مقالات و تحليلات
الفقراء يدفعون أكثر/د.أنور شمبال
By
Apr 4, 2011, 10:33

أحداث ومؤشرات

د.أنور شمبال

الفقراء يدفعون أكثر

ارتفاع أسعار السلع لم يزل مستمرا، بقوة دفع خفية عجز التجار أنفسهم عن وصفها أو تشخيصها بالصورة التي تمكنهم من صياغة مبررات للأسئلة المتلاحقة من الزبائن عن أسباب ارتفاع الأسعار، ومن بين هذه السلع السكر واللحوم، والخبز، الذي سكتت ولاية الخرطوم عن برنامجها حول المليون رغيفة الذي أعلنت عنه الشهر الماضي، ولا ندري السبب!

بعث إليّ الأستاذ الهادي كملاوي من الرياض برسالة مقتضبة يقول فيها: (الدكتور أنور نطالع باستمرار تقاريرك الاقتصادية الرصينة على شبكة الانترنت، أظنك بقيت كبير المحللين الاقتصاديين على الرغم من أن الوضع الاقتصادي في البلد لا يستطيع أن يحلله إلا صحفي حاوي )يعني عندو شوية طلاسم) لأن كيلو لحم الخروف الذي يشحنونه من كردفان إلى سواكن ثم إلى جدة والرياض سعره في السعودية أقل من قيمته في كردفان، يعني لا تبرير اقتصادي) هذه الرسالة القصيرة تحوي في طياتها معان كبيرة وملاحظات جديرة باستصحابها عند التعامل مع القضايا الاقتصادية، وبصفة خاصة متخذي القرار الاقتصادي وصناعه.

من بين تلك الملاحظات أيضا أن الفقراء في بلادي الذين يمثلون أكثر من (89%) من السكان بحسب النسبة التي اعتمدها اتحاد الصيادلة، يشترون حاجياتهم بسعر أعلى من الأغنياء وفي جميع الخدمات، وقد يقول قائل إن هذا كلام غير صحيح، ولكن سوف أبين لكم ذلك بجلاء.

فمثلاً في سلعة السكر عندما ترتفع أسعاره أول من ينفذ عليهم هم الفقراء الذين يأخذون حاجياتهم بالقطاعي رطل، رطل أو وقية وقية، وعندما يرتفع سعر الوقود كذلك هو خط الدفاع الأول وبلا منازع، ومثال آخر عندما ارتفعت أسعار الغاز اضطر الناس للبحث عنه في مناطق شتى وهذا يتطلب تكسي أو ركشة بأقل تقدير، فيما الأغنياء يعتمدون على سياراتهم في رحلة البحث، وعلى ذلك قس بقية السلع الخدمات، لأن هؤلاء لا يملكون ما يمكنهم من تخزين احتياجاتهم الضرورية لمدة أسبوع واحد ناهيك عن شهر أو شهرين، وبهذا المنطلق يدفعون أضعاف ما يدفع الأغنياء لذات السلعة وبكميات واحدة.