From sudaneseonline.com

بقلم :شوقى بدرى
قبل الرحيل ...(1)/Shawgi Badri
By
Apr 8, 2011, 00:41

قبل الرحيل  ...(1)

 

لقد عبرنا كثيراً من الانهار وقابلنا آلاف البشر ، وعبرنا بحاراً ومحيطات . وامتد العمر . ولكن لكل شئ نهايه . وعما قريب سنذهب .

تؤرقنى كثير من الاسئله ، بعضها لا يمكن التطرق له وكثير منها مؤلم . احد الاسئله التى تؤرقنى  قصة الجناينى الذى قتل رمياً بالرصاص فى حديقة قصر الحاكم العام فى نهايه ايام الاستعمار . وما سمعناه هو ان العم الجاك الذى كان عسكرى قد رمى الجناينى بالرصاص لانه كان يريد ان يقتل الحاكم العام عندما كان يجلس مع قرينته فى الحديقه ويحتسى الشاي .

البعض كان يقول بأن الجناينى شاهد الماء مندفعاً خارج الجدول فركض لكى يوقف اندفاع الماء ولم يكن يقصد شراً بالحاكم العام او بقرينته . وكانوا يقولون بأن العم الجاك كان يبحث عن المجد والاشاده والترقيه على حساب الجناينى المسكين . وكانوا يقولون ( عشان كده رقد ليهو بطلقه ) . واخد ترقيه وإشاده . وان الجناينى كان رافعاً الطوريه الى اعلى . ولماذا يركض والطوريه مرفوعه الى اعلى ؟.

لقد حاولت قبل فتره ان اركض فى الحديقه وانا احمل الازمه او ابو راسين مرفوعاً فوق رأسى . واكتشفت ان هذه العمليه غير مريحه ابداً . بل تعرقل عمليه الجرى او الحركه . وانه من السهل جداً ان يركض الانسان وهو يحمل المعول او الطوريه متدليه بجانبه بيد واحده . فاذاَ لماذا كان الجناينى يحمل الطوريه مرفوعه فوق رأسه وهو يركض .

هذه الحادثه  مسجله بدون شك فى سجلات الشرطه او فى اضابير القضائيه . ولا بد ان الصحف قد تطرقت لها . ومن المؤكد ان هنالك من عاش تلك الفتره وإن كان قد تقدم به العمر . او ان هنالك من تابعوا تلك الاحداث او سمعوا بها ، او تحدثوا مع من عاشها . وكم اتمنى لو ان الحقيقه قد ظهرت بوضوح بعيداً عن مؤثرات الماضى .

فى سنه 1995 كان لى بعض اختلاف مع بعض رجال حزب الامه ، خاصه من تطرق فى رثاء العميد يوسف بدرى الى ان مدارس الاحفاد قد انشئت تحت الاشراف والدعم المادى والادبى للسيد عبد الرحمن المهدى . وهذه طبعاً ليست بحقيقه لان الاحفاد نشأت فى رفاعه بعيداً عن امدرمان . وإن كان للسيد عبد الرحمن وآخرين مشاركات ضخمه فى دعم الاحفاد فيما بعد . احدهم المحسن عبد المنعم محمد ، كونت مخالوص رئيس الجاليه اليونانيه ، وابراهيم عامر ازرق ابن التاجر الشهير عامر ازرق الذى يضر به المثل ( قميص عامر ) . وحدث هنالك شد وجذب فى الصحف ورد على اخى عبد الله محمد زين طيب الله ثراه . ورددت عليه انا بمواضيع تحت عنوان الملحمه الامدرمانيه . وكان هذا بدايه صداقه افتخر واعتز بها وكانت لنا لقاءت فى القاهره . ولم اكن اذهب الى لندن بدون ان اتواجد مع الاخ عبد الله اغلب الوقت . وعندما اتصلت به فى نهايه ايامه وكان قد فقد المقدره على الكلام ، بكيت بقوه وبحرقه . فلم اكن اتصور ان شاعر امدرمان سيفقد المقدره على النطق .

ولا تزال اغنيه امدرمان تهزنى وتجعل الشعر فى جسمى يقف . ولهذه الاغنيه ارفع قبعتى وانحنى باحترام . سمعت فى ايام كتابه عبد الله لى فى الصحف من قال بأن عبد الله ( ما شاعر ) لانه ما ممكن الشاعر تكون عنده قصيده واحده . وان هذه القصيده قد كتبها الفرجونى واعطاها هديه لعبد الله . ولقد رفضت انا هذا الكلام لان ما اعرفه عن عبد الله محمد زين وما احسست به يؤكد لى انه لن يقبل بهذا التصرف . ثم اعيد الكلام عدة مرات من جهات مختلفه . واذا كان هذا الكلام يمكن ان يقال لى انـا ابن امدرمان الذى احب واحترم عبد الله محمد زين رحمه الله عليه فلا بد انه ردد بطريقه اسوأ لاشخاص آخرين .

نحن لا نزال نعانى من مشكله الاغنيتين وهما وجه القمر سافر والناعسات عيونن . وهما حسب فهمى وكما دافعت وقلت كثيراً من كلمات الشاعر مسعد حنفى . ولكن البعض الى اليوم يصر على انهما من تأليف ابو صلاح . بالرغم من انهما مسجلات فى الاذاعه باسم مسعد حنفى . والمشكله ان الامر لم يحسم وقتها .ولا يزال ابناء مسعد حنفى يناضلون لاثبات حق والدهم . فارجو من الاخ احمد الفرجونى ان يحسم هذه القضيه الآن .

قديما كان تأليف الاغانى والغناء يعتبر نوع من السفاهه . ولكن بعض كبارنا كانت لهم اغانى وغنيت وعرفوا بها ولكنهم نسبوها الى اشخاص آخرين خوفاً من ما يعتبر وقتها فضيحه . وبعض هؤلاء الشعراء كانوا من رجال الدين حتى . سمعنا كثيراً عن الاستاذ احمد محمد صالح عضو مجلس السياده ومؤلف النشيد الوطنى نحن جند الله جند الوطن . وهو شاعر ضخم كان حتى توفيق صالح جبريل يراجع معه اشعاره ويستشيره . وهو من رجال التربيه والتعليم فى السودان ، سمعنا ان له اغانى كثيره نسبها البعض الى انفسهم وان بعض الاغانى  قد ظهر الى الوجود تحت اسم ابنه الاستاذ صلاح .

انا لا اقصد التشهير ولا ادين اى انسان ولكن هذا ما كان يردد ولا يزال يردد . ونريد قبل الذهاب ان توضح بعض الحقائق بامانه .

والتحيه

شوقى ......

 



© Copyright by sudaneseonline.com