From sudaneseonline.com

اخر الاخبار
حوار نائب رئيس هيئة عبدالرحمن سعيد لـ(السوداني): ى
By
Apr 4, 2011, 10:07

نائب رئيس هيئة الاركان عمليات الفريق عبدالرحمن سعيد لـ(السوداني):

فرح لم يقل كل الحقيقة

(...) هذه حقيقة الثري الصومالي الذى طلب 5 ملايين دولار لاغتيال قرنق

الجيش كان يستعد لاستلام السلطة فى حال عدم الاستجابة لمذكرته والاستخبارات العسكرية كانت (نايمة)

دربنا مجموعات فى لبنان لتنفيذ تفجيرات محدودة

خلافات عبد العزيز خالد وفتحي تسببت فى انشقاق القيادة الشرعية

 

<<<<<<<

 

بعد ان فجر رئيس جهاز الأمن إبان فترة الديمقراطية الثالثة العميد عبد الرحمن فرح مفاجأة داوية بكشفه لمخطط قام باعداده لاغتيال رئيس الحركة الشعبية د.جون قرنق في حوار مع (السوداني) واثار هذا الامر الكثير من المياة الراكدة حول هذه القضية التي كشفت للراي العام لاول مرة مما دعا اطراف عدة كانت مشاركة في تلك الايام في الحكومة للمسارعة في نفي الامر او تأكيد اولهم بالطبع الامام الصادق المهدي الذي نفي ان يكون ابلغ عن مخطط لاغتيال قرنق الا ان الحقائق بعد ذلك بدأت في التكشف خاصة وانها خرجت من رجل لا يقل اهمية من عبد الرحمن فرح فهو كان يشغل قبيل انقلاب الانقاذ في 1989م منصب نائب رئيس هيئة الاركان عمليات وهو كان يعرف خبايا العمل الاستخباري العسكري في البلاد وبعد ذلك تولي منصب نائب رئيس التجمع الوطني الديمقراطي وهو الفريق عبدالرحمن سعيد الذي ادلي بإفادته للتاريخ وللحقيقة حول مخطط اغتيال جون قرنق وخرجنا منه بهذا الحوار المثير

 

<<<<<<<

 

حوار: أحمد طه – خالد أحمد

 

تصوير: سعيد عباس

 

<<<<<<<

 

هل تشكك في رواية عبد الرحمن فرح التي تحدث فيها عن تخطيط لاغتيال جون قرنق؟

 

رواية عبد الرحمن فرح غير سليمة وحتي الطريقة التي تم التخطيط بها لعملية اغتيال قرنق (فطيرة) وانا اريد ان اوضح حقائق للتاريخ وانا اعلم ان عبد الرحمن فرح يعرف هذه الحقائق ولكنه لم يوضحها بصورة جدية.

 

انت كنت في الاستخبارات العسكرية في تلك الفترة هل كان لها دور او علم بهذا الامر؟

 

الاستخبارات العسكرية ليس لها دور في هذه العملية.

 

ماهي تفاصيل عملية الاغتيال؟

 

في اخر ايام الحكم الديمقراطي كان وقتها العميد عبد الرحمن فرح رئيس جهاز الامن ومعه الهادي بشري وانا كنت نائب رئيس هيئة الاركان للعمليات واتصل بي في ذلك الوقت وكان في وقت الساعة الثالثة ظهرا وكان هذا الامر قبل انقلاب الانقاذ بعدة اشهر وقلت له نلتقي غدا ولكنه اصر علي حضوري وقال انه يريدني في امر ضروري وان الموضوع عاجل وبذلك ذهبت اليه في مكتبه في مقر الامن وقال لي انهم وضعوا خطة لاغتيال جون قرنق.

 

الخطة اعتمدت علي ماذا؟

 

قال ان الخطة محكمة وستكون ناجحة وقال ان في منطقة بحري يوجد رجل ثري صومالي وهو في ذات الوقت يقرب لرئيس الاركان الجيش الكيني وانه طلب منا 5 ملايين دولار.

 

هل قال لك ان الصادق يعلم بتفاصيل العملية؟

 

نعم وقال انه تكلم مع الصادق بالامر ووافق باعطائه الاموال وان الخطة تقوم علي شرائه سلاح، او ان نعطيه سلاحا من قبلنا ليقوم بنصب كمين لجون قرنق اثناء تحركه من نيروبي للحدود السودانية في منطقة (لوكو جوك).

 

يعني الخطة مبنية علي نصب كمين لجون قرنق؟

 

نعم والكمين في منطقة (لوكو جوك) وهي منطقة تربط بين كينيا والحدود السودانية وهو يتحرك دائما في تلك المنطقة ويمكن القضاء عليه في ذلك الكمين وانا قلت له هل هذا الامر بهذه السهولة وانا استفسرت عن هذا الشخص.

 

من هو هذا الشخص الصومالي؟

 

هو شخص صومالي وكان يسكن في الخرطوم بحري وانا قلت لعبد الرحمن فرح انا اعرفه واذا ذهبت الى منزلي ستجده امام منزلي وهو شخص كذاب وكان ياتي الي كل يوم في القيادة العامة ويدعي ان لديه عربة تم تدميرها في الجنوب ويطالب بتعويض وكنا في ذلك الوقت ندفع تعويضات للسيارات التجارية التي تدمر اثناء العمليات العسكرية وهذا الرجل بعد ان منع من الدخول للقيادة اصبح يذهب وينتظرني امام منزلي و قلت له ان التعويض ياتي بامر من لجنة تحقيق وهو نفس الشخص الذي ذهب لعبد الرحمن فرح وقال له انا ممكن اغتال د.جون وهذا الشخص كان يجري وراء 25 الف جنيه فقط كتعويض لسيارته واذا به يطلب من عبد الرحمن فرح 5 مليون جنيه لاغتيال قرنق وهو وافق بكل بساطة علي الامر.

 

لماذا لم يتم تنفيذ المخطط؟

 

لم يتم المخطط لانه بعد فترة وجيزة جاء انقلاب الانقاذ والمخطط انتهي

 

لكن عبد الرحمن فرح رجل يقود جهاز امن دولة هل ممكن ان يخدع بهذه الطريقة البسيطة؟

 

-يرد مبتسما- هنالك العديد من الاشخاص ممكن ان ياتي ويقولوا انهم ممكن ان يغتالوا شخصا ولكن هذا يكون مجرد كلام واذا حصل الامر لا يتم اصدار القرار الا بالموافقة، بعد ان تدرس الاجهزة الامنية الامر ولايمكن ان تمر عبر شخص واحد.

 

هل كانت توجد خطة بديلة اذا فشلت الاولي؟

 

لا هي خطة واحدة وهو لم يخطط معنا ونحن لانخطط معه وانا قلت له "ياعبد الرحمن الزول ده محتال".

 

هنالك عدة اطراف اشتركت في التخطيط لعملية الاغتيال منها منظمة فلسطينية وايرانية هل هذا الامر صحيح؟

 

هذا الامر لا اعرفه ولكن ما سري هو الرواية التي قالها لي فرح.

 

عندما تكون هنالك قرارات حساسة الا يتم مشاورتكم في الاستخبارات العسكرية؟

 

بالتأكيد كان يوجد تنسيق بين المخابرات والامن و اذا حصل هذا الامر سيكون التنسيق مع الجيش لانه سيصد اية هجمات تنبني علي هذا الامر.

 

هل وجدت مخططات اخرى لاغتيالات اخرى؟

 

ابدا لم نفكر يوما في قضية الاغتيالات ولا اي "عمل خسيس". كقوات مسلحة ومخابرات

 

ولاحتي الاجهزة الامنية؟

 

لا

 

لكن عملية اغتيال قرنق دبرت بواسطة الامن؟

 

هذه العملية غير حقيقية وعمل "فطير" وتم ذكر اسم توفيق خليل وهذا الامر لن يكون صحيحا وهو رجل عسكري محترف لايمكن ان يشترك في هذا الامر.

 

هنالك حديث عن نفوذ للمخابرات الايرانية والمصرية هل الجيش يعلم بهذا الامر؟

 

نحن عملنا في اطار القوات المسلحة فقط ونرصد مايدور في البلاد ومخابراتنا في الميدان وترصد تحركات جون قرنق في الميدان فقط وبعيدون من العمل السياسي.

 

ولكن الجيش كانت به تنظيمات سياسية؟

 

نعم صحيح توجد ايادي حزبية داخل الجيش ولكن هذا الامر كان يرصد بواسطة الاستخبارات العسكرية.

 

ايضا يقال ان الاستخبارات العسكرية كانت مخترقة بواسطة الجبهة الاسلامية؟

 

صحيح هذا الامر وكانت تذهب اخبار الجيش للجبهة الاسلامية مباشرة.

 

هل صحيح ان هنالك اربع جهات داخل الجيش كانت تعد لانقلاب عسكري؟

 

صحيح وكانت هنالك مجموعة من الشباب يخططون للانقلاب والساحة كانت تعج بهذه الافكار الاستخبارات العسكرية كانت "نايمة" وجزء من المخططات الانقلابية.

 

هل فوجئت بانقلاب الانقاذ؟

 

لا لم اتفاجأ بالامر واذكر انه عند اعتقال مجموعة من الضباط من بينهم الزبير محمد صالح جاءني مدير الاستخبارت صلاح مصطفي وانا قلت له ان يتم مراقبتهم ولكن جاء فاروق الطريفي والتقى رئيس هيئة الاركان مهدي بابو نمر واقنعه بضرورة اعتقال تلك المجموعة وتم هذا الامر وهذا الامر احدث تاثيرا كبيرا في الجيش.

 

ولكن الطريفي يتخطى مديره؟

 

تخطاني انا شخصيا وكان في اتهام لي شخصيا باني اتبع لهم.

 

في الاجتماع الشهير للقوات المسلحة بعد تقديم مذكرة الجيش وقبيل يوم الجمعة التي تلت يوم الانقلاب الانقاذ والذي تم في "هنكر المظلات" هل كان مؤشرا لانقلاب قادم خاصة عدد من الضباط طالبوا بقيام القوات المسلحة باستلام السلطة؟

 

صحيح وهم دعوا الجيش لاستلام السلطة وكل هذا الامر تم رفعه للقائد العام للقوات المسلحة وهو كان يعد لان تستلم القوات المسلحة السلطة اذا استمر الامر ليومين دون الاستجابة لمطالب مذكرة الجيش.

 

هل هذا الامر ان مذكرة الجيش كانت مقدمة لانقلاب عسكري؟

 

هذا كان راي كل الضباط والقيادات وان كان مخططا في حال عدم الاستجابة للمذكرة سيكون هنال امر اخر وهذا يعني "الانقلاب".

 

 لم تجر القيادة العامة اتصالات مع القوى السياسية لاعلامهم بهذا التحرك؟

 

القائد العام الفريق اول فتحي احمد علي كان رجلا منضبطا جدا ولا يقبل اي حديث من شخص خارج القوات المسلحة ان يتحدث معه في هذا الامر وكان ينتظر الرد علي المذكرة ويعلم بقية الجيش بالامر ويتخذ قراره بهذا الامر.

 

اذا كانت القوات المسلحة بهذا التماسك والمهنية لماذا نجح انقلاب الجبهة الاسلامية بهذه السهولة والبساطة؟

 

الحقيقة ان الوضع داخل القوات المسلحة سئ والصادق المهدي رفض مذكرة الجيش وبدأ يهدد في الجيش والاتفاق ان اي فعل سيكون جماعيا ومن داخل القوات المسلحة الا ان انقلاب الانقاذ "غدر بالناس "واستفادوا من حالة "الجوطة " التي يمر بها الجيش وخدعوا الجيش بان الانقلاب خارج من القيادة العامة خاصة للوحدات خارج العاصمة.

 

اين كنت ليلة انقلاب الانقاذ؟

 

كنت في منزلي وجاء لمنزلي بعض الاشخاص يرتدون ملابس الجيش ومعهم الطيب سيخة واشهروا اسلحتهم في وجهي وطالبوني بالذهاب معهم وبعدها بدات فترة طويلة من الاعتقالات.

 

قلت انكم ترفضون مبدأ الاغتيالات ولكن ابان فترة المعارضة لنظام الانقاذ وبعد تكوين القيادة الشرعية دبرتم لمحاولة اغتيالات وتفجيرات في الخرطوم ولكنها فشلت وهذا الامر كان في بداية التسعينيات؟

لا ليس الاغتيالات وانما التخريب والتفجير وتم تدريب تلك المجموعة في لبنان للقيام بهذا الامر فقط ولم نخطط لاغتيالات ووضعنا اهدافا مشروعة للاستهداف.

* من المسؤول من انشقاق القيادة الشرعية في الخارج؟

السبب الاساسي في هذا الامر هو العميد عبد العزيز خالد وفي مشكلة شخصية بينه والفريق فتحي احمد علي بجانب صراعه مع الهادي بشري.

 

* بعد واحد وعشرين عاما من حكم الانقاذ هل تتوقع قيام انقلاب عسكري في السودان؟

كل شئ وارد ووارد ان يثور الشارع خاصة وان الانظمة العربية بدات تسقط مثل "البسكويت"

* بصفتك نائب رئيس التجمع الوطني الديمقراطي هل يمكن ان نقول التجمع انتهى؟

لا استطيع ان انعي التجمع ابدا لانه كان تنظيما عظيما وكان يقوم المسار السياسي في البلد وكل ما حصل بين الحركة الشعبية والنظام كان من جهد التجمع والحركة الشعبية خذلتنا بشكل كبير في نهاية الامر ويجب ان تكون هنالك خطط لاحياء دور التجمع من جديد باشخاص جدد لان الساحة السياسية الان "فاضية" والقاعدة الان لاتزال موجودة.

//////////////////////////



© Copyright by sudaneseonline.com