مقالات و تحليلات
عصف ثقة الناس/د.أنور شمبال
By
Apr 5, 2011, 12:37

أحداث ومؤشرات

د.أنور شمبال

[email protected]

عصف ثقة الناس

كثر في الآونة الاخيرة الحديث عن الفساد والتجاوزات المالية الي درجة مخيفة، فبدلاً ان تساهم في معالجته ربما ساهمت في انتشاره، لاعتبار ان الشخصيات التي يحسبها البعض نماذج، طالتهم الاتهامات علماً أن التعليم والتعلم بالقدوة أقوى أثراً من التعلم بالتلقي.

وفق التعريف المعمول به لدى منظمة الشفافية الدولية فإن الفساد هو سوء استخدام السلطة لأجل تحقيق كسب شخصي، ويدخل فيه استلام الرشوة لتسهيل القيام بعمل قانوني أو من أجل الحصول على خدمات يمنع تقديمها بموجب القانون، كما يتضمن سوء استخدام المعلومات العامة واحتكارها على فئة دون أخرى لتحقيق مكاسب ذاتية أو خاصة ويدخل في ذلك التمييز في تطبيق القانون واستغلاله كوسيلة ضغط وابتزاز خاصة في مجال الضرائب والجمارك وغيرها الخ.. ووقوع الفساد ليس وقفاً على الانسان فهناك فساد المؤسسات في إطار الخدمة المدنية والخدمة العسكرية وفي مجال ممارسة العمل الاقتصادي وغيره.

وبحسب ورقة علمية بعنوان (تحليل ظاهرة الفساد المالي تاريخياً وعالمياً وحجماً في السودان) أعدها السفير سراج الدين حامد، فإن الفساد يشكل عقبة أمام الديموقراطية وحكم القانون ويعصف بثقة الناس والجمهور في النظام السياسي ومؤسساته، ويقود الى تآكل الثروة القومية كما أنه يعوق ويعرقل تطور هياكل ومؤسسات السوق بطريقة عادلة ويشوه النظام التنافسي مما يؤدي بالتالي الى إعاقة الاستثمار.

اذا كان أثر الفساد والافساد بهذا الحجم الكبير، وكل ما ينشر عنه في الصحف صحيح، فكيف يتم التغيير الى الأحسن بطريقة سلسة ومرنة، والافضل على ما أعتقد أن الاهتمام بإنشاء جيل قدوة لإحداث تغيير إيجابي، ومعالجة هذه التشوهات، التي برزت والتي لم تبرز، وما يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

وقال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم: 41].