From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
نجاح نضال أبناء جبال النوبة العسكرية في ميادين القتال قد يضيعها الجدل السياسي حول ولاية جنوب كردفان / توتو كوكو ليزو
By
Apr 7, 2011, 11:24

نجاح نضال أبناء جبال النوبة العسكرية في ميادين القتال قد يضيعها الجدل السياسي حول ولاية جنوب كردفان / توتو كوكو ليزو

 

أمال أبناء جبال النوبة في الحصول على حاكم ولاية جنوب كردفان ( منطقة جبال النوبة

) هدف عظيم عملوا له بجهد كبير رغم الصعاب والتحديات والعراقيل التي كانت تضعها أجهزة المركز أمامهم لتعيق تقدم تنفيذ بنود عملية السلام وعلى الرغم من شحة الموارد والأعتماد على الذات وصل النوبة إلى نقطة هامة من تأريخ نضالهم المستمر عبر التأريخ .

في هذا الظرف الحرج الذي تمر به ولاية جنوب كردفان ( منطقة جبال النوبة  ) في موقع النقطة المفصلية من تأريخ شعبه الانتخابات والمشورة الشعبية التي توصل إليها هذا الشعب عبر نضال  مستمر لازم الحراك السياسي والعسكري المسلح هنا  لابد أن يتنبه الجميع إلى أهمية تثمين الموقف وعدم التهاون بأماني وتطلعات شعوب المنطقة حيث تتخطى طموحاته المنطقة الجغرافية في ولاية جنوب كردفان إلى السودان الكبير والمشاركة بفعالية في إدارته وحكمه وإعادة توحيده على اسس ومبادي المواطنة لسودان جديد.

بينما يستعد الناس لخوض تلك الانتخابات الولائية المزمع قيامها في ولاية جنوب كردفان ( منطقة جبال النوبة ) طفحت إلى السطح صراعات  مختلقة بين قيادات أبناء المنطقة عكرت صفو المزاج العام ووضعت محاذير على مصير استقرار ولاية جنوب كردفان ، نعم أن أبناء النوبة وتنظيماتهم المختلفة ليسوا استثناءً مما يجري على الساحة السودانية من خلافات وانشقاقات في الحزب الواحد إلى عدة كتل وتفرعات تحمل نفس الأسم ومخلتفات الرؤى تولد الاختلافات ومن ثم الانشقاقات نتيجة لتصلب كل طرف على رأيئه .

على حسب علمي المتواضع أن اختلاف الرؤى شيء مطلوب وضروري لأنه يمثل روح الديمقراطية التي ينشدها العالم المتحضر وبها يتحقق حرية الرأي والمداولة التي تثري الأفكار الناجزة والديمقراطية هي الوعاء الذي تصب فيه كل الرؤى لتمحيصها والخروج منها بأضل النتائج المرضية والتي يتفق عليها الغالبية مع احترام رأي الأقلية.

 ولكن للنوبة في موطنهم وضعية خاصة تتمثل في عمق المشكلات التي ترتبط بمطالب مشروعة يجب الحصول عليها عبر آليات التفاكر المشترك والرؤى الموحدة حول تلك المطالب وهي الحد الأدني التي يحق لإنسان المنطقة الحصول عليها لكي ينعم بجزء من حياته المهدرة منذ سنين بين جور المستعمرين  وظلم حكام المركز.

النوبة كأكبر مجموعة عرقية من أصل السودان وجدت مترابطة على أرض السودان فهي تمثل قوة كبيرة وفاعلة كلما وجدت طريقها إلى النجاح وكما يقال الاختلاف لا يفسد للود قضية وعلى الرغم من جدلية الخلافات الواردة في محضر الممارسة السياسية بين التنظيمات السياسية لأبناء جبال النوبة إلا ان الأغلبية منهم تفضل أن تتركز الجهود المبذولة في الوقت الراهن لإنجاح الانتخابات والمشورة الشعبية وأن تصب تلك الخلافات إلى مصلحة الوطن وألا تؤثر وتفسد المقاصد العليا ويجب أن تكون بالمعنى الذي يفهمه الناس بأن الخلاف هو عبار عن تنافس شريف بين الغيورين لمصلحة الوطن ولربما اختلاف الرؤى في التعاطي مع القضايا المحورية في كيفية حلها والسبل الموصلة إلى ذلك تبقى رهينة تكهنات وتنظير بين المتحاورين دون التوصل إلى اتفاف حولها ولكن في المجمل يظل كل طرف يبحث عن الحلول بطريقته وفي هذه الحالة قد يلتقي الفرقاء في نقاط تماس تخدم المصلحة العامة.

في الوقت الذي ينتفض فيه الشعوب ضد حكامهم واسقاط الانظمة طلبا للحرية والتغيير ، يجعز شعب جبال النوبة  في كيفية إدارة الحوار بينهم حول ايجاد الحلول لقضاياهم المصيرية ونتج ذلك لاسباب كثيرة أهمها : أولاً- التوجس والخوف من تحمل المسئولية وعدم المقدرة في خدمة نفسه ورعاية مصاالحه بنفسه فهو بذلك يشبه الأمير الذي يملك قصرا ويعتمد على الخدم والحشم ولا يريد أن يحرك ساكنا إلا بيد غيره.الثاني – التلكو وبطء الحركة في اتخاذ القرار الثالث – انتظار حدث الأخرين ضده ثم قد يأتي برد الفعل أو لا يأتي به ابداً. الرابع – استخدام العواطف في العمل السياسي وهذا ما يصيب الأهداف في مقتل . الخامس تبادل التهم فيما بينهم بدون إدلة أو براهين فقط بمجرد الشكوك وتبادل التهم وارد من فقدان الثقة بالأخرين نتيجة لما وضح من أمانة أبناء النوبة في أداء مهامهم لدي الأخرين حتى ولو كان ذلك يضر بمصالح آهله ولكن بالطبع أصبح النوبة في ظل النظام القائم بقيادة المؤتمر الوطني غير موثوق بهم بالمرة ومن هنا يعاني شعب النوبة الأمرين يواجه التهميش بكامله سو أن كان داخل الأنظمة الحكمية في المركز او خارجها في العمل الذي يخص إنسان منطقته فيجب على القيادات أن تتجنب تبادل التهم بدون دلائل وان تتعامل مع بعض بروح المواطنة والأخوة حتى تنجلي الأمور المفارقة أن الجنوبيين ظل جزء كبير منهم داخل التنظيمات التي حكمت المركز وعلى وجه الخصوص حزب المؤتمر الوطني وحتى الأن هناك عدد منهم يحملون بطائق عضوية حزب المؤتمر الوطني ويؤدون وظائفهم بكامل الحرية على رغم من أنه اصبح لهم وطن خاص بهم، المقصود أن الجنوبيين نجحوا في خدمة قضاياهم من كافة المواقع القيادية وبعدة طرق واستطاعوا أن يأخذوا وطن كامل، فيما أن أبناء النوبة دائما سبب في تحقيق مصالح الأخرين وتلك الحكومات ثم يتم لفظهم خارجها مثلما حدث ذلك لقائد انقلاب البشير إبراهيم نايل إدام وكذلك ما حدث للأستاذ مكي بلايل وهناك الكثير من ذلك النوع من الاستغلال لقدرات ابناء النوبة .

نحي قيادات أبناء جبال النوبة التي برزت على سطح المناورات السياسية بخصوص الانتخابات والمشورة الشعبية في هذه الأيام ونكن لهم كل احترام وتقدير ونذكر منهم الاستاذ/ مكي على بلائل  والقائد تليفون كوكو ابو جلحة والقائد عبد العزيز آدم الحلو والقائد خميس جلاب والقائد دانيل كودي والدكتورة  تابيتا بطرس والدكتور عبد الله تيه وكل القيادات التي ظهرت في هذا الحراك السياسي هم من الصف الأول من الجيل الصاعد وعليهم إدراك عظم المسئولية التي يتحملونها تجاه شعب المنطقة الذي ضحى كثيرا من الحصول على حقوقه فلا تخاذل ولا تهاون في ذلك ولو كان لابد من خلاف وجب التنسيق.

المسئولية التأريخية تقع على عاتق بعض القيادات التي  قد تتهاون في تقدير الأمور وتسعى إلى تشتيت الجهود وإضاعة الفرص المتاحة لأبناء جبال النوبة في هذا الوقت  كما أنها تعمل في ذات الوقت إلى قطع الطرق الموصلة إلى بلوغ الأهداف  مما يتسبب ذلك في إحداث الانشقاقات والتنافر الفكري وتتعمق الصراعات بين فئات وأخرى ويبتعد الجميع عن القضية الجوهرية ويكون ذلك خصما على قوة الوحدة بين أبناء المنطقة الواحدة مما يجعلهم فريسة سهلة يلتهمها الأعداء وتهضم بدون ادنى جهد .

 وفي هذه المرحلة حيث يواجه شعب جبال النوبة تحديات الانتخابات والمشورة الشعبية التي تحدد مصيره  هناك ثمة عوامل رئيسية اثرت على مسيرة النضال لأبناء جبال النوبة وصاحبته بالوهن إلى هذه المرحلة الحرجة من تأريخه  وهي ان الخلط بين السياسة والعواطف البشرية  لا تخدم المصالح المشتركة بين الناس فمثلاً عندما تحدث مشاكل تنظيمية ويتم فيها بعض التجاوزات وتفضي إلى انشقاقات نلحظ  أن زيد من الناس يتعاطف مع شخص أو قائد بصرف النظر عن الجوانب السلبية لدي ذلك الشخص والتي قد تكون هي سبب حقيقي في بتره كعضوء مثير للمتاعب وهذه الطريقة في التعاطي مع الأحداث التي تمس قضايا مصيرية لا تنفع في مواقف يتطلب فيها تحكيم العقل وترجيح المصلحة العامة عن الخاصة بعيدا عن التعاطف القبلي أو الأثني وما إلى ذلك بل يجدر على الإنسان كائن كان فردا عادياً أو قائداً جماهيرياً التجرد من الولاءات والميول التعاطفي من أجل مرضات زيد أو عبيد أو كتلة سياسية معينة ويجب التعقل فيما تمليه عليه حاشيته ولابد من التفكر فيما يحدثه أو يطلبه منه الأخرين واحترام مشاعر الجماهير في التعبير من أجل تحقيق طموحاته ويؤخذ في عين الاعتبار كل المبادرات التي تدعو إلى التصالح والعمل على تواحيد الصفوف والتعقل فيما تمليه عليه حاشيته ولابد من التفكر فيما يحدثه أو يطلبه منه الأخرين والعمل على التجاوب مع مطالب كل الناس بالقدر الذي يكفل لهم رضى النفس والابتعاد عن الغبن والضغينة.

عن الجدال المثار حول عملية  المرشحين لمنصب والي ولاية جنوب كردفان ( منطقة جبال النوبة ) فأن الجماهير جلها تلتف حول القائد عبد العزيز آدم الحلو بوصفه الرجل المفضل لولاية جنوب كردفان حيث ان الجماهير ترى فيه المثل الحي للرجل المناضل الذي حقق قدر جيدا من التغيير التنموي في كامل ولا جنوب كردفان بطريقة متوازنة لكافة مناطق الولاية وذلك طبعا بفضل تأزره وتوافقه مع والي الولاية مولانا أحمد هارون  ونحن من الذين زارو المنطقة وشاهدوا ذلك مباشرة ذلك واسباب كثيرة رأت الجماهير تعاضدها مع القائد عبد العزيز رئيس الحركة الشعبية لمنطقة جبال النوبة لتضمن به مواصلة المسيرة التنموية في المنطقة واستمرار تنفيذ بنود الاتفتقية إذا أن الجماهير ترى في فوزه بالولاية حدث ضروري وضمانة لتحقيق الأهداف بصفته رجل الحركة الشعبية القوى وبما يتمتع به من سمعة طيبة بين الناس في مختلف مناطق جبال النوبة لذا وجب التصويت له حتى الوقوف على هذه النقطة الهامة من تأريخ شعب جبال النوبة في تحقيق الأهداف وتقرير مصيرهم وفقاً لبنود بروتكول السلام الخاص بجبال النوبة .

وغير ذلك أو في حالة حدوث مصائب تحول دون وصول عبد العزيز إلى منصب الوالي سوف تكون كارثة حقيقية وسونامي تأريخي يعصف بمجهودات الشعب ويصيب أبناء جبال النوبة  بالشلل الفكري وذلك ليس لعدم ثقة الجماهير في مولانا أحمد هارون بل قد يتم تعيين شخص أخر لولاية جنوب كردفان بأمر جمهوري من المركز وإنهاء دور أحمد هارون بالولاية وكأنك يا أبوزيد ما غزيت فيأتي على ألاخضر واليابس تنفيذا برامج المركز الرامية إلى تطويق شعوب الهامش وإبقاءها على الجهل والفقر والمرض حتى يصبحوا عبيدا لأبناء المركز ، ومن هذا المنحى لابد أن يعي كل أبناء المنطقة أهمية الثبات على موقف موحد لتحقيق الهدف والفكاك من الزل والهوان .

وبخصوص اللغط المثار حول وضع القائد تليفون كوكو ابو جلحة في الاقامة الجبرية المفروضة عليه في دولة جنوب السودان أمر يثير الدهشة لدي عموم الناس وغير مفهوم لدي عامة الناس وليس عندهم من الفكر ما يقنعهم بجدوى حبس واحد من ابناءهم مناضل حارب من اجل نفس القضايا التي حارب غيره من أجلها الجماهير تتساءل ماذا فعل تليفون كوكو ابو جلحة ما هي تلك الجريمة التي جعلت من الرجل حبيس في دولة وليدة ؟ ويقال لها هذا شأن داخلي طيب ولماذا يتم نفيه في بلد أخر مثلما كانت تفعل الدول الاستعمارية مع قيادات الحركات التحررية فتعمد على نفيهم خارج بلدانهم ؟ بغرض ابعادهم عن شعوبهم ولم تجد الجماهير في ذلك اجابة وللحق فأن الغموض الذي يكتنف موضوع وملابسات حبس القائد تليفون كوكو يرفع من شعبيته بين الجماهير حيث تتصاعد وتيرة المطالبة بتحريره من الحبس .

ما راوه جمهور جبال النوبة أن القائد تليفون كوكو من ضمن رجال الحركة النضالية لأبناء المنطقة الأمر الذي قد يخلخل ويفكك ميازين القوى في المنطقة لذا لو جاز لنا أن نطالب بتوضيحات مقنعة للجماهير حيال موضوع تليفون او ايجاد معالجة للوضع ومنع تفافمه على الأقل ان يعود من منفاه إلى وطنه وحتى لا يفهم كلامنا هذا خطاً نحن كعامة الناس لا نرى إلا ما يراه العامة او ما تتناقله افكار الناس .

أن المؤشرات التي برزت بخصوص ترشيح اتليفون كوكو منافسا للقائد عبد العزيز آدم الحلو لوالي ولاية جنوب كردفان سوف يكون لها تداعيات خطيرة جدا تشتت أصوات الناخبين وتهدم كل الأمال ومن هذا المنطلق نحث جميع قيادات وأبناء المنطقة السعي والعمل من أجل احتواء الموقف حتى تفادى شماتة الأعداء فينا

 

ليس من المصلحة أن يرهن الناس قضاياهم في مصير أشخاص لأن الأشخاص إلى زوال والقضايا تبقى تتوارثها الأجيال ومن المؤسف جدا ان يفقد الناس حقوقهم بعد كل الجهود والتضحيات التي بذلها مناضلي جبال النوبة بمختلف مشاربهم من أجل إنسان جبال النوبة م/ توتو كوكو ليزو e-mail:[email protected]

 



© Copyright by sudaneseonline.com