From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
هل بدأت الثورة المصرية تتأكل من أطرافها؟؟/عبد الغفار المهدى
By
Apr 9, 2011, 11:53

هل بدأت الثورة المصرية تتأكل من أطرافها؟؟

بالأمس منذ الحادية عشرة صباحا وبصعوبة بالغة تجولت فى ميدان التحرير لمتابعة فعاليات جمعة التطهير،والتى كانت فقرتها الأساسية محاكمة الرئيس المصرى المخلوع (حسنى مبارك) ورموز حكمه الأثريين.

وبما أن الثورة المصرية ستظل ولازالت كأنها حلما لم يكن يتوقعه حتى الذين دعوا لها وحفزوا بقية المصريين للمشاركة فيها،الشباب الذى صنع الثورة وتفوق على كل الأجيال التى سبقته وأرتضت معايشة النظام السابق بالرغم  مما عانوه خلاله من كل أشكال القمع والقهر.

هذه الثورة المعجزة  والتى شارك فيها جميع المصريين بمختلف  مسمياتهم وتياراتهم ، وصنعتها تلك الأمواج البشرية التى تداعت لميدان التحرير أن حى على التطهير وهو اسم جمعة الأمس وكان حريا به أن ينسب للثورة ككل وليس أختزاله فى جمعة واحدة فقط خصوصا وأن الجمعة صار أكثر الأيام  حيوية  للشعب المصرى بعد أن تحول ليوم سلطة الشعب الحقيقية.

تعرضت الثورة المصرية ولازالت للكثير من المطبات رغم أن الجيش المصرى منحها الرعاية والحماية،الا أن طيور الظلام دوما ما تتربص بمثل تلك الانتفاضات وتحاول أن تنفذ من خلالها ولاتدخر جهدا فى ذلك ،فدخلت الثورة المصرية فى نفق هؤلاء ، ولواقعية الجيش المصرى ومؤسسيته العملية والتى لاعلاقة لها بالسياسية الا من خلال دورها المهنى والذى  عمق له فى السياسية وألاعيبها لهذا لم توضع للثورة شريعتها ولكن تم تعديل الدستور القائم ليتماشى وروحها ،ومن خلال تلك الجزئية برزت طيور الظلام وبدأ نشاطها بعد أن محدودا فى التمدد والانتشار عبر جسد الثورة .

بالأمس لم تكن جمعة التطهير كما الجمعات التى سبقتها وصنعت هذه الثورة المجيدة ففى جمعة التطهير برز التدبير وبصورة واضحة  وكل مدبر فى أمره يفكر.

تجولت فى أرجاء الميدان المختلفة ظنا منى أن المنبر سيكون واحدا كما جرى فى سابق الجمعات والشعب ستكون الروح الثورية لازالت تظلله خصوصا وأنها أرجعت الشعب المصرى لبعضه البعض وقوت أواصر ترابطه ووحدته الوطنية وأحيت فيه قيمة الايثار  التى غبرت لعقود من الزمان ووحدة الهدف وأذابت هويته الدينية فى الروح الوطنية .

بالأمس كان الأمر يختلف المنابر تعددت والأصوات تشتت والجمعة تحولت الى جمعة التدبير والاعلان كل حزب يوزع منشوراته وكل منبر يبث أفكاره وكل يريد أن يلفت النظر اليه ويكون صوته الأعلى والأوحد ، فأطراف الميدان تحولت الى منابر كل مجموعة تجدها جالسة وخطيب بح صوته من كثرة اعلانه عن نفسه ، والعجيب فى الأمر حتى أولئك الذين يدعون للدولة الدينية لم تنقطع خطبهم والتى تزين بعبارات العمل للاخرة والرجوع لسنة النبى وصلى الله عليه وسلم والسلف الصالح ، اثنا خطبة صلاة الجمعة والتى تقام فى الميدان .

كان الجميع يتحدث فى مصر عن الثورة المضادة الشماعة التى ينسب لها أى فعل قد يراه البعض ضد أهداف الثورة . والآن الثورة تحولت الى وسيلة الكل ينشد اعتلاء منبرها ومن ثم  قطف ثمرتها والتى توصله لهدفه المنشود.

فأصبح الخوف على الثورة من منتسيبها ومدعى الهامها والذين قارب عددهم من عدد صناعها، وهذا ما يجعلها تتأكل من أطرافها قبل أعدائها.

عبد الغفار المهدى

[email protected]



© Copyright by sudaneseonline.com