From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
إنتخابات جنوب كردفان المؤجلة، وهل اللواء تليفون كوكو رجل المرحلة؟ (1/2)/م/ سليمان حسن كوكو
By
Apr 6, 2011, 10:46

إنتخابات جنوب كردفان المؤجلة، وهل اللواء تليفون كوكو رجل المرحلة؟ (1/2)

                       

م/ سليمان حسن كوكو

 

موضوع وحديث الساعة هو الإنتخابات التشريعية التي ستجرى في منطقة جبال النوبة/ ولاية جنوب كردفان كجزء من إستحقاقات المشورة الشعبية وإكمالاً لإنفاذ بروتوكولات إتفاقية السلام لمنطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق – وإشتدت حمى التنافس والإستقطاب حتى شمل أناساً خارج المنطقة وخارج اللعبة وكادت أن تطمس الأسباب والآمال المأمولة والمرجوة من وراء تنفيذ هذا الإستحقاق المصيري ليعود بالخير والفائدة على المنطقة ومواطنيها وسكانها. وزادت الأهمية بظهور القائد تليفون كوكو أبوجلحة– فك الله أسره ورده إلى أهله سالماً- في الصورة  والمشهد الإنتخابي ووقوف عدد غير قليل من المناصرين والمؤيدين لترشيحه.

وبعيداً عن العصبيات والتشنجات دعنا نبحث ونتدارس هل تليفون كوكو هو الرجل المناسب لقيادة جبال النوبة في هذه المرحلة، أم هناك من هو أنسب منه؟ وما هو المطلوب لإنفاذ المشورة الشعبية لمنطقة جبال النوبة ومواصلة النضال لتحقيق تطلعات شعب جبال النوبة في الأمن والإستقرار والتنمية ..... وللإجابة على هذه التساؤلات لابد من الوقوف على بعض النقاط الهامة التي قد تلقي الضوء وتنير الرؤية وتساعد على الوصول للنتيجة، وبإختصار شديد دون الإخلال بالمضمون:-

أولاً:

1)- تليفون كوكو من القادة الأوائل من أبناء جبال النوبة الذين إنضموا للحركة الشعبية، ويقال أنه من مؤسسي تنظيم "كومولو" البداية الأساسية لنشاط هذه المجموعة – وبالتالي هو أقدم الموجودون داخل الحركة – مما يعطيه صفة التميز لا شك في ذلك- ، والمعلوم أن المجموعة دخلت الحركة دون تفويض من أبناء جبال النوبة ودون شرط أو قيد، مما يعني موافقتهم على "مانفستو" الحركة وشروطها وأسس العمل بها، ...... إلخ.

2)- تليفون كوكو منذ دخوله الحركة في بداية الثمانينات لم يبارحها وظل مناضلاً في صفوفها وعاصر كل مراحل نشاطاتها بما في ذلك محادثات السلام وتوقيع إتفاقية السلام الشامل بما في ذلك بروتوكول جبال النوبة والنيل الأزرق الذي لم يلبي طموحات وتطلعات جبال النوبة ولم تكن بمستوى تضحيات أبناء جبال النوبة في الحرب ونضاله مع الحركة الشعبية، ومع ذلك لم نسمع له صوتاً بخصوص بروتوكول جبال النوبة.

3)- إرتفع صوت تليفون عندما بدأت عملية توزيع المناصب والترشيح لمنصب والي الولاية عن الحركة الشعبية، وبرزت نعرة "عبدالعزيز الحلو ليس من أبناء النوبة" وقيل أن مطلقها هو تليفون كوكو، مما حدا بعبدالعزيز الذهاب إلى أمريكا مغاضباً. وعندما تم إختيار اللواء خميس جلاب لمنصب الوالي كان تليفون كوكو من أشد المعارضين، ورفض أي تعاون مع خميس جلاب في الوقت الذي كانت الحاجة ماسة لتضافر الجهود، وهم العائدون تواً من الغابة، لإنجاح العمل بالولاية وتركوا خميس جلاب يتخبط إلى أن إنتهت ولايته دون أي إنجاز يذكر. كما إعترض أيضاً على تعيين عبدالعزيز آدم الحلو بل إستنكره خلافاً لرغبات ومطالبات معظم أبناء جبال النوبة بالحركة وخارجها، حيث يعتقد تليفون أنه أحق من غيره بل الوريث الشرعي للقيادة بجبال النوبة.

4)- تليفون مع إحترامنا وتقديرنا له ولدوره النضالي، عليه عدة إستفهامات داخل الحركة، مثل: ما حدث في مؤتمر "بلجنة" الذي كان هو الرجل الثاني في وفد الحركة بعد يوسف كوة وتولى قيادة الوفد في غياب يوسف، ما يقال عن إنسحابه من بعض المواقع التي كانت تحتلها الحركة بدوافع نفاذ الذخيرة، ما يقال تلطفاً بلغة الجيش "يقود ولا يقاد"، يعني شخص صعب المراس صعب الإقناع والإقتناع لا يلتزم بالأوامر أو ما يتفق عليه في النظام الديمقراطي. كثير الجدال والخلافات والصراعات مع إخوته وزملائه ومع رؤسائه ومرؤوسيه بالحركة، حتى أن كثير منهم يتحاشون العمل معه أو الإحتكاك به لما في طبعه من حدة، كما يقولون.

5)- إنبرى تليفون كوكو بالكتابة في الجرائد السودانية التابعة للمؤتمر الوطني، ...، وراح يشن هجوماً ونقداً لاذعاً على الحركة الشعبية وعلى إخوانه وزملائه بالحركة – حتى الأموات منهم لم يرحمهم-. ورغم ما ذكره من حقائق ومرارات، ولكنه لم يراعي حق الزمالة وعشرة نضال سنين ولم يلتزم مؤسسية العمل ناقضاً بذلك البند (1) أعلاه، ومجسداً الفقرة (5). وأستمر في نشر أدق التفاصيل من صميم أعمال التنظيم ومناقشاتهم في إجتماعاتهم، ..إلخ.، ولم يستجب للنداءات العديدة التي وجهت إليه راجيةً منه بالكف عن ذلك ومحاولة حل الأمور داخلياً، ومع هجومه لم نرى له برنامج عمل أو إقتراح بحلول لمشاكل الجبال المختلفة.

6)- تليفون كوكو لا يزال عضواً فاعلاً بالحركة الشعبية وسيظل حتى 9 يوليو 2011م، ولقد حكم عليه بالسجن لمدة ستة "6" سنوات لأسباب داخلية حسب إفادته شخصياً ودون توضيح، ورفض تقديم إستئناف للحكم الذي صدر بحقه حسب علمنا، ولا يزال قيد الإقامة الجبرية في جوبا حتى الآن.

ثانيـاً: هناك نقاط أخرى مهمة تستوجب الوقوف عندها وهي:-

1- الحركة الشعبية بجبال النوبة بها مشاكل وصراعات كثيرة لا تحصى: الصراع بين مجموعة الخارج ومجموعة الداخل، عزل دانيال كودي، فصل مجموعة كبيرة من الكوادر بينهم قادة ووزراء وإنذار آخرين، مشكلة قوات أبناء جبال النوبة بالحركة، عدم وضوح الرؤية فيما يتعلق بالنظام السياسي للحركة قطاع جبال النوبة بعد إنفصال الجنوب، شكوى من إستحواذ مجموعة معينة علي الوظائف دون آخرين، إعتقال بعض الأشخاص بمنطقة البرام ممن يحسبون مع تليفون،...إلخ. لا تتوفر لدي المعلومات عن كيفية إدارة هذه الملفات والأزمات داخل الحركة فهذا شان داخلي يخصهم ولابد أن لديهم نظم وأسس يتبعونها. وكنت أتمنى ولا زلت أن تحل كل هذه المشاكل بالحوار والتكاتف والتراضي بينهم، ومن ثم إجراء حوار مصالحة وتنسيق لكافة مكونات جبال النوبة قبل الإنتخابات. (ويشهد الله أنني ونفر كريم من أبناء حبال النوبة سعينا في الأيام القليلة الماضية بمبادرة لرأب الصدع بين أبناء جبال النوبة وجمع كلمتهم والمصالحة بينهم، وتشمل إطلاق صراح القائد تلفون كوكو، ولكنها مع الأسف الشديد وئدت في مهدها – ولكن لن نيأس وسنقوم بنشر المبادرة في وقت لاحق).

2- سبق أن تولى حكم الولاية عدد من أبناء الولاية أكثرهم أبناء جبال النوبة: اللواء مهندس طيار باب الله بريمة (مؤتمر وطني)، مولانا سومي زيدان عطية (مؤتمر وطني)، عمر سليمان آدم (مؤتمر وطني)، اللواء خميس جلاب (حركة شعبية)، اللواء دانيال كودي (حركة شعبية)، ولكن لم يقدموا شيئاً لجبال النوبة، لأن حكومة المؤتمر الوطني لم ترد أن تهيأ أو تقدم لهم معينات أداء عملهم (يعني لا موية ولا نور). ولكن حين تولى أحمد هارون وأصبح عبدالعزيز آدم الحلو نائباً له، تغير الوضع، فبفضل التعاون والتنسيق اللصيق بينهما شهدت الولاية أمناً وإستقراراً وبدت بوادر التنمية تلوح في الأفق، مما يعني أن هناك ظروف مواتية وأرضية مهيأة لتقديم عمل.

3- لابد أيضاً الإشارة إلى المدافعين بحماس عن تليفون كوكو وأجندة كلٍ منهم حتى تكتمل الصورة، وهم:-

أ) مجموعة منبر السلام العادل: الطيب مصطفى (الخال الرئاسي)، وثلته من أمثال إسحق آدم فضل اللة والصادق الرزيقي، ...إلخ، بالإضافة لجرائد الإنقاذ:

                    - هل يرجى من هؤلاء خير لصالح جبال النوبة ؟؟؟؟!!!!  

ب) مجموعة المفصولين من الحركة قطاع جبال النوبة: بقيادة صديق منصور الناير، وعمر منصور فضل، وآخرين، ... ممن يطلقون على أنفسهم "مجموعة الأجانج":

                            - الأمر لا يحتاج منا لشرح أو توضيح.

ج) مجموعة أبناء كادوقلي: نور/ ميرغنية تاور كافي، عفاف تاور كافي، محجوب تاور كافي، د. صديق تاور كافي.... هؤلاء - وآخرون من راكبي الموجة- يعتقدون كما يشيعون بأن الشهيد يوسف كوة وراء قتل وموت الأخ عوض الكريم كوكو (من أبناء حجر المك بكادوقلي) في صفوف الحركة، ويستغلون ذلك للنيل من الحركة الشعبية لإختلاف التوجهات وتصفية حسابات من جهة ، ومن الجهة الأخرى إتخاد الموضوع سلماً للتسلق ظناً بأن ذلك سيوصلهم إلى مآربهم. (أبتدرها ونشرها محمد هارون كافي وقت رجوعه من الحركة).

د) اللجنة القومية لمناصرة تليفون كوكو: وتشمل اللواء فضل الله برمة (حزب الأمة)، مكي علي بلايل ( العدالة الأصل)، د صديق تاور كافي "مرة أخرى" (حزب البعث العرب)، وآخرون، ..... إختلاط الهابل بالنابل، قلوبهم شتى وهدفهم واحد: هدم وتكسير الحركة الشعبية ولو يتهدم المبنى على رؤوس ساكنيه، ووجدوا ضالتهم عند تليفون، وبالتأكيد ليس دفاعاً عن الحق أو من أجل عيون تليفون كوكو أو قضية جبال النوبة.

 

        نخلص من المعطيات أعلاه إلى أن تليفون كوكو ليس بالرجل المناسب لقيادة جبال النوبة في هذه المرحلة، وإذا كنا فعلاً نسعى لمصلحة جبال النوبة فإن الرجل المناسب هو عبدالعزيز آدم الحلو، دون حجر على تليفون كوكو إن أراد مواصلة ترشحه وعلى مريديه وأنصاره ومؤيديه توضيح برنامجه الإنتخابي وما يمكن تقديمه وتحقيقه لجبال النوبة وكيفية تحقيق ذلك، وعلى الشعب أن يختار بينهما. ولكنني أدعو وأرجو مخلصاً من جميع أبناء ومواطني جبال النوبة والوقوف خلف القائد عبدالعزيز آدم الحلو للفوز بمنصب الوالي، وذلك لضمان إنتخاب من سيقف ويتابع قضايا جبال النوبة، فأحمد هارون غير مأمون الجانب رغم ما يبدو من مواقفه الإيجابية حالياً ولكن لا ندري ما التكتيك الذي يلعبه، إضافة إلى ما يراه الكثيرون بأنه لا يصلح أن يستمر حاكماً في الفترة المقبلة كما وضح ذلك بالتفصيل إبن الجبال البار الأستاذ/ أمين زكريا إسماعيل (في مقاله بسودانيز أونلاين بتاريخ 5 إبريل 2011م). وعبدالعزيز آدم الحلو غني عن التعريف، ونضالاته من أجل جبال النوبة ليست موضوع مزايدة، ومساهماته لا تخطئها العين من سلام إتفاقية وقف إطلاق النار بسويسرا إلى ما تشهده الولاية من أمن وإٍستقرار الآن، زد على ذلك أنه قد أجمع عليه إخوته وزملاؤه بالحركة الشعبية وقدموه قائداً لهم فإن ذلك لم يأتي من فراغ.

        وإذا لم يفز عبدالعزيز برئاسة الولاية (لا قدر الله) فليس هناك من عيب أن يأتي نائباً لأحمد هارون حتى يمكن إنفاذ الكثير لجبال النوبة، وليتهما يتفقان على ذلك. أقول ذلك وأنا مؤمن تماماً أنه الإجراء الأصوب والأصلح، والخطوة الصحيحة المناسبة في الوقت الراهن، فلا فائدة من مواجهة خاسرة حتى لو فاز الحلو "أو تليفون" ولم يجد التعاون من المؤتمر الوطني فما هي الفائدة التي ستعود على جبال النوبة؟ لا شك أن الوضع سيكون كما حصل مع سابقيه، بل ماذا ستجني الجبال من الخلافات والمواجهة وإثارة المشاكل مع المؤتمر الوطني؟. وما هو الضرر من مفاوضة المؤتمر الوطني والإتفاق على حقوق جبال النوبة، مثل ما يفعل الغير من "مولانا" إلى "سيدي الإمام" وبقية أحزاب "الفكة"، ولا ندري ما يدور خلف الكواليس مع "الشيوعي"، أم هي حلال على الطير من كل جنس وحرام على بلابل الدوح؟ ويجب التذكير بعدم إغفال حقيقة "الشراكة" بموجب الإتفاقية والإستفادة منها. وللعلم، فهذا لا، ولن، ولا يجب أن يلغي حقوق ألاف الشهداء والأبرياء من شعب جبال النوبة، ولا يعني تجاهل مطالبات الجنائية الدولية بمحاكمات عادلة لكل من إقترف إثماً وظلماً وعدواناً في حق شعب جبال النوبة، ولا أن النضال سيتوقف هنا!! ولكن كل شيء بوقته وأوانه!!!!

         

ونواصل ....... في الجزء (2) من المقال، فإلى اللقاء ،،،،،       الرياض  - 6/4/2011م



© Copyright by sudaneseonline.com