From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
لايهم المعتدي ..المهم لماذا يستباح الحمي ؟؟/عمر موسي عمر ـــ المحامي
By
Apr 7, 2011, 10:51

لايهم المعتدي ..المهم لماذا يستباح الحمي ؟؟

     لماذا يصر هذا النظام علي الإستمرار في سياسة الإدعاء بإستغفال الشعب السوداني والحط من قدرة هذا الشعب العقلية علي قراءة الأحداث وتحليل الوقائع ؟؟ وتتخذ هذه السياسة معياراً في كل الأسرار التي تطفو إلي السطح علي حين غرة وتصبح من الجسامة بحيث تفقد رموز هذا النظام تركيزهم وتأتي البيانات باهتة موتورة تغالط حتي الوقائع وحقائق الأحداث .

      في ليلة الثلاثاء 5/4/2011م وهي ليست غريبة علي مواطني ولاية البحر الأحمر لتكراراها في العام 2009م ووفقاً لتواتر إفادات شهود العيان الذين تصادف وجودهم لحظة الحدث قامت طائرات مجهولة قادمة من جهة مجهولة بإستباحة المجال الجوي لهذه الدولة وصبت نيرانها واسلحتها الرشاشة علي مواطنين لم يكن في تصور أهاليهم أن إنقضاء نحبهم ستكتب له هذه النهاية الماسوية بعد ان تحولت أجسادهم الناحلة إلي جثث متفحمة في موقف في غاية الغرابة لتلك الميتة التي لم تخطر علي بال أحدٍ .

     هي حادثة أصابت مواطني ولاية البحر الأحمر وسكان مدينة بورتسودان بصدمة شديدة لما حدث وإشرأبت أعناقهم في براءة شديدة إلي ولاة الأمور في هذه الدولة المستباحة الحمي ليكسروا حاجز الصمت المريب وعالم الأسرار ويشرحوا للشعب السوداني لماذا تهاجمهم قوات اجنبية بالطائرات وهم يحسبون أنهم آمنين في سربهم ..ثم يأتي بيان وزير الخارجية الذي بثته القنوات الفضائية  ليتهم إسرائيل بتنفيذ الضربة المذكورة وأنها تتعقب بعض العناصر الفلسطينية في افريقيا ولم يفتح الله علي الوزير الهمام حتي بكلمة في هذا الحدث أو السياق ليعزي فيها ذوي الضحايا في مصابهم الجلل وفاجعتهم الأليمة ... وكأن هذا التقرير الإخباري قد كشف للشعب السوداني سراً رهيباً وأنه لا يدري أن حكومة السودان لا تناصب العداء إلا إثنين فقط هما دولة إسرائيل والشعب السوداني وفي كل الأحوال فإن التحليل وفقاً لمعطيات الحدث يبريء الشعب السوداني لأنه لايملك طائرات " أباتشي" لتنفيذ العدوان .. رغم أن أفراد الشعب السوداني قد رفعوا أيديهم لبيان البراءة خوفاً من الإعتداء عليهم من قبل النظام وجنوده قبل أن يفيقوا من صدمة الحدث ودفع الشعب ببينة أنه ليست لديه طائرة مقاتلة .

    وما لايعلمه وزير الخارجية أن الشعب السوداني لا يريد أن يعلم من هو المعتدي لأن ذلك العلم لا يحتاج إلي ذكاء أو " فكاكة" ولكن التساؤلات التي إستعصت علي هذا الشعب هو لماذا درجت إسرائيل علي إستباحة أجوائنا والجوس خلاله وإغتيال مواطنين سودانيين ثم العودة إلي وطنهم الذي يبعد آلاف الكيلومترات دون أن يسمعوا صوتاً للمضادات الأرضية أو الصواريخ المضادة للطائرة ؟؟ ولماذا تستهدفنا الدولة الصهيونية اصلاً ونحن ليس من دول الصمود والتصدي ؟؟ وما هو السبب الذي يدعوا هذه الدولة المعتدية علي إستهداف عربة ملاكي من دون كل العربات القادمة من المطار وكانت تسير أرتالاً لتزامن ذلك مع هبوط الطائرة في مطار بورتسودان . هذه هي الأسئلة التي كانت تدور في مجالس مدينة بورتسودان وغيرها أسئلة كثيرة ولم تجد إجاباتها في تصريح الوزير الهمام .

    علي أن ما يدعوا للحيرة في هذا الحدث هو ماتناقلته القنوات الفضائية والصحف الأجنبية بعد ساعات من الحدث وما صدر من بيان رسمي لحركة حماس والذي أوضح أن الشخص الذي كان معنياً بالإعتداء هو "عبداللطيف الأشقر"  خليفة القيادي في حماس محمود المبحوح الذي إغتالته الموساد بأحد الفنادق في عاصمة عربية وأن المذكور قد نجا بأعجوبة وراح ضحية الإعتداء إثنين من أبناء الولاية ..

       من حق الشعب السوداني الآن أن ينتظر من النظام الحاكم قليلاً من الشفافية ليبين له ما سبب وجود قيادي بارز من حركة حماس في السودان دون علم الحكومة لأنها أغفلت ذكر إسمه في بيانها الأول كأنها تجهل وجوده عندما أشار وزير خارجيتها أن إسرائيل تتعقب مواطنين من دولة فلسطين وتبرعت حركة حماس بإعلان ذلك الإسم ليعلم هذا الشعب المغلوب علي أمره سر الإعتداء علي أجوائه الوطنية وإستباحة حياضه من دولة أجنبية وقناة أجنبية فإن كانت الأجهزة الأمنية تعلم وجود مثل هذه الشخصية البارزة في حركة حماس وفضلت عدم الكشف عن الزيارة لدواعٍ أمنية فقد فاتها توقيت التصريح بالإسم في بيانها الأول وهذه مصيبة ..وإن لم تكن تعلم بالزيارة  وتفاجئت مثل ما تفاجأ الشعب السوداني فالمصيبة أعظم ..وإذا تمادي هذا النظام في سياسة الصمت لمحاولة الكذب علي الشعب وإستغفاله كما يتهيأ له فعليه في اضعف الإيمان أن يعتذر لذوي الضحيتين الذين أقاموا سرادق العزاء دون أن يعلموا لماذا تم إغتيال إبنيهم بطائرات أجنبية .

 

عمر موسي عمر  ـــ المحامي



© Copyright by sudaneseonline.com