From sudaneseonline.com

أمواج ناعمة بقلم : د. ياسر محجوب الحسين
شيء من الحزن.. شيء من الغضب/د. ياسر محجوب الحسين
By
Apr 8, 2011, 10:30

 


 

أمواج ناعمة

شيء من الحزن.. شيء من الغضب

 

 

 

د. ياسر محجوب الحسين
                

حين نسْتلُّ ذكرى أُغمِدَتْ بتجارب مريرة، يؤرق الحزن فينا جفونا ويريق من العيون عيونا.. إنه حزن لعمري في النفوس دفين لا يسمح بالتعبير ولا التصوير.. قد يضيق الصدر ولا ينطلق اللسان.. والحزن سواد يرخي سدوله على القلب، كما يغشى الليل الدنيا كل مساء، وهو أن يتوقف قلبك عن النبض عندما تحتاج إلى تلك الدقات القلائل لنتمكن من مقاومة انحدار الدموع.. إنها لحظة عين تنساب خلفها دمعة حرى.. الحزن احساس قاتل يزعجك من الماضي، ويخوفك من المستقبل ويذهب عليك يومك.. ينقبض له القلب، ويعبس له الوجه وتنطفيء منه الروح، ويتلاشى معه الأمل.. ولعل أسوأ ما في الحزن أنه يسرُّ العدو، ويغيظ الصديق ويُشمّت بك الحاسد.

لا أدري لماذا تذكرت أديبنا الفذ الراحل الطيب صالح ربما لأن فقده كان عظيما ليس على المستوى الشخصي ولكن على مستوى الوطن بأثره.. اقول للفقيد والدمعُ يغسلُ أحرُفي لا عزاء لمحبيك والمتأسون بك والمتخلقون بأدبك إلا ما تركته لهم من كنوز أدبية رفعت اسم السودان عاليا.. إن العالم الذي يُخسر الميزان لم يعطك حقك، فمن أعظم منك لينال جائزة نوبل للآداب.. أنت لا تستحقها لأنك لم تطعن في الاسلام!! أو تبدي أمعية فكرية ومظاهرة للفكر الغربي، ولأنك كذلك لم تروج للاباحية!!.. لم يعرف عنك أيها الصالح وأنت في الغربة إلا وطنية صادقة وحنين وثّاب إلى الأهل والأصدقاء.

ما يجمع الحزن مع الغضب أن الأثنين انفعالات فطرية ومشاعر طبيعية كثيرها مضر وقليلها مقبول ومهضوم.. الغضب ليس كله شرٌّ بل أن قدرا مقدورا منه مطلوب على قاعدة أن لكل مقام مقال.. فهو ضروري في مواقف معينة.. فالغضب في الحق مطلوب والغضب على العرض مطلوب كذلك فالديوث الرجل الذي لايغضب ولا يغار على عرضه.. الرسول صلى الله عليه كان يغضب وسيدنا عمر الخطاب كان يغضب ويسمي الأشياء بأسمائها..  عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: لما كان يوم حنين آثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسًا  في القسمه.. فـأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل.. واعطى عيينه مثل ذلك.. وأعطى أناسًا من أشراف العرب.. وآثرهم  يومئذٍ في القسمة.. فقال رجل: والله! إن القسمة ما عْدل فيها.. وما أريد فيها وجه الله.. قال فقلت: والله لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فـأتيته فــأخبرته بما قال: فتغير وجهه حتى كان كالصرف، وفي رواية قال: فـأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فساررته  فغضب من ذلك غضبًا شديدًا، وأحمر وجهه حتى تمنيت أني لم أذكره له.

·       ثلاث مهلكات

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث مهلكات: شحُّ مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه". وقال عليه أفضل الصلاة والسلام أيضا: "بينما رجل يمشي في حُلةٍ تعجبه نفسه، مرجل جمته، إذ خسف الله به فهو يتجلجل إلى يوم القيامة".



© Copyright by sudaneseonline.com