From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
لمصلحة شعب السودان في البلدين الشقيقين/نور الدين مدني
By
Apr 7, 2011, 10:11

To: [email protected]

كلام الناس

نور الدين مدني

لمصلحة شعب السودان في البلدين الشقيقين

*من المقرر أن ينعقد اجتماع للرئاسة اليوم في جوبا للتفاكر حول القضايا التي مازالت عالقة بين من كانوا شريكين في الحكم قبل الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب وما آل إليه الحال بعد إعلان نتيجته التي خلقت وضعاً سياسياً وإدارياً جديداً يحتاج لاستدامة السلام والاستقرار إلى درجة عالية من الحكمة.

*الحكمة المطلوبة ليست فقط للوصول إلى اتفاق حول هذه القضايا ولكنها مطلوبة من أجل استمرار العلاقات ا لطبيعية والإنسانية والاقتصادية بل والأمنية لصالح شعب السودان في الشمال والجنوب بعيداً عن منبر "الحرب الظالم" الذي تمدد بصورة واضحة داخل المؤتمر الوطني نفسه وداخل الحركة الشعبية أيضاً.

*الغريب في الأمر إن الذين كانوا يهللون لفتح حدود السودان مع العالم، خاصة العالم الإسلامي في بداية عهد الإنقاذ أصبحوا لا يطيقون حتى وجود بعض المواطنين السودانيين لان نتيجة الاستفتاء جاءت على هوي المتنفذين في الحركة الشعبية كما هو الحال في غالب نتائج الانتخابات في العالم تحت النمو، وليس بالضرورة على هوي غالبية المواطنين.

*لا يهمنا هنا أن يعود نواب الحركة الشعبية للمجلس الوطني أو لا يعودون ولكن الطريقة التي تمت به عملية اسقاط عضويتهم كانت غير حضارية وبطريقة استفزازية لم ترحم حتى نواب المؤتمر الوطني من أبناء الجنوب بصورة لا يمكن وصفها إلا بأنها عنصرية بغيضة.

*هذا أيضاً ما يقال في شأن المواطنة بردود فعل سالبة لا تستند إلى قانون أو عرف ودون أعتبار للعلاقات الإنسانية المتداخلة خاصة للسوداينين من الجنوب في الوطن الباقي، وهناك تداخل جغرافي وإنساني خاصة في أبيي وتوترات مازالت قائمة في دارفور والنيل الأزرق وكل ذلك يستوجب درجة عالية من الحكمة في التعامل بين الحزبين المتشاكسين.

*حتى الحزب الجديد والذي تشكل من رحم الحركة الشعبية يحتاج إلى هذه الحكمة في التعامل معه بعيداً عن محاولات الإقصاء والتجريم والتكفير وإعطائه الفرصة مثل غيره من الأحزاب للتنافس السياسي، هذا إذا كانت هناك جدية تجاه التغيير المطلوب لتحقيق الإصلاح السياسي والدستوري والقانوني والعدلي..الخ سلمياً وديمقراطياً.

*إن التصريحات المفخخة التي تصدر من الحزبين المتشاكسين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية تهدد استقرار السودان الذي كان، وتنسف العملية السلمية، وتعرقل مسار العمل السياسي الديمقراطي وتفتح أبواب جهنم التي لم تغلق أصلاً، وتحتاج البلاد لإغلاقها لدرجة عالية من المرونة السياسية والتراضي الوطني والسلام الاجتماعي لتأمين السلام الذي تم وإستكماله في دارفور والإنتقال بجدية وبخطوات ملموسة نحو التعددية الديمقراطية التي بدأت تمشي على قدمين رغم كل أشواك الطريق.

*هذا هو المخرج السلمي ليس من أجل مخارجة الحزبين اللذين كانا شريكين في الحكم، وإنما لمصلحة شعب السودان في البلدين الشقيقين.

 

© Copyright by sudaneseonline.com