From sudaneseonline.com

أمواج ناعمة بقلم : د. ياسر محجوب الحسين
الخارجية.. يا حليل غرايشون../د. ياسر محجوب الحسين
By
Apr 3, 2011, 20:13

 

أمواج ناعمة

الخارجية.. يا حليل غرايشون

د. ياسر محجوب الحسين

لترحبت وزارة الخارجية بتعيين السفير ليمان مبعوثاً خاصاً للرئيس الأمريكي أوباما خلفاً للجنرال اسكوت غرايشن ما تشاء من الترحيب فذاك عملها وديدن كل وزارات الخارجية في العالم.. خارجيتنا قالت في بيان لها وهي لا تخفي (حسرة) على المبعوث السابق غرايشون أنها تتطلع أن يستصحب السفير ليمان ما اسمته بالإرث الإيجابي الذي تركه غرايشن، خاصة فيما يتصل باحترام تعهدات الولايات المتحدة السابقة في رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وتطبيع العلاقات والتزام الحيادية بين طرفي السلام، وتعزيز الثقة.. المشكلة ليست في شخصية المبعوث أياً كان ولا حتى في شخصية الرئيس ذات نفسه ولكن المشكلة في العقل السياسي الأمريكي اجمالا.

شيئا فشيئا أصبح العالم يعي حقيقة أزمة دارفور التي تحولت بفعل التضخيم والنفخ الإعلامي الموتور من مجرد مشكلة داخلية إلى أزمة عالمية تداعت لها الحكومات والمنظمات صاحبت النوايا السيئة كما تتداعى الأكلة على قصعتها.. بالأمس شهد شاهد من أهل أمريكا على حقيقية مشكلة دارفور المضخمة.. صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية ذائعة الصيت نقلت في تقرير لها أن منظمات ونشطاء غربيين في مقدمتهم تحالف "أنقذوا دارفور" قد لعبوا دورا سلبيا في تضخيم أزمة دارفور لأسباب تتعلق بتوزيع الأموال المرصودة للأزمة والترويج للتحالف، الأمر الذي انعكس على إعاقة الجهود الإنسانية الإغاثية والتغطية على جرائم متمردي دارفور ونسب كل المشاكل لحكومة الخرطوم تحت مزاعم كاذبة عن إبادة جماعية.

 غرايشون (وحال خارجيتنا يقول يا حليله) كان قد نقل بخلفيته العسكرية المنضبطة بكل (واقعية) ما رأه ولمسه في السودان خاصة دارفور وخلص إلى أنه ليس هناك دليل على تبني السودان للإرهاب وليس هناك ابادة جماعية وأوصى برفع العقوبات عنه والبدء في تطبيع العلاقات بين البلدين لأن كل ذلك يصب في حل مشكلة دارفور.. من قبل أقر غرايشون بتحسن الأوضاع الأمنية والانسانية في دارفور؟ الرجل الذي كان قد تحدث من الفاشر مباشرة سبق وأن تعرض إلى حملة شعواء في الكونجرس حين نفى بشكل قاطع وحاسم وجود ابادة جماعية في دارفور!! حينئذ ظن الظانون وهلل المتربصون بأن نهاية الرجل قد أزفت وأنه سيأخذ مكانه بين أرفف النسيان.. الرئيس براك أوباما تراجع عن الوقوف بقوة بجانب مبعوثه غرايشون الذي اختاره بعناية كما يبدو كذلك أن الضغوط المتعاظمة عليه التي أخذت اشكالا مختلفة قد ألقت بظلالها على موقفه من مبعوثه.. مراكز استطلاعات الرأي العام وهي مؤسسات لها ارتباطاتها بمراكز القوى وجماعات الضغط تحدثت عن انخفاض شعبية أوباما!!.. كبار الكتاب والمحللين تحدثوا بما يشبه الحملة عن ضعف خبرة أوباما خاصة فيما يتعلق بالسياسة الدولية!!.. بعض وسائل الإعلام سرّبت معلومات عن تزوير أوباما لشهادة ميلاده وأدعائه بأنه من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية حيث يحق له الترشح لمنصب الرئيس وتزعم تلك الوسائل الإعلامية أنه ليس من مواليد الجنة الأمريكية!!.

لسنا من المتشائمين لكننا لا نثق في الولايات المتحدة وإن صدق البعض غرايشون لأسباب موضوعية فإن الحقائق تقول أنه لا المبعوث الأمريكي وإن صدق ولا حتى الرئيس أوباما وإن صدق أيهما قادر على إزالة التربص الأمريكي بالسودان.



© Copyright by sudaneseonline.com