From sudaneseonline.com

بقلم :صلاح شكوكو
الإذاعة نت/صلاح محمد عبد الدائم (شكوكو)
By
Apr 10, 2011, 00:33

الإذاعة نت

 

تقدم الأذاعة السودانية برنامجا تثقيفيا تعليميا خاصا يُقدم يوم الأحد من كل اسبوع عقب نشرة أنباء الثالثة، ليقع البرنامج بين فترة الأخبار وبرنامج عالم الرياضة، حتى وقر في ظني أنه عالمُ للمعرفة التقنية ..

 

يتيح هذا البرنامج الذي يقدمه الباشمهندس (حسن مصطفى)، قدرا هائلا من المعرفة المبسطة المنبسطة بشقيها، الأول التعريفي البسيط المنبسط ووجها الآخر على نحو متعمّق في عالمها ودروبها، مقرونا بتفاعل حي متقد مع ما يقدمة المتداخلون عبر موضوعاتهم بمنتدى الإذاعة عبر مبادرات حيّة فيها قدر كبير من العصف الفكري والتلاقح الثقافي الذي يخدم توجهات البرنامج وأهدافه الواقعية .

 

والبرنامج يهدف فيما يهدف الى كسر الرهبة الكامنة في نفوس بعض الناس، خاصة من فاتتهم فرص المعرفة التقنية في أوانات الدراسة من كبار الموظفين والآباء ومن هم على شاكلتهم، خاصة الذين تشكلت بينهم وبينها حواجز نفسية جعلت التوجس تقبع في المساحة الفاصلية بين هؤلاء والتقتية.

 

لكن هذه البسطة والبساطة في الطرح قد جعلت الكثيرين يتحمسون للولوج الى عالمها متجاوزين حالات الخوف التي كانت تكبلهم، ليدخلوها بسلام آمنين وليجدوا أن الأُمية الحقيقية هي الرهبة والتوجس الذي حرمهم الحول الى هذا العالم الإفتراضي الذي يقبل كل فرد مهما كان سنه وطبيعة عمله.

 

والأستاذ (حسن مصطفى) يحاول جاهدا تقديم هذا البرنامج ينبرتين وقالبين، قالب للمبتدئين إغراء لهم للولوج، وقالب آخر يشبع فضول القابعين بين أسوار هذه المعرفة، بالجديد في عالها المتسارع وذلك تحت شعار (أن التكنولوجيا لا تنتظر ولاتستأذن أحد) لأنها قادمة شئنا أم أبينا بل أنها باتت تقتحم كل حياتنا رويدا رويدا.

 

وهاهي التكنولوجيا قد إستوعبت الحياة كلها ليتحوّل العالم كله الى قرية صغيرة، الوصل فيها عبر الألكترون، فاهي سينغافوره قد الغت بين تلاميذها من المرحلة الإبتدائية حتى الثانوية القلم والورق والحقيبة المدرسية، وإستعاضت عن ذلك بذاكرة صغيرة في حجم القداحة (فلاش) يستوعب كل محتويات الحقيبة، ويستطيع الطالب أن يحمّل دروسه فيه، بل يخزّن واجباته المدرسية كلها فيه، ليقوم المعلم بعملية التصحيح، الى جانب أن والد التلميذ يستطيع أن يتابع كل ذلك من مكتبه، كما يستطيع متابعة أجوبة إبنه في الإمتحانات المختلفة ويتعرف على الدرجة الممنوحة له مع التقييم العام لمستواه الدراسي .

 

يل أكثر من ذلك بكثير، حيث يستطيع الوالد مشاهدة إينه ( إن أراد) عبر كميرا خاصة تتيح للآباء ذلك دون سواهم عبر حساب خاص يخولهم التفاعل مع المعلمين وإدارة المدرسة.

 

والحقيقة لي شرف أن أكون ضيفا على هذا البرنامج عبر أسابيع خلت، عبر الحوار الذي يشكل أحد ركائز هذا البرنامج، في صحبة الباشمهندس (حسن مصطفى) الذي أصبح بدوره مقدما ومحاورا تقنيا من الطراز الأول، بمقدرات عالية في التواصل الحي والألكتروني على كل المستويات .

 

والبرنامج بكامله يحاول رتق الفتق بين المعرفة والناس، من خلال يسطها بجرعات تتناسب وكل الفئات.. في زمن وجيز مضغوط مُقسّم الى ثلاثة أقسام هي (الثقافة والمنتدى والتواصل) ، ولكل عنوان مادته الجزلة التي يحتويها.

 

أما ردود الأفعال حول البرنامج فجيدة للغاية بين الجميع خاصة بين الكبار الذين فاتهم قطارها في أوانات التعليم فركبوا القطار من حيث هم، ووجدوا أن عالمها عالم جميل، فبدأوا الخطوة الأولى بحساب الكتروني يتواصلون به مع العالم ويتطوروا من خلاله معرفتهم بالعالم التقني ومن الطلاب والشباب الجامعيين الذين يجدون فيه بعض ضالتهم المعرفية.

 

لكن يجدر بي هنا أن أشيد بصورة خاصة بالباشمهندس (حسن مصطفى) الذي يحرص دوما على إنتقاء مادته بعين فاحصة.. ويُقدمها بصورة جلية تلامس الحاجة بسهولة ويسر، كما لا يفوتني أن أحيّ مذيعة الربط الأستاذه القديرة (هبه عيسى) وهي تشكل حضورا قويا للربط الحي الذي يدلل على مقدرت كبيرة وثقة في النفس، خاصة مع المايكريفون.

 

أما المهندسون الذين يحاورون الأزار الألكترونية ومستويات الصوت فأشيد بهم جميعا ويستحضرني منهم الأخ العزيز (وليد شهلابي) الذي يشكل حضورا بهيا في الحلقات بتفاعله الصامت معنا عبر إشاراته وشاراته اللطيفة.

 

أما ميقات هذا البرنامج الذي يأتي بين نشرة الثالثة وعالم الرياضة يجعله في سندان فترة إستماعية حيّة، تتيح له حقيقة أن يكون همزة وصل جميلة، تزداد بهاءا بدخول الأستاذ عبد الرحمن عبد الرسول مع كتيبته الرياضية.

 

لكننا ربما سنحتاج يوما لتصميم برنامج تدريبي يعيننا على تدريب لاعبينا في كرة القدم، لترقية المفاهيم التدريبية السائدة للتحول من نمط التدريب العشوائي القائم على الإنطباعية وردود الأفعال الذاتية، الى سعة كبيرة في الأفق تجعل ممارستنا رياضة تقوم على المنهجية وإستثارة الفكرو الخيال.

 

 وليس على القوالب الجاهزة والمعدة سلفا والتي جعلت لاعبينا يؤدون بالترسيخ التدريبي وليس من خلال إعمال الخيال وحسن التصرف الذاتي المبني بعد قراءة الملعب والأحوال وإختيار أفضل الخيارات المتاحة أمامهم.

 

·       التعادل الذي تأهل به منتخبنا الأولمبي للأدوار التالية مهم للغاية خاصة وأن الأداء كان متوازنا ورجوليا، ولا يقدح فيه الهدف الذي ولج مرمانا، لكن الملاحظة الجديرة بالذكر هي تألق الحارس (منير الخير) وسطوع نجم (رمضان عجب) في معية (امير كمال ومحمد جياد) وتهانينا.

………

ملء السنابل تنحني بتواضع .. والفارغت رؤوسن شوامخ

………

 

صلاح محمد عبد الدائم (شكوكو)

[email protected]

 

 

 

  

 

   

 

 

 

 



© Copyright by sudaneseonline.com