From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
وماذا عن إسرائيل !!/نبيل منصور
By
Apr 9, 2011, 10:32

 

وماذا عن إسرائيل !!

تقريبا معظم الأقلام إن لم يكن جلها التى تناولت حدث بورسودان تحدثت عن كرامة الوطن التى أهدرت وأخفاق الأجهزة الأمنية فى تأمين الأجواء السودانية والمطالبة بإستقالة وزير الدفاع . للأسف لم يتطرق احداً من تلك الأقلام عن حقوق الجانب الآخر الذى هو إسرائيل رغم أن ذلك لم يتضح رسمياً بعد ، هل الجانب الآخر محق فى رد فعله أم لا . رغم الأسماء الكبيرة واللامعة فى صحافتنا السودانية إلا أن الحدث وأحداث كثيرة غيره ومن طريقة تناولهم لها تؤكد لنا وتثبت كل يوم فطارة وسذاجة تلك الصحافة ، فهى صحافة إنفعالية لا زالت تتعامل بطريقة " رزق اليوم باليوم " ، فهم من حيث لا يدروا شاركوا فعلياً فى المؤامرة الحقيقية التى تتم فى حق الوطن من جانب نظام الجبهة الإسلامية لأن المغتصب الحقيقى وبأقلامهم  هو نظام الجبهة الإسلامية  وليس إسرائيل وعلى ذلك يصبح الحديث عن إخفاق فى تأمين أجواء الوطن من جانب نظام كهذا امراً يدعو للسخرية ويبعث فى النفس الضحك وخصوصاً المطالبة بإستقالة وزير الدفاع .

دعونا نستخدم ذلك المثل السائر ونضع السودان مكان إسرائيل، وقامت إسرائيل بتسهيل عمل عدائى إنطلق من أراضيها ضد السودان ، بعلم أو دونه ، فماذا سيكون رد فعل السودان ؟هل  سيصمت على مثل ذلك الفعل وخصوصاّ إذا تكرر ؟ ، أنا لا أريد التحول بالحديث لمنحى أخر وأقول أن الحدث قد يكون مقصودا وأن نظام الجبهة الإسلامية هو الذى دبرّ كل ذلك ليغيّر مجرى الرأى العام فى إتجاه آخر ليبعده من حالة الإنفجار التى شارفها ، فالمغتصب الحقيقى هو نظام الجبهة الإسلامية ، هو الذى إعتدى على السودان بإنتهاجه سياسات تدعو الدول الأخرى لإستباحة أراضينا ، والأعراف والمواثيق الدولية تمنع تدخّل الدول فى شئون غيرها رضينا أم أبينا والبادى أظلم كما يقول المثل، الواقع يقول أن إسرائيل دولة لها حدود معترف بها أم غيره هذا لا يخصنا هنا ، ومن واجبها تجاه تلك الحدود حمايتها ضد أى إنتهاك وهذا ما فعلته بالضبط ، الواقع يقول أن هنلك عمليات عدائية تنطلق من الآراضى السودانية ضد إسرائيل ذلك بعلم النظام الحاكم فى السودان أم بدونه أدّى إلى أن تقوم إسرائيل بوقف تلك الأعمال العدائية بطريقة تتفق مع الأعراف والمواثيق الدولية أم لا هذا موضوع آخر، والواقع يقول أيضاً أن هذا الحدث لن يتوقف طالما أن تلك الأعمال ظلّت تتكرر . التدخل فى شئون الدول الأخرى يجب أن يتوقف مهما كانت الدوافع والمبررات ذلك أمر لن يسكت عليه . نحن فى السودان غير مسئولين  مما يحدث خارج أراضينا ، لنا الرأى إن أردنا لكن لا للتدخل المباشر فالواقع لا يسمح بذلك . كما أن لدينا الكثير من المشاكل المزمنة التى تنتظر الحل فنتركها ونذهب ونحشر أنفسنا بقضايا غيرنا .

تلك هى الممارسات و الأساليب والطرق والمناهج التى ظلّت تتكرر منذ الإستقلال فأدت إلى تقسيم السودان إلى جزئين وأدخلتنا فى أزمات سياسية إجتماعية وإقتصادية ظلّت تزداد تعقيداّ كل يوم لا يرى لها مخرج أو فكاك وذلك بتبنى حكوماتنا وسياسييّنا لسياسات لا علاقة لها بواقعنا كان ولا زال الغرض منها المصالح الشخصية لا أكثر ولا أقل . الدعوة لإستقالة وزير الدفاع لن تؤخر ولن تقدم شيئا فى سياسات هذا النظام حتى وإن جاء ألف وزير دفاع غيره ، هذا النظام لن يغيّر من سياساته لانه لن يستطع البقاء دونها يجب أن يفهم صحفيينا وأهلنا فى السودان ذلك.  هذا الوطن يحتاج إلى أن تتوقف الدماء التى تسال على أرضه كل يوم بواسطة هذا النظام أو بغيره . هذا الوطن يحتاج إلى أن يرفع السماسرة وتجار الدين و الإنتهازيين يديهم عنه ليتركوا أهله البسطاء ينعمون فيه بالعدل والمساواة والحرية . وكفى متاجرة بقضية فلسطين .

نبيل منصور

 



© Copyright by sudaneseonline.com