From sudaneseonline.com

بقلم: عواطف عبد اللطيف
" سير سير يا البشير " هل تعني لا ترحل !! /عواطف عبداللطيف
By
Apr 3, 2011, 10:42

" سير سير يا البشير " هل تعني  لا ترحل !!

 

*    شهدت قاعة الوسيل كبرى قاعات فندق الريتزكرنتون  الدوحة الواقع ناحية الخليج الغربي الحي الفاخر لقاءا  للرئيس عمر احمد البشير بالجالية السودانية خلال زيارته الاخيرة لدولة قطر وكعادته دخل القاعة وابتسامة عريضة تتمدد حتى  جبينه وهتافات كادت هي الاخرى تتمدد لتطفح على ذبدة "  كلام الرئيس " هتف الحضور " سير سير يا البشير " بحناجر قوية جهزت تماما لمثل هذه اللقاءات .. والتهليل والتكبير وحار التصفيق تعالى أكثر فأكثر كلما ذكر اسم قطر او أميرها لفضائلها  على السودانيين وما يجدونه من تقدير واحترام ولمواقفها الناصعة على الصعيد الاقليمي والدولي للدرجة التي حسبت ان " الزولات " سيخرجون وبنفس وتيرة " الحماسة والفرايحية " لخارج ذلك الفندق ذو الخمس نجوم والذي لم يعرف إلا مؤتمرات نوعية للحوارات الهادفة الهادية  وتداول الرؤى والخبرات وبلوحات اللابتوب والمؤثرات الصوتية الاقرب للهمس .

*   "  سير سير يا البشير " خالفت معهود هتافات الشارع العربي " أرحل .. ارحل " وبرغم ان السودان خرج من احد اهم القضايا المثيرة للجدل والعقبة الكوؤد استفتاء جنوب السودان لكنه خزل الكثيرين واجتازها بجدارة أخمدت النيران قبل ان تشتعل فتعيد الوطن ليس للثورات ولكن لمربع الحروب الكريهة وبرغم ان احدى أهم كفتي الاستقرار " ملف سلام دارفور " ما زالت تتارجح رغم الجهود المبذولة من حكومة الخرطوم او بايادي القيادة القطرية والمساندة الاقليمية والدولية  منتقصة من كمال طموحات الانسان السوداني والذي يترقب نتائج ملموسة على ارض الواقع بين لحظة واخرى .

*    لا احد يمكن انكار ان للسودان حظا واسعا في شأن المحسوبية والفساد " رحيق الثورات العربية " بحسب تقارير المراجع العام ومنظمة الشفافية الدولية وايضا كثير شواهد تعكر صفو كرامة انسانه فسارع الرئيس البشير باطلاق مفوضية للفساد لتحجيم " هذا البعبع  " وطرح اطروحات لتكوين حكومة وحدة وطنية عريضة " تشيل الشيلة الثقيلة " في سودان ما يعرف بالجمهورية الثانية لم تر النور حتى هذه اللحظة .

*  المواطن البسيط " ملح طعام ارض السودان "  يتململ من غلاء المعيشة وشباب عاطل عن العمل طموحاته لم تتحقق رغم الحجارة التي ترمي في السلال  لاعادة العافية للاقتصاد السوداني تحسبا لتوقف " ماسورة البترول " بعد انفصال الجنوب وبحسب قسمة ما زالت ملامحها لم تتضح باعتبار ان الجنوب هو المنتج الاساسي لخام البترول ومنشاءات استخراجه وتصفيته وتسويقه تمر بالقسم الشمالي وملفات ابيي والجنسية الخ تنتظر الحسم القاطع ..

*    ان قيام مشروعات تنموية كالسدود والجسور وسفلتة الشوارع لا تخطيها العين ولكن اعانة الفقراء والاسر المعدمة في بلد يعرف " بسلة غذاء العالم "  تحتاج لجهد أكبر يتجاوز " أكل اليوم باليوم " لافساح مقاعد القرارات لذوي الكفاءة الاقتصادية والقدرات العلمية والخبرات التراكمية بصرف النظر عن الولاء الحزبي الضيق ..

*  السودان وإن انتقصت مساحته الجغرافية بميلاد دولة الجنوب  فهو كبير ان اعيدت خارطتة الاقتصادية التنموية بعيدا عن أيادي " اللغف والسمسرة الاستثمارية " والفساد والمحسوبية التي ازكمت الانوف ..  ضرورة طرح مشروعات بحجم سد مروي وسكر كنانة لتتحول  بلاد السودان " بلد الايادي المنتجة والتي تطعم الافواه "  وسياسيا لابد ألا  يحتكر المؤتمر الوطني السلطة المطلقة في بلد متنوع الاعراق والاعراف وعرف الثورات واتقن هندستها منذ حقب سابقة .

*  ليس عدلا ان تتهاون او تراوغ حكومة البشير او الحركات المسلحة لرآب الصدع في دارفور التي تتوجع ..  ان جيلا  لا يستهان به من الاطفال ولدوا وترعرعوا وسط الملاجيء  المهينة لان الانسان تعطشه للكرامة والحياة الكريمة بالفطرة تتنازعه وتمكنه ان يقول " ارحل بدلا من سير " ..

*  ليس مقبولا ان لا يسجل السودان نجاحات في  " الاستثمارات الزراعية الحيوانية والصناعية " تعدل كفت موازناته لصالح الفايض والرخاء  لامتلاكه النوعي لكل المقومات  اراضي واسعة صالحة للزراعة ومياه متتدفقة انهارا وخلجان وباطن ارضه مخزن لمعادن متنوعة ومستثمرون عرب يطمحون في تقصير ظل البروقراطية وما يعرف بـ " ففتي ففتي "   .

*  "  سير سير يا البشير "  وإن صدعت بها الحلاقيم والحناجر تبقى شعارات براقة تترادف تماما مع " أرحل أرحل "  إن تأخرت قطارات الاصلاحات السياسية والازدهار الاقتصادي او وقفت في احدى المحطات  .. ان السوداني صانع لثورات شبابية عريقة راح ضحيتها طالب كلية طب جامعة الخرطوم " القرشي "  أولدت ثورة اكتوبر الشهيرة ..  وهو من استطاع ان يخلع رجل مايو القوي " جعفر محمد نميري " بثورة شعبية عارمة  وغيره الكثير من تجارب صقلت " الزول " سمح المحيا قوي العزيمة الشهم المقدام .

*  "  سير سير يا البشير "  لان مفاتيح الحلول ما زالت باياديكم التي تتشابك وطموحات كثيرين هتفوا لكم بالبقاء وإن تجاوزوا مطالبهم الذاتية كتلك التي وردت في خطاب رئيس الجالية السودانية بقطر في ذلك اللقاء بقاعة الوسيل فندق الريتز .. فقط لان الجميع يريد ان " يسير .. يسير البشير "  ولكن الى الامام ..                 

 

عواطف عبداللطيف   awatifderar [email protected]

اعلامية مقيمة بقطر

 

همسة :  لم تنجح دولة في حصر الفقراء .. لكن دولا كثيرة ادخلتهم ضمن الدورة الاقتصادية فعاشوا كرماء . 

 

 

 

 



© Copyright by sudaneseonline.com