من قتل الناس فهو ذو باع وخبرة وفعلها ويفعلها ولا يهتز له رمش من سحق الشعب الجزائري ..

أما القذافي فعمره لم يوظف قدرات ليبيا في أي وقت لدعم المقاومة الفلسطينية،ولم يسخر إمكاناتها لدعم قضايا الأمة،بل رأيناه يطرد الفلسطينيين،كما طرد غيرهم،وسلاح ليبيا لعلع في صدور الليبيين ليقتل خلال أيام عشرة آلاف مواطن ليبي – حسب تقدير منظمات حقوقية،ولم يتورع في دك المباني على رؤوس المواطنين واستخدم كل أنواع الأسلحة  في جبروت متصدياً للمطالبين بالحرية لتتحول التظاهرات السلمية إلى قتال مسلح بين الثوار وبين النظام وليفتح الباب أما التدخل الأجنبي بكل سوءاته ومطامعه،والنتيجة أن الدم الليبي هو الذي يراق والسلاح والدمار والخراب يطال الشعب وممتلكاته الحيوية، لكي يتلذذ القذافي بجنون أفكاره ..ويتمرق أبناءه في نعيم أموال الشعب المسخن بجراحه وبدماء شهدائه.

الذي لا شك فيه أن التغيير سوف يطال الأنظمة العربية التي أرادت أن تنفرد بالسلطة-سواء أكانوا عوائل أو طوائف أو أحزاب ماسخة شائهة معزولة ،فما حدث في تونس ومصر هو أمر له ثقله الذي عبر عن توق وأشواق شعوب الأمة العربية للحرية ولامتلاك صنع قراراتها المصيرية في السياسة والاقتصاد والعدالة الإجتماعية بما يجعلها شعوب قادرة على المشاركة الفاعلة في قضايا الأمة التي على رأسها قضية فلسطين التي تقف الأنظمة العربية تجاهها موقفاً يعبر على مصلحة الأنظمة الحاكمة وتحالفاتها وحساباتها والتوازنات في المنطقة،وهي توازنات بالضرورة تضمن لهذه الأنظمة الاستمرار في الحاكم بنيلها رضا القوى الكبرى وتلقيها الدعم من حلفاء إسرائيل- وبالطبع منهم من يتلقى الدعم من إسرائيل نفسها سواء كان مشاركة إقتصادية أو أمنية أو سياسية أو بالتوسط بينها وبين الدول الغربية ذات النفوذ..وفي هذا فلا تسأل عن الإرادة العربية ..إرادة الجماهير وأين موقعها وموقفها من السياسة الرسمية للحكومات؟ لن تتضح إجابة صادقة تعبر عن حقيقة الواقع إلا إذا أطلقت طاقات الجماهير العربية عبر الممارسة الديمقراطية التي تكفل لها مساءلة الحكومات والتعبير على رأيها وحشد طاقاتها للقضايا الكبرى الداخلية الوطنية والقومية والعالمية،وطاقات الشعوب عندما تتفجر إبداعاً وعطاءً سوف تجعل النظام الذي يحكم ديمقراطيا محمي بإرادة لا تقهر وعندها سوف يعرف الحكام أنهم ليسوا في حاجة لأي تحالفات خارجية تفرط في الحقوق وتهدر الثروات وترهن السيادة الوطنية والقومية،ويتحقق الإستقلال وينال الوطن والمواطن الحرية وهذه مطالب تهون في سبيلها الدماء والأرواح التي تقدمها الشعوب راضية مرضية. 

 



© Copyright by sudaneseonline.com