From sudaneseonline.com

بقلم: أمين زكريا إسماعيل/ أمريكا
أهلنا بجنوب كردفان حتى لا ننخدع و نحترب بالوكالة أحمد هارون لن يصلح حاكما/امين زكريا إسماعيل/ أمريكا
By
Apr 5, 2011, 17:35

أهلنا بجنوب كردفان حتى لا ننخدع و نحترب بالوكالة أحمد هارون لن يصلح حاكما

امين زكريا إسماعيل/ أمريكا

[email protected]

اهلى الشرفاء بجنوب كردفان ارض التنوع الثقافى و الدينى و السياسى و الاقتصادى، أخاطبكم اليوم كإبن و أخ و صديق و والد، و إبن من ابناء هذا الاقليم الذى عانى كثيرا من سياسات الظلم و التهميش التى اتنهجا المركز، و ما زال ينتهجها الى و قتنا هذا، مضيفا اليها تفتيت النسيج الاجتماعى المتفرد الذى ننعم به، عبر شنه حروبات للابادة العرقية و تهجير و ابدال السكان و استقطاب ضعاف النفوس من ابناء الاقليم لشن حروبات بالوكالة و زعزعة الامن، لافقار مزارعيه و رعاته و تأخير تنمية و تطور الاقليم، مما سيعرض اجيالنا لامية و تجهيل مستدام، حتى نكون ادوات يسهل استخدامها متى كانت هناك حوجة مركزية لذلك.

و كأحد المتابعين لما يدور فى الشان السودانى محليا و إقليميا و دوليا كان لابد ان أخاطبكم فى هذه المرحلة المفصلية من تاريخينا السياسى و النضالى، و ذلك للامانة و التاريخ و التنبيه ، حتى لا نلام او نوصف بالتقصير فى مرحلة ما و حتى لايحملنا اجيال المستقبل فاتورة الصمت فى الزمن المفصلى فى ان نكون او لا نكون. آمل ان اوفق فى مسعاى هذا بوضع الحروف على النقاط بلغة مبسطة يسهل توصيلها بيسر لمعظم أهلنا الذين لم يحظوا بقدر من التعليم لاسباب تاريخية خطط لها المركز، و أعنى فى هذه الرسالة كل مواطنى جنوب كردفان بكل اثنياتهم و دياناتهم و ألوان طيفهم السياسى، خاصة المسجلين فى السجل الانتخابى، و الذين سيكون لاصواتهم من الدلالات و الاثر الكبير فى التغير الايجابى التاريخى فى المنطقة و نموذجا يحتذى به فى كل انحاء السودان، أو ندما تاريخيا إذا ما بيعت و أشترت الضمائر و الاخلاق و الذمم والاصوات عبر الاساليب الرخيصة من رشوة و وعود الاستوظاف الزائل التى ما فتأ المؤتمر الوطنى يستغل عبره ضعاف النفوس و آكلى فضلات الموائد، و مبررى التزوير من أجل التوزير.

لذلك أهلى الشرفاء دعونى أقول لكم صراحة الكرة فى ملعبكم، و مستقبل الاجيال القادمة فى اعناقكم، فأما ان يحملكم التاريخ على الاعناق بإرادتكم و عزيمتكم الحرة من أجل التغيير بفتح ابوابا للامل، أو ان يقذف بكم التاريخ فى ارزل سلاة مهملاته، و ستلعنكم الاجيال جيلا بعد جيل فى التفريط فى التغيير من الوضع المزرى الذى تعيشونه جميعا، بأستثناء الذين إنتفخت أوداجهم من آكلى فتات موائد السلطان و حارقى البخور و قارعى الطبول و مروجى الفتن و الذين تحولوا الى مؤتمرا بطنيا. و لكننى على تمام الثقة ان أهلى و شعبى الذى عرفته عن قرب سبكون مدرسة منفردة و سيقدم درسا نموذجيا يتحدث عنه التاريخ السودانى المعاصر و القادم.

اهلنا الاعزاء: المهم و الاهم فى العملية السياسية من الذى يحكم و لكن كيفية الحكم، و لقد اثيتت التجربة الفشل الكبير فى تجربة حكم المؤتمر الوطنى للسودان التى قادت الى حروبات طاحنة فى جنوب السودان و جنوب كردفان و النيل الازرق و شرق السودان و دارفور و بعضا من شمال كردفان، و سجن وشرد و قتل الملايين و صودرت ممتلكات و حريات الشعب السودانى و احيل مئات الالاف لما سمى بالصالح العام، و هجر من هجر و انتهك شرف النساء، و قمعت المظاهرات و المسيرات السلمية، و أفرقت النقابات و الاتحادات و تنظيمات المجتمع المدنى من محتواها، و دمرت الخدمة المدنية، و وصلت المحسوبية و الرشوة و الفساد حدودا لا تطاق، و أصبحت لقمة العيش هما، التعليم هما، شرب الماء هما، و الصحة فحدث و لا حرج فحتى الاطباء لن يستطيعون معالجة اسرهم و لن ينالون ادنى حقوقهم و يضربون و يعذبون و يلاحقون امنيا و يرفض لهم مغادرة البلاد!

أهلى الكرام: أننى على ثقة ان وعود المؤتمر الوطنى الكاذبة لن تغريكم، و لا رشواته ستغير من مواقفكم الوطنية، و لا لافتتاتهم ستضللكم، و لا سياراتهم التى زجوا بها للولاية ستشغلكم، فالدعم المادى المليارى الذى قدمة ولاة الولايات الشمالية هو تجاوزا و خصما من حقوق شعوبهم و الشعب السودانى بصفة عامة، و سيكون نواة لثورة الشعب ضدهم، و حتما لن تغريكم و لن تبدل مواقفكم التى نعرفها جيدا.

أهلنا صانعى الثورات: فانتم من حميتم المهدى فى كركور بطن امك حينما استجار بكم و انتم ابناء البطل على عبدالطيف الذى قاد ثورة سودانية قومية و انتم و ابناء السلطان عجبنا ومندى و الفكى على الميراوى و الناظر محمد حماد اسوسة و بابو نمر و المك رحال و الناظر جيلى و الناظر عثمان اللكى و السير كمبجو وارنو كبى و الناظر البشرى سومى و جمجم و العمدة المراد و العمدة زكريا و انتم تلاميذ مدرسة الزعيم الاب فلب عباس غبوس و القائد الاستاذ يوسف كوه مكى و القائمة تطول و كانت لثوراتكم القومية و المحلية التى فاقت العشرينات فى تيرا و الدلنج و كواليب و كادقلى وشاة و ميرى و تقلى و المورو و هيبان، و تلشى  وكاودا وكرنقو و غيرها، و حينما ثار ابطال تلودى ضد الحاكم ابورفاس حينما تناولته من حصانه فى لحظة واحدة أكثر من عشرين حربة  حماية عن شرف امراة تحرش بها، فإنكم قادرون اليوم لحماية شرف بناتتنا الائى تنتهك علنا و اللبيب بالاشارة يفهم. فارجو ان تطرحوا مجموعة من التساؤلات لماذا يصر المؤتمر الوطنى و المركز على احمد هارون؟ و أننى على علم بانكم مدرسة متفردة فى السياسة و تملكون الاجابة بتفاصيلها، و حتى ابناءنا الذين يدعون انهم قياديين فى المؤتمر الوطنى ينتقدون اختيار هارون و لكنهم يدفنون رؤسهم فى الرمال خوفا على مصالحهم، و لذلك فإننى أقول لكم ان هارون لن يصلح واليا لاسبباب عديدة. فاذا تتبعنا السيرة الذاتية لهارون بهذا الاقليم الذى يبرر و جوده فيه بانه عمل فيه منذ تخرجةـ و لكن ماذا كان يعمل و لمصلحة من و يمكن اختصار سيرة و جود هارون و عمله داخل منظومة الجبهة الاسلامية و مؤتمرها الوطنى و علاقتة بالاقليم عبر ملفات امنية يمكن الاشارة الى بعضها فى الاتى:

1- أثناء تواجد هارون فى ادارة السلام و هى ادارة أمنية عمل على تفريغ قرى النوبة عبر ما يسمى بقرى السلام، بل و تهجيرهم خارج الاقليم الى مناطق نذكر منها على سبيل المثال الرحمانية و النهود و بارا و حمرة الشيخ فى محاولة لمسخ الهوية و مصادرة اراضيهم و ابدالهم سكانية و تغيير التركيبة السكانية خدمة لاغراض مركزية.

2- عمل هارون على دعم الدفاع الشعبى على اساس اثنى استقطابى لخلق فتنة بين المجموعات القبلية، ضاربا بمصالحها فى الاستقرار و علاقاتها التصاهرية و مصالحها الرعوية و الزراعية، و امن اطفالها و امهاتها، فتوقفت المدارس و انعدمت العناية الصحية و اصبح شرب الماء للانسان و الحيوان فى مشكلة، و بالتالى خسر الجميع من خلال السياسات غير الحكيمة. و بالتالى زعزعت القواسم المشتركة لابناء الاقليم الواحد الذين يربطهم مصيرا مشتركا.

3- حفز المركز هارون و اعادة و زيرا للشئون الاجتماعية و نائبا للوالى بجنوب كردفان بعد انشاء الولايات ، و بشهادة الجميع ان هارون حول العمل الانسانى الى نظرة امنية متطرفة تجاه شعب الولاية و لم يقدم شيئا يذكر لانه اصلا احضر لمهمة محددة.

4- تولى هارون للملفات الحساسة لجنوب كردفان داخل المؤتمر الوطنى و التى تطبخ بعيدا عن اعين ابناء الاقليم المنتمين للمؤتمر الوطنى و هو ما جعل اسهمه مركزيا ترتفع مقارنة بالاخرين.

5- محفزات تنفيذ هارون لمهمامة بجنوب كردفان لخدمة اغراض المركز وضعته فى مواقع متقدمة مركزية فلقد عين مديرا للشرطة الشعبية، ثم وزير دولة للداخلية و بعدها وزير دولة للشئون الانسانية، و هى فى معظمها أجهزة امنية و جهت عملها مؤخرا لخلق فتنة اثنية فى دارفور و ادت الى قتل وتشريد و تهجير الملايين، مما جعل هارون اول شخص فى تاريخ السودان قديمه و حديثه و معاصره يطلب القبض عليه من محكمة الجنايات الدولية و الانتربول لاتهامه فى جرائم حرب و جرائم ضد الانسانية.

6- كما شارت تقارير دولية انه بعض الضغوط الدولية التى مارسها المجتمع الدولى ضد المؤتمر الوطنى بنقده تنصيب هارون وزير دولة للشئون الانسانية الذى من المفترض ان يناط بها دعم نازحى دارفور، معتبرين هارون غير مؤهل لذاك المنصب ناعتينه بالشخص الذى يقتل الميت و يمشى فى جنازته، بجانب ضغوطات المحكمة الجنائية، و كما اشارت التقارير ان صراعات داخل المؤتمر الوطنى بين تيارات مختلفة تجاذبت بين التخلص منه مقابل ملفات اخرى و إنتهت بزجه فى جنوب كردفان للتقليل من الضغط الدولى و التخلص من طموحاته الذائدة مركزيا و توريطه اكثر اذا من انفرط عقد الامن بالولاية.

7- هارون كرئيس لجنة امن الولاية بحكم موقعة كوالى انتهك بند الترتيبات الامنية لاتفاقية السلام الشامل المراقبة دوليا، بزجة لعشرات الالاف من الجنود و المليشيات فى الاقليم، كانه اراد ان يقول ان لم تصلح فضر و هو ما سينعكس على امن الولاية و المواطن، و هو ما يجب ان تفطن له القوات المسلحة حتى لا يضاف قوادها الى لائحة مجرمى الحرب اذا ما سيقوا الى الحرب.

8- لم يعر هارون اى اهتمام للتطبيق الصحيح لاتفاقية السلام الشامل و برتكول الولاية على وجه الخصوص و تكنكش فى موقع الوالى الذى به نص واضح و صريح للتناوب حوله كل عام و نصف، و فى هذا نقدا للعهود و تمسكا بالموقع للمصلحة الشخصية بعيدا عن المصلحة الجماهيرية.

9- تمرير هارون التزوير الذى حدث فى التعداد الاول و السجل الانتخابى لانتخابات ابريل 2010م، افقد الولاية بكل اثنياتها و الوان طيفها السياسى حقوقا تنمويه و خدمية و سياسية، و بالتالى فقدت الولاية عددا كبيرا من مقاعدها فى البرلمان و الاجهزة التنفيذية القومية و الخدمات، و لولا اصرار الحركة الشعبية و القوى السياسية الاخرى فى مقاطعة انتخابات المجلس التشريعى الاقليمى و منصب الوالى و اعادة التعداد السكانى و السجل الانتخابى لما اكتشف الخلل الكبير الذى اوضح التعداد الاخير انه ما يقارب ضعف التعداد الاول الذى قدر بمليون و اربعمائة الف، و هذا بشرح مبسط اذا كان هنالك عد للماء يكفى لسقاية 100 بقره فقط و لكنك احضرت 200 بقره فهذا يعنى الصراع و المناطحة و القتل و ينطبق ذلك على غذاء و علاج و مدارس ...الخ، فحينما يقدم هارون وعودا للتنمية و مرر تعدادا مزورا و سجلا تجاوز مناطق اثنية محددة، و حتى بعد مراجعة التعداد و السجل كانت هنالك الكثير من الاخفاقات و حالات التزوير التى قام بها المؤتمر الوطنى تم كشفها و محو معظمها، و هو ما يؤكد ان اى وعدا سياسيا لعقلية اتسمت بتمرير اجندتها الشخصية سيكون للاستهلاك السياسى و الترميز التضليلى و الخم الجماهيرى من اجل الفوز، فهل وعى ابناء هذه الولاية الدرس، حينما ياتيك شخص بعد اكثر من عشرين سنه منفردا فى السلطة لكى يحاول اقناعك لانتزاع صوتك و ارادتك و حريتك بوعود فذاك ضحكا على الذقون!!!

10- انتماء هارون للمؤتمر الوطنى و صراعاته المعروفة و الفساد و المحسوبية التى دمر بها كل مرافق الدولة، لذلك فان استمراره كحاكم ستكون ضد ارادة الشعب فى كل الاقليم، فمن المفارقات ان يقول هارون فى لقاء معه فى جريدة الراى العام قبل يومين انه عبر المشورة الشعبية سيعيد ولاية غرب كردفان، و لكنه بذلك يسئ لفطانة اهل غرب كردفان قبل الاستقوقاء على اكتافهم، و هم يعلمون ان هارون كان احد مهندسى حل ولاية غرب كردفان لاستخدامها كخميرة عكننة ضد المجموعات الاثنية الاخرى، متناسيا ابسط حقوقهم و حقوق ابنائهم فى العمل فى مرافق الدولة و شركات البترول، لذلك كانت لثورة المسيرية بالفولة و عدم تسجيل معظمهم فى السجل الانتخابى احد الاسباب لتزوير المؤتمر الوطنى للسجل الانتخابى لحوالى 58 ألف تم ضبتها، فالمشورة الشعبية هى ارادة جماهيرية و الحقوق تنتزع و لا تمن، و المسيرية ردوا بانفسهم بانهم وعوا الدرس و هم ليسوا ابقارا او سلعا تباع و تشترى و خياراتهم لا تنفصل عن خيارات شعب الاقليم ديمقراطيا، و ليس و عودا للوصول للاهداف الشخصية على اكتاف الجماهير التى تراها بسيطة فى تعاملها و لكنها مدركة تماما لقواعد اللعبة السياسية و ان العزف على اوتار الدين و الاثنية لن ينطلى عليهم، و كما ذكر ابناء المسيرية ان هارون الذى لم يرأف باهلة فىدارفور فانى له ان يكون رئيفا بالمسيرية او النوبة.

11- التميز الفريد للتنوع الموجود فى ولاية جنوب كردفان يرفضه المؤتمر الوطنى المركزى، و بالتالى فى هارون كرئيس للمؤتمر الوطنى ملزم بتطبيق سياسة المركز بحزافيرها و هو ما يسمونه فى ادبياتهم بالامرة التنظيمية، و هو ما يعنى خلق فتنه بيين المجموعات السكانية و التنظيمات السياسية، فها هم يسمون اهل جنوب كردفان الجنوبيين الجدد و يسعون اقامة حزب جاد الديمقراطى و يضعون من نظريات المؤامرة لكى لا يشهد هذا الاقليم امنا و استقرار، و هو ما يجب ان ينتبه له سكان الاقليم، فلهارون خيارات السكن فى عماراته بالخرطوم و العيش عبر شركاته و ابنائه يتعلمون فى افضل المدارس و لم يبيتوا القوة (بالجوع) يوما و لن يتوصلون بغير العربات المكندشة و ما خفى اعظم، فهلا قدم لكم هارون تبرئه بالذمه و هل وعود هارون التنموية تعنى صيانة مسجد الفولة بعد ثورة المسيريه، و هل تدرون كم من المال الذى تبرع به الولاة بالابيض قبل اسبوع لدعم حملة هارون و هل تدرون من اين جئ بمئات العربات، و هل تدرون ان هنالك عشرات الالاف من اللافتات الكبيرة فى هذه الحملة التى مدتها شهر و سعر اللافته يعادل 5000جنية (5 مليون بالقديم) و هذه اللافتات او اليافتات سوف ترمى يوم 2 شهر مايو بمعنى ان سعر الواحدة منها يبنى فصل و خمسة منها يشيدون مركز صحى فهذا المبلغ ان كان قد صرف فى بناء المدارس و المستشفيات و الجامعات و دعم مشروع قفة الخضار (كيس الخضار ) لنشل كل المواطنيين من حالات الفقر الذين يعيشونه، و بالطبع هذا الصرف هو من حر مال بترولكم و معادنكم وزراعتكم و بهائمكم و العشور و الضرائب و الذكاة و القبانات التى تدفعونها. و لقد اشارت دراسات اقتصادية ان مستوى دخل افرد فى ولاية جنوب كردفان سيكون بمستوى دخل الفرد السويسرى اذا ما تم توظيف الموارد لصالح سكان الاقليم و هى الحقوق التى نريد للشعب ان يتكاتف لينزعها من المركز، فنريد عبر المشورة الشعبية 75% على الاقل من مواردنا نريد مشاركة على كل المستويات حسب تعدادانا و الذى سنعيده للمرة الثانية لان التقدير الصحيح ليس مليونين و خمسمائة انما فوق الاربعة مليون.

كما ان تجارب الحكم الذاتى ذو الصلاحيات الموسعة على مستوى الاقليم و العلاقة مع المركز يخجل المؤتمر الوطنى و مرشحه هارون الكلام عنها، فرغم سفر قيادات من المؤتمر الوطنى مع قيادات مع الحركة الشعبية بالاقليم للوقوف على تجربة مقاطعة آتشيه الاندونسية التى عبر المشورة الشعبية نالت نصيب 70% من بترولها و معادنها و بقية مواردها و صلاحيات و اسعة فى الحكم الذاتى و 30% من كل مستويات السطة المركزية، الا ان المؤتمر الوطنى سوف لن يتجرأ عن الكلام عن السلطات و الصلاحيات، لانه يعتقد ان الاخرين يجب الا يكون اخرين. لذلك نقولها صراحة امامنا التجربة الاسبانية و السوسرية و الاندنوسية، و زنجبار التنزانية و تجربة الاكراد و هى كلها تجارب للحكم الذاتى ذو الصلاحيات الموسعة، سوف نخلق منه توليفة تتناسب مع اوضاعنا و تعطينا تمييزا ايجابيا، و هو ما يتطلب منا جميعا دعم حملة الامل و التغيير.

12- للاقليم اطول حدود جغرافية لما تبقى من سودان مع دولة جنوب السودان و هو ما يتطلب علاقات استراتيجية زراعية و رعوية و تجارية و بترولية و امنية و تعليمية وتبادل خبرات ...الخ، وكل المؤشرات تشير الى ان المؤتمر الوطنى لن يلعب دورا فى الاستفادة من تلك العلاقات، لان تركيبته مبنية على الاستثمار فى تأليب الصراعات الحدودية الطرفية طالما انه فى الخرطوم غير متأثر بها كثيرا، فتجربة جيش الرب اليوغندى و المعارضة التشادية و مهددات افريقيا الوسطى و احتضان المعارضة الاسلامية الارتريه و الاثيوبيه و جنوب السودان قبل علان دولته و احتضانه لاسامة بن لادن و الاستفادة من استثماراته ..الخ كلها مؤشرات مهددة لامن و استقرار الاقليم ان لم يعى شعبنا الدرس.

13- أحمد هارون كمطلوب للعدالة الدولية لا يمكنه كحاكم التحرك اقليميا و دوليا، و لهذا ان وجوده فى الاقليم سيعقد وضعية الاقليم و ربما السودان بصفة عامة، و سيفقد حلقة الوصل اقليميا و دوليا، خاصة وان المشورة الشعبية ستطالب بحكم ذاتى واسع الصلاحيات و مراجعات دستورية و قانونية و اقتصاديا ..الخ مع المركز، كما ستتيح مجالا لعلاقات و برتكولات و اتفاقيات مباشرة مع دول الاقليم و العالم فى مجالات الصحة و المياه و التعليم و الطرق و التعدين و الرعى و الطرق و الزراعة، و وجود هارون على قمة الحكم سوف يحجم التعاون الدولى و الاقليمى و سيكون خصما على التنمية و الخدمات.

14- نحتاج فى الاقليم عبر المشورة ان نساهم فى وضع الدستور الدائم للسودان و نحدث تحول حقيقى فى هيكلة الدولة السودانية، حتى يخرج السودان من قائمة الدول الداعمة للارهاب و المنصفة من الدول الاكثر فشلا و فسادا و المنتهكة لحقوق الانسان و الطفل و المرأة و الحريات و الشفافية و التحول الديمقراطى. و اذا ما تمادى المؤتمر الوطنى فى نهجه هذا فسيواجه بثورة تعم كل السودان و ستجد دعما اقليميا و دوليا كما حدث فى ثورات مصر و تونس و غيرها و  كل المؤشرات تؤكد ان المؤتمر الوطنى الى زوال اذا لم يغير فى طريقة تفكيره التى تقصى الاخرين و تنتهك حقوقهم.

ختاما اهلى ما ذكرته عبارة عن نقاط سريعة آمل ان اوفق لاحقا فى تفصيلها، لاننا امام منعطف خطير فى ان نكون او لا نكون، و حتما سنكون اقوياء بارادتنا و وحدتنا و القرءاة المتأنية لمستقبلنا و تحررننا من الخوف و الاسترزاق الرخيص و تحررنا من الرشوة و بيع الذمم و الضمير و الاخلاق و تحررنا من الخداع باسم الدين و القبلية،  أقفلوا الطريق امام المتراجفين لامراء المؤتمر الوطنى من اجل حفنة مال او وظائف زائلة. تذكروا دائما انكم شعب عظيم و جدير بالاحترام كما ذكر علماء الاجتماع و الانثروبولوجى فى ابحاثهم فى كل السودان، أن شعب جبال النوبة/ جنوب كردفان أكثر شعب قابل للتطور اذا اتيحت له الامكانات اللازمة، و السؤال لماذا تنهب امكاناتنا مركزيا و لماذا لم يقدم المركز الامكانات التى تعيننا على التطور؟ إننا نحتاج ان نحرر انفسنا و أن ننتزع حقوقنا، و ان نكون يقظين و حذرين من فتن المركز و مؤتمره الوطنى.

يقول علماء الاجتماع السياسى ان عناصر القوة ثلاثة وهى: الإرادة و السرعة و الابداع، فلا بد من ارادة للتحرر من خداع المركز و نظريات تآمره، و لابد من ارادتنا لوحدتنا و ارادتنا فى معرفة مصالحنا و الدفاع عنها و ارادتنا فى حكمنا الذاتى الواسع السلطات و الصلاحيات، و ارادتنا فى تقييم موازين القوى لانتزاع حقوقنا من المركز، و هو مدخلنا فى ان نكون أقوياء- و سرعة تنفيذ ارادتنا مرتبط بما يمليه ضميرنا و عقلنا و ليس عاطفتنا- و ابداعنا ان نعلن للملأ باننا تحررننا، و ابداعنا ان نستحقر من يريد شراءنا، و ابداعنا ان نقول للاجيال الحاضر و القادمة  نحن شعب شجاعا و سيظل شجاعا، و ابداعنا ان نجعل تنوعنا قوة و ابداعنا ان نقول نحن الامل و نحن التغيير و ان ندعم مرشحى الحركة الشعبية لمنصب الوالى و الدوائر الجغرافية و دوائر المرأة و الدوائر الحزبية.

اخيرا كل المؤشرات تؤكد ان مسيرة 10مايو ستكون مسيرة النصر السلمية بفوز الحركة الشعبية الكاسح على مستوى انتخابات الوالى و المجلس التشريعى، فسجل للتاريخ و التحرير فى اقليمك وقفة تتناولها الاجيال القادمة بدعم الحركة الشعبية من اجل حكم ذاتى واسع السلطات و الصلاحيات و مشاركة فاعلة فى كافة المستويات محليا و اقليميا و قوميا.

رسالة اخيرة نرسلها لمفوضية الانتخابات بان تزوير الانتخابات و ارادة الجماهير سيحول مسيرة 10 مايو السلمية الى انتفاضة شعبية فى كل السودان و ستعجل برحيل المؤتمر الوطنى كما حدث فى تونس و مصر (و الطمع ودر ما جمع). و المجتمع اصبح قرية صغيرة و يراقب كل صغيره عبر الفضاء و قد يتدخل فى الوقت المناسب كما اشارت تقارير دولية لذلك.

إبنكم/ امين زكريا اسماعيل

محاضر جامعى سابق

باحث و اختصاصى اجتماعى و انثروبولوجى

الولايات المتحدة الامريكية 5/4/2011

   



© Copyright by sudaneseonline.com