From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
هل تسللت الموساد لبورتسودان ؟!/عثمان احمد فقراى
By
Apr 9, 2011, 11:51


 

 

 

هل تسللت الموساد لبورتسودان ؟!

 

   لا شك أن حادثة بورتسودان التى تمت بمنتهى الدقة وبنفس أسلوب الموساد فى تصفية عناصر المقاومة الفلسطينية تأكد وجود عناصر للمخابرات فى الداخل يتم التنسيق معهم ,خاصة والمعروف أنه من ناحية جغرافية بسيطة بالنظر لخريطة الشرق الأوسط تقع مدينة بورتسودان فى جنوب غرب دولة إسرائيل,بل أصبحت فى عصر العولمة التى أضحى  فيها العالم (قرية كونية) مما جعل بورتسودان ضاحية من ضواحى تل أبيب, ومن ثم يسهل الوصول اليها مثلها مثل غزة00 وطولكرم00كما يمكن أن تزورها الطائرات الإسرائلية يوميا,حيث سبق أن زارت سواحل الولاية وضربت اهدافا فيها للمرة الثالثة ,الأولى حادثة الصيادين فى خليج عقيق والذى راح ضحيته مواطن سودانى وعدد من الجرحى,ثم الحادث الشهير فى شمال جبيت المعادن الذى احترقت فيه عدد من السيارات واكثر من مائة شهيد ,وأخيرا حادث (كليناييب) الذى يبعد من وسط المدينة عشر كيلومترات تقريبا والذى استشهد فيه مواطنين ابرياء من ابناء شرق السودان,وقد وقع هذا الاعتداء فى منطقة تقع بالقرب من مصفاة البترول ومحطة الكهرباء الفرنسية وعلى الطريق القومى مما يشير الى خطورة الحادث وما يسببه من تهديد ليس لأمن المدينة بل لكل الأمن القومى للسودان.

 

يذكر فى العام 1967عام النكسة واللآآآت الثلاثة التى رفعها زعماء السودان لإزالة آثار النكسة,والتى استغلت فيها إسرائيل سلاحها الجوى ونفذت عن طريق الحدود السودانية الشمالية فى البحر الاحمرالى غرب قناة السويس حيث تمكنت من خلق ثغرة " الدفريسوار"  الشهيرة,من ثم احتلت شرق وغرب قناة السويس وكل شبه جزيرة سيناء,فى تلك الحرب كانت بورتسودان تستعد لأى ضربة محتمله وبناء على هذا الاحتمال اتخذت عدة احتياطات فى تأمين المدينة عن طريق وسائل الدفاع من سلاح المدفعية وسلاح البحرية وتوفيرمدافع مضادة  للطائرات حول مصفاة البترول الوحيدة فى ذلك الوقت بل كان يطلب من المواطنين إطفاء الأنوار وتعتيم مصابيح السيارات بلون غامق حيث كانت تستعمل لون (ظهرة ) الملابس!

هذه الوسائل  البسيطة كانت تستعمل للدفاع ضد العدوان الإسرائيلى فى ذلك الزمان فأين وسائل الدفاع الحديثة بل أين الدفاع الجوى ؟ السلاح الرئيسى فى مثل هذه الحالات وأين الخطط الأمنية التى اعدتها لجنة الأمن الولائية التى يرأسها السيد الوالى؟؟ وذلك بعد سلسلة الاعتداءات السابقة, والآن جاء  حادث الطائرة الذى راح ضحيته احد ابناء قبيلة الامرأر الذي يعمل فى تجارة الحدود والإبل ومعه سائقه الخاص حسب تصريح ناظر عموم قبائل الامرأر الرجل المسئول فى الولاية .

ويذكر فى تلك الحقبة تم ترحيل ما كان يعرف بحى (الأنادى) لصناعة الخمور البلدية التى كان يسمح بها القانون الذى تركه المستعمر الانجليزى من وسط الاحياء السكنية الى ربوة عالية جنوب المدينة ومن ضمن الحرب الإعلامية وردا لذلك العدوان سمى مواطنى بورتسودان الحى الذى شكلته تلك المنازل (تل أبيب)  ورد عليهم الإعلام الإسرائيلى وقال انه يمكنهم ضرب مسؤولى بورتسودان عند نزهتهم  فى (الكيلو) كما كان يشاع فى ذلك الوقت .

 

واليوم نشاهد الحادث الذى سببته طائرة إسرائلية واحدة حسب مشاهدة الأهالى لها فى سماء قريةهوشيرى "مرسى بشائر" حاليا, مما يأكد انفتاح سماواتنا امام الأعداء والاخطر من ذلك اختراق أمننا الداخلى بعناصر على الأرض والذين بدون وجودهم فى الداخل لا يمكن أن يحدد الهدف بكل هذه الدقة المتناهية بل ومتابعة مواطنين سودانين معينين لالصاق تهمة الارهاب بالسودان,ربما اعتمادا لمعلومات استخباراتية  بوجود شبه عن علاقة  ما فى  تهريب  السلاح والذى لم يثبت بعد ومازال الأمر رهن التحقيق؟

ولكن نستطيع أن نقول أن البحر الاحمر يعج بالكثير من النشاطات غير الشرعية من تهريب المخدرات والاشخاص والسلاح,ويعتبر الساحل السودانى المفتوح على مساحة 717 كيلومتر وبحر اقليمى مكشوف توجد فيه أكثر من ستين جزيرة كبيرة وصغيرة ونوتؤ تستغلها مراكب غير مرخص لها و اعداد كبيرة من الصيادين الأجانب ومهربين للبشر والسلاح  والمخدرات وغيرها من الممنوعات, مما يزيد مخاوفنا من خطورة العمليات فى المرة القادمة فربما تنزل علينا فجأة طائرة فى وسط المدينة على الطرق المسفلتة الناعمة وتقوم بخطف اشخاص مطلوبين ومعهم (شوية) من المسؤولين السياسين فى الولاية الذين يجيدون الخطابة والتصريحات الجوفاء !!

 وكان فى وقت سابق تعتبر ولاية البحر الاحمر منطقة عبور لأخطر انواع المخدرات  القادمة من جنوب شرق آسيا والتى لا يستهلكها أغلب السودانين, لذلك كانت هنالك وسائل ومعينات فنية وقوة بشرية لمكافحة المخدرات بالتعاون مع الاشقاء فى المملكة العربية السعودية  ,كما أشتهر بعض من أهل المنطقة بتهريب بعض السلع التجارية فى الوارد والصادر باعتبارها تجارة شرعية حتى انهت اتفاقية التجارة GATT والأسواق الحرة مثل هذه النشاطات الهدامة للاقتصاد الوطنى.

والجدير بالذكر أن كل تلك الظروف التى احاطت ببورتسودان ايام الحرب الإسرائلية العربيةجعلت الدولة تنشىء رئاسة قوات الدفاع الجوى فى منطقة سلالاب  بمساعدة الاتحاد السوفيتى (سابقا),ومن هنا تأتى أهمية تحديث وتطويرقوة الدفاع الجوى فى بورتسودان الذى ضعفت امكانياته وسلبت منه راداراته التى كانت تغطى كل الحدود الساحلية بكفاءة عالية وكذلك سلاح البحرية الوحدة الأساسية  لتأمين البحر الاحمر جوا وبحرا,حتى لا تستهين بنا الدول المعادية التى تمخر عباب البحراساطيلها وتمتلك قواعد من مدخل باب المندب مرورا  بجبيوتى ثم جزر" دهلك "التى توجد فيها القاعدة الإسرائلية وتغطى باقى البحر بالغواصات التى تظهر وتعترض الصيادين السودانين فى البحر الاحمر حسب روايات شهود الاعيان, كل هذه المسائل يجب ان توضع امام المخططين للأمن القومى والمعدين لخطط الاستراتجية القومية لتأخذ الالوية باسرع فرصة ,خاصة لما عكسه الوضع الأمنى الحالى فى ولاية البحر الاحمرمما يشير لوجود عنصر داخلى يشكل  مصدرا هاما أو عميلا مذدوجا للمخابرات الأجنبية,  حيث يمكن المخابرات الأجنبية أن تورط بعض الموطنين البسطاء من ابناء المنطقة فى هذا النشاط ليس من أجل نصرة الفلسطنيين الذين يستحقون النصرة منا فى كل الاحوال, ولكن ربما من أجل الكسب المالى السريع من ثم الحصول على المعلومات منهم عن طريق اختراق الآخرين, وهو أمر خطير يتهدد أمن الجماعة فى الولاية بل الأمن القومى للبلاد ,الأمر الذى يحتم علينا جميعا ان نكون يقظين وحذرين لنرصد ونتابع مثل هذه النشاطات أن وجدت, حتى لا نجد أنفسنا مع مصادر تعمل لحساب  (الموساد) يحتسون القهوة معنا فى ديم العرب!!

أما من يعتبرون العملية مواجهة مع إسرائيل ,عليهم أن يطالبوا من الإسرائلين الإلتزام بالجابرة والنزول على الواطة بدلا من الطائرات والصواريخ لمواجهة أهل بورتسودان الشجعان الذين لا شك أنهم سيهزمونهم  شرهزيمة فقط باستعمال السلاح الوحيد من نوع الحجارة التى لم تتوفرللأخوة من شباب فلسطين وهى من عينة  (الأنترلوك) ثقيل الوزن شديد الأنطلاق !! 00والله فاعل لما يريد وهوالمستعان00

عثمان احمد فقراى

[email protected]



© Copyright by sudaneseonline.com