From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
سبب الاخفاق والفشل/د.أنور شمبال
By
Apr 3, 2011, 10:44

أحداث ومؤشرات

د.أنور شمبال

[email protected]

سبب الاخفاق والفشل

باتت مفردات جملة (تنمية الصادرات غير البترولية) الأكثر (لواكةً) واستهلاكاً في الوسط الاقتصادي في فترة الخمس سنوات الاخيرة، ثم لا نتيجة مبهرة يتلمسها الناس في واقع الحراك الاقتصادي لتعتمد جملة مفيدة، أو انها تكون بديلاً عن النفط الذي تحكم على مفاصل الاقتصاد السوداني، كما استهدف من اطلاقها، أو بمعنى آخر أنه من كثرة (لوكتها) من عمل جاد ملموس فقدت معناها.

فالمتتبع للتصريحات الصحفية للمسؤولين بالقطاع الاقتصادي كافة، وتقاريرهم المقدمة للجهات المختلفة (تنفيذية أو تشريعية أو قضائية) جميعها متضمنة لهذه الجملة التي لم تزل في طور التشكل لملامسة الواقع على الارض لاكثر من خمس سنوات، ولا ندري أين يكمن القصور، هل هذا المسعى لم يخطط له بالصورة المثلى التي يتم الحديث عنها أم ان الجهات المعنية عاجزة عن فعل ايجابي يدعم هذا الاتجاه؟.

اعتقد ان المسألة محتاجة لممارسة تفكير جماعي بمشاركة المعنيين بالانتاج وفق رؤية متكاملة للسلع المستهدفة بالتصدير وتحديدها في قوائم يعرفها القاصي والداني والكل يسعى لتحقيق الهدف المحدد، لان الذي يحدث ان وزير الزراعة يتحدث عن المعني برؤيته هو، وكذا وزير المالية، ووزير المعادن، ووزير الصناعة، ووزير التنمية البشرية، ووزير النقل، ووزير الثروة الحيوانية، ووزير التجارة الخارجية، وبنك السودان المركزي، والوكالة الوطنية لتمويل وتأمين الصادرات غير البترولية وغيرها من المؤسسات المعنية، فالكل يفكر في كيفية تطوير الصادرات من الموقع الذي هو فيه فقط، وقد يتعارض أو يتقاطع مع موقف جهة أخرى، وهذا هو سبب الاخفاق والفشل لهذا المسعى.

هذا الاعتقاد لا ينفي وجود خطط استراتيجية من لدن خطط ثلاثية، وخمسية وعشرية وربع قرنية، الا ان هذه الخطط لا ينظر اليها الا في نهاية السنة حينما تبدأ هذه الجهات كتابة تقارير ادائها لتضعها في قوالب هذه الخطط والبرامج، ولهذا السبب لا يحسها الناس في العمل ومحصلة نتائجه.

فكم نحن محتاجون لتأسيس بنية تحتية لهذه الاهداف، ومتابعة لصيقة، وكادر مؤهل واعتماد المعايير العالمية للمنتج، وغرس حب العمل للمنتج ورعايته، وايجاد سبل نقل معينة لعملية الصادر، وملامسة الخطط للواقع بحيث لا يجد المنفذ صعوبة في مهامه وغيرها من المعينات، فمتى نصل الى هذه المرحلة؟.



© Copyright by sudaneseonline.com