From sudaneseonline.com

اخر الاخبار
مصر الثورة وآفاق جديدة للتعاطى مع ملف مياه النيل
By
Apr 8, 2011, 00:40

مصر الثورة وآفاق جديدة للتعاطى مع ملف مياه النيل

 

 

 القاهرة:

متابعة: أحمد مالك

بشأن التصريحات التى يدلى بها من حين لآخر الرئيس الاثيوبى مليس زيناوى، وأكتمال النصاب من دول حوض النيل فى التوقيع على اتفاق عنتبى، بعد انضمام دولة بروندى للدول التى وقعت على الاتفاقية،يصبح الموقف المصرى ،الاكثر الحاحا من بين دول الحوض فى الاعتماد على مياه نهر النيل، أصبحت مصر فى حاجة لجهود الباحثين والمختصين للخروج بموقف رصين للتعامل مع هذا الملف، خاصة وأنها تعيش

فترة الاعداد لمستقبل مشرق فى فجر ثورة يناير.

فى هذا الشأن تحدث الدكتور عبد الفتاح مطاوع ، وزارة الاشغال والموارد المائية المصرية، فى ورشة عمل نظمها اليوم، المركز القومى لدراسات الشرق الاوسط بالقاهرة، بعنوان كيفية التعامل المصرى مع تطورات مياه النيل، تحدث باطمئنان عن تأمين حاجة مصر من المياه ، بقوله: أن السدود التى تقيمها الدول الافريقية لانتاج الطاقة الكهربية لاتعنى مشكلة بالنسبة لمصر فى ظل استراتيجية للتعاون بين دول حوض النيل. واضاف مطاوع : أنه لابد من تغيير عقلية العمل فى هذا الملف فى مصر لتصبح أكثر ايجابية نحو بقية دول الحوض ، وكذلك لابد من العمل الجماعى .

وقال الدكتور مطاوع، أن موقف مصر التفاوضى فى ملف مياه النيل موقف قوى جدا ، كما ان حصة مصر من مياه النهر تزيد ولاتنقص، وحيث ان نهر النيل لايتوقف  فان عملنا سوف لن يتوقف فى هذا الملف.

 

ودعا الدكتور مطاوع الى ترشيد الاستخدام الداخلى للمياه، بقوله : أن الازمة الموجودة فى مصر ليست أزمة مياه بل هى أزمة سكانية بسبب التغير الديمغرافى الذى تشهده مصر فى السنوات الاخيرة، فلابد من اعادة هيكلة طريقة استخدامنا للمياه. كما دعا الى عمل مصر فى الفترة القادمة لاستقرار المنطقة واستدامة السلام بها،

هذا فيما تحدث الكاتب والمحلل السياسى الاستاذ حلمى شعراوى ، عن ضرورة اعادة الدور الريادى الذى كانت تمثله مصر فى افريقيا خلال عهود سابقة،بقوله: انه لايجب تبسيط الامور فى التعامل مع مسائل مثل السد الذى تعتزم اثيوبيا انشاؤه على النيل الازرق ، وتناول تلك الاشياء بما تستحقه من اهتمام، وأضاف بأن مايربط مصر بدول حوض النيل أعمق من كونه استراتيجية تحفظ حق مصر فى المياه، ومصر قد اصبحت ضعيفة فى التجمعات الاقليمية وعلى المستوى الافريقى، هذا الدور المصرى الذى كان عظيما فى الماضى ، فمصر هى مؤسس منظمة الوحدة الافريقية ، واليوم لانجد موظفا مصريا يشغل منصبا رفيعا فى منظمة افريقية الا ان يكون كبير مترجمين أو ماشاكل ذلك، والذى يجب عمله هو التأسيس لعلاقة مصر بأفريقيا، ولابد من الدفع للعمل فى اطار كتلة دول حوض النيل للانتباه لما بعد المياه.

كما دعا شعراوى الى  مشاركة الدول العربية أو الاوربية التى تستثمر فى مجالات متعددة فى أفريقيا مثل دولة الامارات العربية المتحدة وقطر وغيرها، بالتغاضي عن الكيفية التى تتم بها هذه الاستثمارات  وعدم النظر اليها بسلبية بل بايجابة الدور الذى يمكن ان تؤدى اليه.

وتساءل شعراوى عن الدور الذى تلعبه السفارات المصرية الكبيرة فى اثيوبيا واريتريا، ودعا الى استراتجية نحو صندوق النقد الدولى والبنك الدولى واقامة علاقات قوية مع تلك الجهات، كما تساءل عن المشاريع الكبرى بالمنطقة، فيما يسمى بالربط الكهربى بمشروع ترعة السلام،  التى قيل ان دول مثل السعودية وتركيا تعتزم القيام بها، وفيما اذا كانت تلك مشاريع طاقة وليست مشاريع مياه.

كما انتقد شعراوى استبعاد الدبلوماسية المصرية والاعلام المصرى من مايدور بالصومال، فى وجود التدخل الاثيوبى والبوروندى، وانه لابد من مزيد من الحوار مع الدول الاخرى فى الحوض.

 

ومن الناحية القانونية للاتفاق الذى تم توقيعه من معظم دول حوض النيل بعنتبى فقد قال الدكتور محمد حلمى عبد العال، استاذ القانون الدولى بجامعة القاهرة: انه لايوجد مشكلة من الناحية القانونية فى الاتفاقية التى تم توقيعها بعنتبى، وانه لابد من ارسال رسائل واضحة ، فمصر لها اتفاقيات سابقة مع السودان وأثيوبيا، والاتفاقية الاخيرة بين دول حوض النيل صحيحة قانونا ولاشان لنا بها، وسوف لن تذهب مصر للقضاء او غيره، فهو اتفاق غير ملزم لطرف غير ملتزم، ولدى مصر احتياطى مائى كافى، ولكن تبقى المسألة السياسية، ومصر قد اهملت افريقيا كثيرا من جانب مؤسستها الرئاسية ومن وزارة خارجيتها خاصة نحو مصالح مصر بالقارة، واوحينا اليهم كثيرا ان حوجتنا اليهم لاتتعدى المياه، كما لايجب ان تصبح هذه القضايا الاستراتيجية "سداحا رداحا" لدى غير المتخصصين من المصريين فى وسائل الاعلام ، فهى قضية أمن قومى مصرى.

 

واضاف عبد العال، ان ملف المياه قد قتل بحثا فى مصر، وبالتالى يجب الكف ووضع استراتيجية للتحرك ، وان الدولة المصرية كانت مغيبة ويجب على السلطة الجديدة فى مصر تفعيل هذه الاستراتيجية، ويجب حل مشاكلنا مع اهلنا فى افريقيا وفى العالم العربى.

 

من جانب آخر تساءل الاستاذ هانى رسلان، رئيس برنامج دراسات السودان وحوض النيل بمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، تساءل عن سر اطمئنان الدكتور مطاوع، على موقف مصر المائى بقوله: أن الوزير  المصرى السابق، علام، قد قال بان للسدود اخطارا على الامن المائى المصرى، كما ان كمية المياه التى ترد الى مصر ستقل بشكل كبير، وقال بأن المخرج هو التعامل اللصيق مع الدول الافريقية ومحاولة الوصول لصيغة توافقية، وان البديل هو الدخول فى حالة صراع ومصر ليست مستعدة لهذا الموقف، وقد جاء الزمن الذى نستطيع فيه تغيير مواقفنا بشكل يحفظ ماء الوجه.

 

وأختصر  الدكتور محمد حسين طائع، مايدور بشان ملف مياه، بمصطلح سياسة ثم سياسة واخيرا اقتصاد، وقال بشأن التطورات الاخيرة : ان دول الحوض قد وظفت انشغال مصر بالاحداث الداخلية لتتحرك، وعزى قصور كوادر الخارجية المصرية فى التعاطى مع الملف  لكونهم كودر ذات خلفية غير سياسية وتنفيذيين فقط، كما انتقد عدم وجود مشروعات جاهزة للتنفيذ فيما تعلق بالملف، ووجه انتقادا ايضا الى الحوار الوطنى الذى رعته وزارة الكهرباء المصرية، ووصفه بانه حوار هواة ، والقى باللائمة على الدولة المصرية فى تقصيرها وعدم اخذها برأى الخبراء والمختصين ومساندتهم، وطالب بمنهج مصرى واضح لادارة الملف.

فيما رفض الدكتور محمد مجاهد الزيات، ماصرح به كثير من المشاركين فى الورشة حول الدور الاسرائيلى فى تأزيم ملف مياه النيل، وقال: أن ماتستثمره اسرائيل فى القارة لافريقية برمتها لايتجاوز 20% من مجمل استثماراتها فى جمهورية مصر العربية، واوصى بضرورة استبعاد الدور التآمرى الاسرائيلى عن مايدور فى حوض النيل.

 

وأوصى دكتور محمد سليمان طائع، بضرورة اظهار مصر لنوع من القوة الصلدة ، وتحديد ما اذا كانت تريد ادارة صراع ام تعاون ، وفضل التعاون.

كما دعا الادارة المصرية الى التوجه نحو اقامة المصالح المشتركة مع دول الحوض وزراعة الاراضى فى تلك الدول مثل السودان وكينيا ويوغندا واثيوبيا، وتشييد مشاريع توليد الكهرباء بدول مثل الكنغو، وكذلك الاستفادة فى كل ذلك من الخبرات والمقدرات المصرية فى مؤسسات مثل المركز القومى للبحوث الزراعية وشماله الذى اكد على ضرورة معاملته كمحافظة مصرية ، وضرورة وجود سياسة متوازية نحو شقى السودان والعمل على ان تستوفى مصر تمويل المشروعات الداخلية المتعلقة بالمياه.والمركز القومى للاقتصاد الزراعى ، والتحرك دون ابطاء نحو بناء مشروعات استقطاب الفواقد المائية مثل جونقلى وبحر الغزال والتوظيف السياسى الفعال لمفهوم (الحوض المائى الدولى) الذى تبنته دول الحوض العشرة، ثم مخاطبة الاعلام الداخلى لهذه الدول بشفافية.

 

ودعا الدكتور السيد فليفل الى ضرورة تدعيم النواحى الثقافية والاعلامية لمصر فى دول حوض النيل وتقوية التواجد المصرى بها، والمحافظة على لغة التعاون معها مع ابراز اوراق الضغط التى تمتلكها مصر ، كما دعا الى ضرورة المساهمة المصرية الفاعلة فى جهود التنمية وحفظ السلام بها خاصة فى جنوب السودان



© Copyright by sudaneseonline.com