From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
أبريل الإنتفاضة المسروقة/حسن محمد صالح الكباشي
By
Apr 4, 2011, 10:31

أبريل الإنتفاضة المسروقة
حسن محمد صالح الكباشي

 تميزت إنتفاضة السادس من أبريل لعام 1986م بعدة مميزات قل أن يجود الزمان بمثلها. أول هذه الميزات أنها كانت ثورة شباب وطلاب إنطلقت من جامعة أم درمان الإسلامية علي وجه التحديد وكان النظام ينظر إلي مدينة أم درمان علي أنها مدينة بعيدة عن مركز الثقل السياسي كما نظر نظام بني علي في تونس إلي سيدي بوزيد التي أحرق فيها محمد بوعزيزي نفسه ولم يكن النظام يدرك أن تونس العاصمة كانت تمد يدها لسيدي بوزيد وتنتظرها بفارغ الصبر وكذا نظام نميري كان قد إطمأن إلي أنه أغلق جامعة الخرطوم ولم تكن جامعة أم درمان الإسلامية وهي جامعة مهمشة من قبل النظام وقنتها وطلابها القليلي العدد والقادمين معظمهم من الريف السوداني يمكن أن يشكلوا نواة لثورة رجب أبريل التي أطاحت بالنظام وكان النظام قد سهل مهمة القاعدة الطلابية بالجامعة بعد إعتقال قيادات الحركة الإسلامية بزعامة الدكتور حسن الترابي ورفاقه مما أوجد إجماعا سياسيا طلابيا علي إسقاط النظام والخروج في مسيرة عفوية طافت شوارع أم درمان وفتحت الطريق للثورة وكسرت حاجز الخوف تماما لدي النقابات والإتحادات والجماهير التي خرجت فيما بعد .والميزة الثانية لثورة أبريل رجب أنها الثورة التي حققت ما يمكن لأي ثورة في العالم أن تحلم به من تحول حيث إستلمت القوات المسلحة زمام الأمور وتم تحديد فترة إنتقالية أعقبتها إنتخابات حرة ونزيهة يؤخذ عليها أنها أعادت البلاد لحالة الحكومات الإتلافية الضعيفة والمتشاسكة ولم تمنح التفويض الكامل لحزب من الأحزاب الموجودة في الساحة لتشكيل حكومة قوية ومتجانسة وذات برنامج محدد. كما أن الثورة لم تخاطب مشكلة الجنوب وهي مشكلة السودان الأولي بالقدر المطلوب وأختصرت دورها علي القضاء علي نظام مايو الدكتاتوري وعلي رمزه وعلي حزبه الإتحاد الإشتراكي السوداني وعلي جهاز أمنه وكانت تلك المتعلقات بمايو تركة مثقلة ولكنها لاتستحق كل ذلك الجهد علي حساب القضايا الأخري والتحيات الخطيرة التي خلفها حكم غستمر لستة عشر عاما. وأنشغلت الثورة أو شغلت بوجود رأس النظام في الخارج حيث كان الريئس المخلوع جعفر نميري في مصرلاجئا سياسيا وشكل وجوده تحديا أمام تطوير العلاقات بين النظام المصري السابق وبين الحكومة الإنتقالية والتي لولا العلاقات الطيبة بين قائدها المشير سوار الذهب وعدد من الحكومات العربية لوقعت في كثير من المشكلات والأزمات السياسية والإقتصادية . والميزة الثالثة والأبرز والخطر أنه
 
كان لثورة أبريل رجب قادة متميزون من الشباب وهم طلاب جامعة أم درمان الإسلامية وريئس إتحاد الطلاب وأعضاء الإتحاد وغيرهم  وهؤلاء لم يتقدموا الصفوف كما يفعل الثوار من الشباب في ميدان التحريرقي مصر

 اليوم و ولكن قادة الإنتفاضة سلموا الراية للقيادات الحزبية التي ظنت أن دور الشباب الذين فجروا الثورة قد إنتهي عند ذاك الحد ولم يتم تكريم أولئك الشباب حتي بمناسب ذكري الثورة وظهر لتلك الحركة الطلابية ابطال وقادة لم نرهم يوما واحدا في مسيرة من المسيرات أو مظاهرة من المظاهرات التي خرجت في تلك الأيام ولم يكونوا  في ميدان الأمم المتحدة ولا في شارع العرضة ولم تلفحهم السموم في الساحات المقابلة لمدينة أم بدة حيث كان المتظاهرون ثلاث فئات فقط طلاب جامعة أدرمان الإسلامية والأطفال المشردين والذين عرفوا ثوريا بإسم الشماسة والذين إختفوا الآن لا ادري لماذا هل تحسن إقتصادنا أم تم منعهم من الظهور لأسباب أمنية والفئة الثالثة والتي لا انسي هبتم حتي الآن هم أهل المنطقة الصناعية أم درمان وقد خرجوا تحت هتافات الطلاب يحملون الكواريق والشواكيش والمرذبات وقد زاد مشهدهم الطلاب والشارع حماسا .

إلا أن الأدهي والأمر أن قادة ثورة أبريل الذين تخرجوا من الجامعات لم تتح لهم فرصة العمل في الحكومة الديمقراطية وبعضهم غير معروف اين هو الآن علي وجه التحديد وبعضهم هاجر إلي خارج السودان.ووصيتي من بعد هذه التجربة المريرة إذا قام الشباب والطلاب والشماسة والمكانيكية بثورة عليهم أن يتقدموا لحراستها من لصوص الثورات الذين سرقوا جهد محمد احمد سلامة ورفاقه كما ذوبوا إسم الشماسة      



© Copyright by sudaneseonline.com