From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
زفــرات عنصري...رد على مقال الطيب مصطفى"وافضيحتاه" بقلم مهندس/ الأمين البشاري
By
Apr 5, 2011, 12:45

زفــرات عنصري...رد على مقال الطيب مصطفى"وافضيحتاه"

بقلم مهندس/ الأمين البشاري

 

استفزني مقال العنصري الطيب مصطفى (خال الرئيس) الوارد في سوادنيزأونلاين بتاريخ 5/4/2011م في صفحة مقالات صحفية بعنوان "وافضيحتاه"، ذلك المقال الذي يسرح ويمرح فيه قلمه في سب وقذف بعض أفراد الشعب السوداني الذين يخالفونه الرأي، لقد جند مداد حبره لخدمة عنصريته البغيضة وأصبح محور كتاباته هي العمل على تفسخ النسيج الاجتماعي السوداني المتفسخ أصلاً بفضل سياسات ابن أخته وزبانية الإنقاذ الذي يجثمون على صدرونا منذ العام 1989، الذين ساسوا الدولة على أسس عرقية وقبلية بغيضة لا تخطئها العين الراصدة وغير الراصدة لحال الإنقاذ المايل منذ قدومها ، يجند خال الرئيس قلمه للسب والشتم والإساءات لمعارضيه ويكيل لهم السب دون خوف من عقاب الله أو محاسبة بشر فطاشت سهامه لتصيب من تصيب ناسياً قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ((ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذئ)) صدق رسول الله.

وقبل الرد عليك هنا أريدك أن تجيب على هذا التساؤل:

س: ما الذي يجعل فئة من السودانيين يهاجرون إلى دولة عدوة وليست جارة "كإسرائيل"؟

أعلم انك تعلم إجابة هذا السؤال ولكنك لا تستطيع قولها هنا لأنها ستفضحك وتفضح سياسات ابن أختك الرئيس الذي تتحصن خلفه وتطلق لسانك البذئ في سب ولعن الناس، بدأت بقادة الحركة الشعبية الذين اختاروا طريقهم وانفصلوا عن هذا القبح الذي تمارسه وحينما (بارت) صحيفتك وجهت زفراتك نحو حركات دارفور المتمردة والمعارضة السودانية الشمالية واتخذت من المناضل ياسر عرمان وفاروق أبو عيسى أهدافا مشروعة لك.

التمرد وحمل السلاح لم يبتدعه أهل دارفور بل تعلموه منكم، حيث حمل أهلنا في الشمال السلاح في وجه أول دولة سودانية بقيادة الخليفة عبد الله التعايشي وحملته الأحزاب ضد نظام نميري من ليبيا هذه نفسها ولا ادري هل كنت معهم أم لا؟ وكذلك حمله البشير الذي ركب الدبابات واغتصب السلطة الشرعية للحكومة المنتخبة بدواعي إنقاذ السودان فما الذي أنقذتنا منه الإنقاذ بالله عليك؟ وحمله ابنك المقتول في أحراش الجنوب ضد إخوته الجنوبيين والأمثلة  كثيرة على ذلك فما الذي يجعله حلالاً على هؤلاء وحرام على متمردي دارفور؟

ورثت الإنقاذ  حرباً واحدة في الجنوب وها هي حركات التمرد والتململ في كل أطراف السودان في الغرب والجنوب والشرق والوسط وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق بل حتى في الشمالية هناك بوادر تمرد ، ورثت مجتمعاً سودانيا متماسكاً ودولة واحدة وها نحن نتمزق إلى دويلات بفعل ما تمارسه أنت وابن أختك اقتصاد منهار وتعليم منهار وسودان يطمع فيه المصريين(حلايب) والأثيوبيين (الفشقة) أقل ما يقال أنه بلد على حافة السقوط بفعل هذا الزفر العنصري  الذي تمارسه.

نعود لموضوعنا انا ضد التمرد وحمل السلاح ضد الدولة في كل زمان وحين، السلاح لا يحل القضايا ولكنه يلفت النظر إليها هذا موقف ثابت ومبدئي عندي والدليل ان ما حققته الحركة الشعبية عبر التفاوض واتفاقية نيفاشا لم تحققه طيلة 20 عاماً من الحرب والتمرد، إن كانت حركات دارفور قد حملت السلاح فهي لم تأتي ببدعة كما ذكرنا أعلاه وربما أخطأت واختارت هذا الطريق للفت نظر المركز لقضية دارفور التي اقر أبن أختك بقتله 10 ألف مواطن دارفوري فقط وهذا ثابت وموثق مما جعله عرضه للمحاكمة بواسطة محكمة الجنايات الدولية، وبالله عليك ما الفرق بين ما يفعله العقيد القذافي اليوم في شعبه؟!! وبين ما فعله البشير في هؤلاء القوم؟ ألم يأمر بقتلهم؟ ألم يقصفهم بالطائرات؟ ألم يحدث اغتصاب ونهب وتجاوزات في دارفور كما يحدث في ليبيا اليوم؟

إن كانت عيونك مفتوحة على سوءات خصومك فيجب أن لا تكون كليلة عن قبح الإنقاذ وقبح ما تقوم به أنت خدمة لها، وبنفس القدر الذي أخطأت فيه حركات دارفور في حمل السلاح فإن الحكومة قد بالغت في ردة فعلها واستخدمت آلة الحرب والدمار لإبادة هذه الحركات وهو ما لا تريد أنت أن تعترف به.

ساءك عدم سماح السلطات الليبية  للطبيب السوداني أسامة توفيق بالدخول بقافلة النفاق التي ساقها هو ومن معه إلى ليبيا لأن هناك من هو أحوج بهذه القافلة من الليبيين وهم سودانيون يموتون جوعاً هنا في السودان، وقلت إن السودانيين واليهود غير مسموح بدخولهم إلى ليبيا، وأظنك مخطئ لأن اليهود يقاتلون بجانب القذافي عبر أسلحتهم التي وردها لهم محمد دحلان صاحب القضية الأصيل وهي قضية فلسطين هذا يساهم في ازدهار اقتصاد إسرائيل بتسويقه لصفقات الأسلحة وأنت حزين ومغبون أكثر منهم، فهل أنت احرص على فلسطين من أهلها؟ أم تراك موهوم بأنك أكثر عروبة من عرب الجزيرة العربية أنفسهم وكذلك من الفلسطينيين ، ولا أدري أين الفضيحة فيما ذهبت إليه، فكثير من الدول كانت ولا زالت تكتب في جوازاتها هذا الأمر وحتى وقت قريب كان هذا في جوازات دولة سوريا مكتوب فيها بالحرف الواحد " مسموح له بالسفر لكل الأقطار ما عدا إسرائيل والعراق" وكذلك كانت تفعل العراق في جوازات سفرها وكل دولة تمنع مواطني الدولة الأخرى من دخول أراضيها ، وهذه لم يحدثني بها أحد رأيتها بعيني ولم يكن الأمر فضيحة، ومٌنع السودانيين من دخول الكويت ومصر وبعض الدول العربية فلماذا  لم تكن تلك فضيحة؟ وهذه أضحت فضيحة؟

هل عرفت لماذا لجأ هؤلاء إلى دولة عدوة وليست جارة كإسرائيل؟ لأنهم ببساطة لم يجدوا الأمان في بلدهم وضاقت بهم أرض السودان بما رحبت ولم ترحب بهم الدول العربية وقتلتهم مصر في ميدان مصطفى محمود ولم يستطع ابن أختك أن ينبس ببنت شفه دفاعاً عنهم  لأن حسني مبارك كان على سدة الحكم وابن أختك ونظامه متهم بمحاولة اغتياله ، وعندما ذهبوا إلى إسرائيل رحبت بهم واستضافتهم ووفرت لهم المسكن والملجأ وهو ما لم تفعله الإنقاذ.

لم يشعرون بالخزي والعار؟ ألم يروا رئيسهم يفعل ذلك بهم يقتلهم ويشردهم ويغتصب نساءهم فلماذا تدين القذافي ولا تدين البشير بما يفعله؟!! أم انه حلال عليه وحرام عليهم؟ في حرب الجنوب ألم يقاتل جيش الرب مع الجيش الحكومي مقابل ما يقدمه له الجيش والحكومة من مساعدات؟ وإن كان هذا الفعل عيب كيف كان حلالا على الحكومة فعله والآن أنت تجرمه؟ أما كان واجب الحكومة الأخلاقي أن تجلي هؤلاء الرعايا السودانيين أولاً من ليبيا بغض النظر عن كونهم متمردين أو حاملي سلاح بدل التحريض عليهم من قبل وزير الخارجية على كرتي ومن بعده البشير؟

هل تركتم لهم خيار آخر غير هذا الخيار؟ وما العيب في أن يكون الإنسان مرتزق وقد تقطعت به السبل فربما انتصر القذافي غدا وحينها يمكن أن يدعم قضيتهم مما يعني (شيلني) وأشيلك أو قل هو وقوف معه وقت الشدة عله يقف معهم وقت الرخاء!! وكل شئ في الحرب جائز فلماذا تنكر عليهم ذلك؟

يزداد عجبي حينما تستدل بآيات قرآنية مثل قوله تعالى(( ومن  يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما )) صدق الله العظيم.وتستغرب كيف يحمل خليل وزر هؤلاء!! بالله!! لماذا لم تستغرب حينما أمرت الإنقاذ بقتل خليل وأهله وأخيرا محاولة اغتياله الفاشلة في خضم هذه الأحداث؟ أم أن خليل وهؤلاء كفار ويجوز للبشير إبادتهم عن بكرة أبيهم؟ ألم يكن خليل الدباب هذا هو حارس الإنقاذ وكلبها خلال الفترة الماضية؟ ألم يكونوا هؤلاء هم إخوة لأهل الإنقاذ في بدايات عهدها؟

لك أن تعلم أن لدارفور قضية وقضية عادلة لا تموت برحيل خليل أو عبد الواحد أو مني أركو لأن أتباعهم وأهلهم موجودين وسيظلون يطالبون بحقوقهم المشروعة مهما يكن، واراك قد ركزت على أوداج عبد الواحد وفاتك ان تنظر لتلك الأوداج المنتفخة التي تمر أمامك يومياً وهي أوداج نبتت من أكل السحت والمال الحرام وكل ما نبت من حرام فالنار أولـى به، وهجومك على ياسر عرمان أصبح شيئاً مفضوحاً لا طعم له ياسر له قضية أفنى عمره من أجلها وكذلك هذه لن تموت فياسر عرمان أفنى عمره في أن يرى سوداناً جديداً ودولة مدنية يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات وبالطبع هذا الكلام لا يخدم خطك العنصري فلذلك تهاجمه.

أيها الطيب مصطفى نقدر حزنك وألمك على فقد ابنك الذي دفعت به في حرب الجنوب وكأنه ذاهب إلى نزهة في أحراش الجنوب فلم يعد ولن يفعل وإذا عمل كل من فقد عزيزاً  لديه في حرب الجنوب مثلما تفعل لما بقي احد في السودان، ولكنا تقاتلنا جميعنا حتى نفنى ، عليك بتقوى الله والصبر والاحتساب والاعتدال في الأحكام وعدم الفجور في الخصومة إن كنت حقاً مسلماً وأعلم أن كل ما تلفظه لديه رقيب عتيد وأنك لا شك ملاقي ربك وانك محاسب على ما اقترفت، ويومها سوف لا ينفعك حسبك ولا نسبك ولا رئيسك البشير ، الخلاف في السياسة لعنها الله موجود وإلا لما اختلف معاوية وعلي كرم الله وجهه ففي الطرفين يوجد صحابة رسول الله وبرغم خلافهم لا يمكنك التشكيك في إسلام هذا أو ذلك والأمثلة كثيرة في التاريخ الإسلامي فتولى أنت أمر نفسك فقط ولا تبذر عنصريتك  البغيضة وزفراتها فتحصدها حقدا وكراهية وأعلم أن الرفق واللين في ما وضع في شئ إلا زانه وما نزع من شئ إلا شـانه، فأحفظ لسانك يحفظك الله.

وأخيراً  أنصحك بمراجعة طبيب نفسي عله يجد لك علاجاً إن كنت ترى أن مستشفى التجاني الماحي لا يليق بأمثالك، وإن عدتم عدنا...............

 

مهندس/ الأمين البشاري

الرياض السعودية



© Copyright by sudaneseonline.com