خرطية تظهر منظقة القصف بور سودان
تل ابيب، الخرطوم - 
- اتهم وزير الخارجية السوداني علي كرتي اسرائيل اليوم الاربعاء بالوقوف وراء هجوم بصاروخ اطلقته طائرة جاءت فوق البحر الاحمر وادى الى مقتل شخصين كانا في سيارة قرب مدينة بور سودان المطلة على البحر الاحمر. ورفض الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إيغال بالمور التعليق على الاتهام. وكانت اسرائيل شنت هجوماً في المنطقة نفسها تقريباً في العام 2009.
وابرزت الصحف الاسرائيلية الرئيسية كلها نبأ الهجوم في اعدادها ومواقعها على الانترنت اليوم. وعنونت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاوسع انتشارا "الجيش الاسرائيلي شن هجوما في السودان".
واضافت الصحيفة نقلا عن وسائل اعلام اجنبية ان الغارة "استهدفت رجالا مطلوبين في افريقيا".
اما صحيفة "اسرائيل اليوم" المجانية المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو فكان عنوانها "تصفية في السودان".
بدورها عنونت صحيفة "معاريف" عددها بـ "هجوم غامض الليلة الماضية في السودان"، مشيرة الى ان مسؤولين اسرائيليين رفضوا التعليق على الموضوع.
ورفض الجيش الاسرائيلي التعليق على الموضوع واكتفت صحيفة "هآرتس"، مثلاً، بأن نقلت عن وكالة "رويترز" أن شخصين قتلا في هجوم على سيارة قرب مدينة بور سودان أمس، وان الشرطة السودانية اوحت بأن يكون ناجما عن صاروخ أطلق من البحر الأحمر، بينما ألقت وسائل الإعلام السودانية ومسؤول حكومي محلي باللوم على طائرة أجنبية.
وقال شهود عيان في الموقع قرب مطار المدينة التي تضم الميناء الأكثر أهمية في السودان إن السيارة الصغيرة دمرت وأنه أمكنهم رؤية جثتين متفحمتين داخلها.
وقال الناطق باسم الشرطة أحمد التهمي: "على الأرجح أن صاروخا غير معروف المصدر ضرب السيارة". وكان قد أخبر إذاعة محلية في وقت سابق أن الصاروخ قد يكون اطلق من البحر الأحمر.
وذكر مركز الإعلام السوداني وهو وكالة أنباء مرتبطة بالأجهزة الأمنية لدى الدولة، ورئيس برلمان البحر الأحمر أحمد الطاهر، إن طائرة مجهولة دخلت المجال الجوي السوداني لتفجير السيارة.
وأضاف الطاهر أن الطائرة دخلت من البحر الأحمر وعادت إليه بعد القصف. وقال مركز الإعلام إن الجيش رد بالصواريخ لكن الطائرة الأجنبية تمكنت من تحاشيها.
وقال مصدر في مطار بورسودان لـ"رويترز": "سمعنا ثلاثة انفجارات مدوية، ذهبنا إلى الخارج لرؤية ما كان يحصل وأخبرنا شاهد عيان أنه رأى طائرتين مروحيتين تشبهان الأباتشي تمران في الجو".
وذكر الطاهر أن الشخصين اللذين قتلا كانا يدخلان المدينة من المطار حين ضربت سيارتهما. ولم يتم التعرف عليهما. ورفضت وزارة الخارجية السودانية التعليق. كما لم يقدم الجيش تعليقا فوريا.
وليست هذه المرة الأولى التي يحيط بها الغموض هجوما من هذا النوع في منطقة البحر الأحمر في السودان. ففي كانون الثاني (يناير) 2009 تم قصف قافلة لمهربي أسلحة بطائرة مجهولة في تلك المحافظة وفقا للسلطات السودانية، وهي ضربة ذكرت بعض الأنباء أنها قد تكون نفذت من قبل إسرائيل لمنع الأسلحة التي يرجح أن تكون إيرانية من الوصول إلى غزة. وقتل ما مجموعه 119 شخصا في تلك الضربة قرب الحدود السودانية مع مصر وفقا لوسائل الإعلام الرسمية.
وبعد هجوم عام 2009، كانت هناك أنباء عن أن الطائرات الإسرائيلية كانت تستهدف سفن التهريب التي تنوي نقل الأسلحة إلى حركة "حماس" في غزة.
ووفقا للصحيفة الإسرائيلية، تعتبر هذه المنطقة في السودان منطقة لتهريب الأسلحة من إيران، إضافة إلى الأسلحة التي يتم شراؤها في الأسواق السوداء في اليمن والصومال واريتريا.
وكان مسؤولون إسرائيليون منهم رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت قد تحدثوا عن "ذراع إسرائيل الطويلة" التي تصل إلى مناطق أبعد من حدودها، كما أشاروا إلى التواجد الإسرائيلي حول البحر الأحمر والمحيط الهندي.