مقالات و تحليلات
ثوار ليبيا .. بين صمت العرب ومكر النيتو بقلم: منتصر محمد زكي
By
Apr 9, 2011, 13:32

ثوار ليبيا .. بين صمت العرب ومكر النيتو

بقلم: منتصر محمد زكي

ويظل النزف الليبي مستمرا ما بين كر الثوار وفر الكتائب القذافية والعكس .. كوجبة دسمة وشهية  لفضائيات ظلت تقتات من حرائق المنطقة .. تتعقب كاميراتها خيوط الدخان  من دولة إلى أخرى .. ولولا وجود بعض الثغرات والشبهات  في خطها الإعلامي .. لصدقنا حياديتها المزعومة .. ومهنيتها المتذبذبة  .. كقطار يجهل وجهته تمضي الثورات  ..  وكلما لا حت في الأفق بادرة حوار  أو إصلاحات ولو حقيقية .. وئدتها رصاصات غادرة مجهولة المصدر .. ويبقى النموذج البحريني .. هو الحالة الوحيدة التي تم فيها إجهاض الثورة بدعم خليجي وتغاضي أمريكي خوفا من المد الشيعي الذي لاحت راياته وسط الثوار ... أو هكذا زعموا  .

إختلفت ردات الفعل الأمريكي تجاه الثورات وفق الإستراتيجية الأمريكية المعلنة .. وغير المعلنة .. مابين بذل النصح والدعوة إلى التهدئة ثم المطالبة بإصلاحات وصولا إلى المطالبة بالتنحي .. وبين التدخل العسكري كما حدث في ليبيا .. رغم أن أمريكا أعلنتها بوضوح لا يحتمل اللبس بأن مهمتها لا تشمل القضاء على القذافي .. فقط إرغامه على التنحي !! .. لكن الناظر لمجريات الأحداث بعين فاحصة .. يجد أن الثوار بدأوا يشكون في نوايا التحالف  الحقيقية .. بعد تزايد ضحايا الأهداف الخاطئة من الثوار .. فقد بدا جليا تعمد تحالف المصلحجية  مد أجل حرب الكر والفر ..  بتقاعسهم عن دعم الثوار عندما يتطلب  الموقف ذلك  .. حتى يتثنى لهم العثور على البديل المناسب ( الخادم المطيع )  .. لا سيما تخوفهم من الهوية  السياسية للثوار بعد تضارب الأقوال حولها ..  كذلك إستثمار حالة الفوضى واللا دولة للحد الأقصى .. وهي اللعبة التي تجيدها أمريكا  ..  وتتقن فنونها .

فالتطورات الأخيرة  بإسناد المهام العسكرية لحلف النيتو .. وتقهقر الثوار مقابل تقدم الكتائب .. لا يعني حسم المعركة لصالح طرف على الآخر .. فحتى اللحظة تراجيديا المشهد تقول: لم ينتصر أحد .. والخاسر الأكبر هو ليبيا الوطن .. من المؤكد تظاهر النيتو بدعمه للثوار بعد الهجوم اللاذع الذي لقيه من المعارضة الليبية .. بسبب تقاعسه وتغاضيه عن هجمات الكتائب على المدن والأحياء .. فهو لا يستطيع تجاوز الخطة المرسومة له .. فهل سيكتفي العرب والمسلمين بالفرجة فقط .. ومتابعة ما يجري عبر الفضائيات دون أن يكون لهم أي دور حقيقي .. وكأن ليبيا تتبع إلى إحدى دول الإتحاد الأوربي؟.