From sudaneseonline.com

بقلم : الطيب الزين/ السويد
كفى حيفاً بالسودانيين في ليبيا..!/الطيب الزين
By
Apr 5, 2011, 12:26

 كفى حيفاً بالسودانيين في ليبيا..!

ان تتعرض سمعة بلد او شعب ما للتشويه من قبل جهات خارجية رغم انه امر غير مقبول، إلا أنه  امر وارد بسبب اختلاف وجهات النظر وتباين المصالح بين الدول والشعوب، لكن ما ليس مقبولاً هو ان تعرض ابناء وطنك مهما كان الخلاف وتباعد المواقف، للخطر في بلد غارق في الحرب. ان اغلب السودانيين الذين  تعرضوا  للاذى والحيف في ليبيا هذه الايام،  ليس لسبب وجيه، سوى إشاعات اطلقت هنا وهناك، تتهم البعض منهم بالمشاركة في الحرب الدائرة الآن في ليبيا الى جانب قوات العقيد معمر القذافي ضد قوات المعارضة في الشرق، وهذا حدث منذ الايام الاولى لاندلاع هذه الحرب، اذ شاهدنا عبر قناة الجزيرة، بعض الاشخاص قد عرضوا على انهم مرتزقة، وكذلك عرضت جوازات عدة دول، من بينها جوازات سودانية، وكما يعلم الكثير  في مثل هذه الظروف غير الطبيعية المشحونة بحمى الاشاعات والاتهامات المتبادلة بين الحكومة الليبية والمعارضة، ومن خلفها الحلف الغربي وبعض وسائل الاعلام العربية، منها قناة الجزيرة وقناة العربية اللتان  فقدتا الحيادية، لاسيما قناة الجزيرة، التي  تقوم بدور إثارة  الفتنة  والتحريض  للمعارضة الليبية على ارتكاب المجازر والحماقات بحق الابرياء الذين رمت بهم الاقدار والظروف في ليبيا، وكان بين هؤلاء السودانيين الذين  لم يرحمهم حكام الامر الواقع في السودان، الذين سارعوا الى تاكيد الاتهامات، بان صرح وزير خارجية النظام علي كرتي، اذ قطع بمشاركة السودانيين بخاصة انصار حركات دارفور، اذ لم يتأنى  الكرتي هذا.. قبل ان يطلق تصريحاته الرعناء تلك، حيث دفع ثمنها البعض ارواحهم وشرفهم ومكتسباتهم، قبل ان يتأكد اي كرتي..! هل هناك مشاركة  حقيقية من بعض السودانيين فيما يزعم..؟ أم هي مجرد إتهامات..؟ وإن كانت فعلاً هناك مشاركة، فما هي طبيعتها ونوعها وحجمها..؟ وهل الجوازات التي عرضت هي جوازات غير مزورة...؟ وإن كانت غير مزورة، هل هي حقيقة لأناس شاركوا في هذه الحرب..؟ ام هي لعمال وموظفين اودعوها لدى ادارات الشركات والدوائر التي يعملون فيها..؟ او لاشخاص لهم معاملات لدى اجهزة الدولة المختصة بدوائر الهجرة والجوازات الليبية التي وقعت تحت قبضة قوات المعارضة التي ارتكبت مجازر بشعة بحق رجال الامن والشرطة وقد عرضتها بعض المواقع على الانترنيت..؟ ولو افترضنا انهم شاركوا كمرتزقة، فاي مرتزق غبي هذا يحمل اوراق تثبت هويته..؟ كل هذه الاسئلة والاحتمالات لم ترد على بال السيد وزير الخارجية، قبل ان يتفوه بكلماته غير المسؤولة، ولا السيد الطيب مصطفى، خال رئيس النظام الذي سارع هو الآخر، صارخاً باكياً هذه الايام على السمعة السودانية التي دنسها السودانيون، الذين دفعت بهم ظروف الظلم والفقروالجوع والحرب والابادة الجماعية، كجريمة ضد الانسانية، ليست فقط حسب المقاييس التي اقرتها الامم المتحدة، والمثبتة في الاعلان العالمي لحقوق الانسان الصادر عام 1948، بل تمثل عدوانا صارخاً على حقوق الانسان بموجب كل الشرائع والاديان السماوية، والقيم والاعراف الانساينة، فالاخوة في دارفور تعرضوا الى ابشع جريمة في عهد  نظام الانقاذ الذي يقوده ابن اخته عمر البشير، ومع ذلك ظل الطيب مصطفى، يلاحق هؤلاء الناس بالاتهام واشانة السمعة، بدلاً من استغلال هذه الظروف لخلق جسور من الاخوة والمودة تقرب بين الناس، لانه في اوقات المحنة والشدة، تظهر مواقف الرجال، لكن للاسف حتى الآن لم تظهرإلا مواقف اشباه الرجال، الذين يصتطادون فى الماء العكر، اذ اساءوا الى هذا البلد وتقاليده واعرافه، بانتهاكهم لحقوق انسانه وسرقة موا رده وتبديدها بلا وجه حق، مما جعله  بلداً طارداً لابنائه، وتحوله من بلد معٌول عليه ان يكون سلة غذاء العالم،  يوفر حياة عزيزة كريمة لشعبه في ظل الخيرات والموارد التي يزخر بها هذا البلد، لكنه بسبب عجز من فرضوا من انفسهم بالتآمر والخيانة للشعب، تحول الى سلة الاستجداء العالمي تجوب اراضيه منظمات الامم المتحدة للمساعدات، في عهد نظام الانقاذ الجاثم على رقاب شعبنا منذ اكثر من عقدين من الزمان لم نحصد فيها الا مزيدا من الحروب والانتهاك لحقوق الانسان وتدهور الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية. 

لذلك نقول كفى حيفاً بالسودانيين الذين يعيشون في ليبيا اذ يمثلون شريحة كبيرة من المجتمع السوداني قاموا حتى الآن بدور كبير تجاه انفسهم واسرهم ووطنهم المسروق من قبل الطغمة الحاكمة، تكفلوا بواجباتهم الخاصة كافراد، وسدادهم للضرائب الباهظة التي فرضها  عليهم النظام، وإعانتهم لاسرهم  من خلال  ما يرسلونه لهم  من عملات صعبة  في السودان تعينهم على مواجهة مفردات الحياة  القاسية التي تحولت الى جحيم لا يطاق في ظل سياسة السوق الحر التي طبقها النظام لا برحمة او شفقة بحق الشعب السوداني دفعت الملايين  من ابناء وبنات السودان الى الاغتراب والهجرة، ولعل ما يدفعه الابرياء  اليوم منهم في ليبيا ، هو واحد من تلك الاثمان الباهظة التي دفعها السودانيون في عهد الانقاذ المظلم.

الطيب الزين



© Copyright by sudaneseonline.com