From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
محمد عبدالله الطندب يكتب ... الصادق المهدي ... ماذا يريد
By
Apr 4, 2011, 10:24

 

للتذكير كتبنا هنا وفي الاسافير عندما التقي الصادق بالرئيس البشير  في يناير السابق  قائلين (لقاء السيد الصادق المهدي  بالرئيس البشير يُنظر اليه من زوايا متعددة  ومن نواحي كثيرة  باعتبار ثقل ومكانة الرجل  في قومه ووطنه ، ولكني اكون اكثر سعادة عندما يلتقي فرقاء السياسة السودانية ويكون  اي لقاء مدخلا لازابة جليد الغيرة السياسية التي جعلت الوطن يُعلي عليه  وجعلت اخرين يعارضون لا من اجل الوطن بل من اجل ذواتهم الشخصية والحزبية واحيانا كثيرة يكون الحزب والشخص متلازمين كتلازم الشئ وظله )  ولكن السيد الصادق واصل تردده  وكما وصفه رفيقه في النضال ايام التجمه سالف الذكر  منصور خالد  بان الصادق متردد وكثير الخروق والفتوق في خطابه السياسي  وظل وصف التردد وكثرة المبادرات حتي وان لم تكتمل المبادرة الاولي ياتي بالثانية وهكذا حتي يصير الصادق سلة مبادرات العالم ، ومللنا كل ما اقترب السيد الصادق في حواره من النهائيات نسمع بانه لن يشارك في الحكومة الاعبر الانتخابات ، فهذا رأي وحق نحفظه له ولكن الذي لا نفهمه هو كثرة اتفاقاته مع القوي السياسية منذ شقدوم واتفاقه مع التجمع ولقاء القاهرة مع الميرغني وجنيف وجيبوتي  ولقائه واتفاقة مع المؤتمر الوطني عبر لجانه وقاد الحوار السيد مبارك الفاضل الذي كان يمثل الحزب والصادق وعندما وصل الحوار الي نهايته تردد السيد الصادق ورفض النتائج وقاد هذا الحوار الي انشقاق وانقسام في حزب الامة  بخروج مبارك ونفر كبير معه ولكنه الان عادوا اليه وفق تراتيب لا يعلم عنها الشارع السياسي الكثير .

 فنري منصور خالد يتحدث قائلا (, إذ لا نحسب أن هناك من يظن بأن الصادق يسعى للوصول إلى سدة الحكم عبر دبابة. السؤال يتعلق باسطيقا الديموقراطية, فا لديموقراطية ليست مؤسسات وهياكل وانتخابات. الديموقراطية أيضاً تقاليد ومواضعات. تلك التقاليد دفعت انطونى ايدن عندما قاد بلاده إلى كارثة سياسية بعد حرب السويس إلى التخلى عن رئاسة الحزب والحكومة لها رولد ماكميلان, وحملت جون ميجور ـ رغم نجاحه الباهر في دائرته الانتخابية ـ للتخلى عن رئاسة حزبه لمن يختاره حزبه, وحملت كينوك زعيم حزب العمال بعد فشل حزبه في الانتخابات إلى التخلى عن رئاسة الحزب لسميث والاكتفاء بعضوية مجلس العموم إلى أن صار وزيراً في مجلس الاتحاد الأوروبي, وحملت ديجول العظيم, بعد رفض الشعب لمقترحاته عبر الاستفتاء, على الاستقالة بل قال لأصحابه الذين جاءوا اليه يولولون ويقولون انه رجل لا غنى لفرنسا عنه:(يا أبنائي مقبرة مونمارتر تضم الكثير من الرجال والنساء الذين لا غنى لفرنسا عنهم) . تلك هي اسطيقا الديمقراطية الليبرالية أو ان شئت المستدامة.) ... هل فهم الصادق وهل نفهم نحن معتي هذا الكلام الذي عناه منصور خالد ... ويواصل منصور القول

 وعلى كل, جاء الصادق الى التجمع وفي ظنه أنه سيكون صاحب الرأى ا لأعلى لما له من ميزات تفضيلية ترجح به في الميزان. وبدلاً من أن يتلقاه التجمع بالتطويب (beatification) الذى توقعه, تلقاه بعزوف عن الأفكار التى جاء بها, اما لأنها تهز من تماسك التجمع ككيان تتضام فيه المتناقضات التى لا يربطها الا برنامج حد أدنى, أو لأن فيها استباق للأحداث مثل إصراره على البت في قضايا يفترض أن لا تحسم إلا في إطار المؤتمر الدستورى. عدم الاستجابة إلى مبادرات الصادق اتفقت عليها فصائل التجمع كلها, والذى تتفق عليه العامة والجمهور يُعد دليلاً قاطعاً على الشيء, ويسمى في عرف الفقه إجماعاً لا توهنه أحاديث الآحاد تلك حالة لم ترض الصادق. ... فليت السيد الصادق يخبرنا ماذا يريد من حواره مع الكل  وهو يطرح مبادرات  وافكار احيانا يرفضها الكل  ، ونتمني من السيد الصادق ان يواصل حواره هذه المرة الي نهاياته ولا يجعلنا نشك في ان للسيد جهات تضع له فيتو في خطابه وخطه السياسي فعندها السودان قد يخسر كثيرا  ونتباكي علي  الفرص التي اهدرت ولم تحقق اشواقنا المتفق حول حدها الادني من ثوايبت وطنية



© Copyright by sudaneseonline.com