From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
المؤتمر اللاوطنى والتآمر على حزب الامة/نصر الدين حسين دفع الله
By
Apr 3, 2011, 10:41

المؤتمر اللاوطنى والتآمر على حزب الامة

نصر الدين حسين دفع الله

[email protected]

كلما مد السيد الصادق المهدى يده الى المؤتمر اللاوطنى رجعت اليه والى حزبه    مبتورة او مقطوعة من الكتف ، وكلما مشى نحوهم خطوة حقيقة بادلوه بالاف الخطوات من السراب .

 فالديمقراطية الثالثة كانت شاهدا حينما اصر السيد الصادق المهدى على اشراك المؤتمر اللاوطنى (الجبهة الاسلامية) فى الحكم رغم رفض قيادات بارزة فى الحزب ، ولكن كان رد المؤتمر اللاوطنى هو انقلاب 1989 يونيو ، وكانت اصعب تجربة للشعب السودانى منذ الاستقلال وحتى الغد . ثم جاء اتفاق جيبوتى لتعود قيادات الحزب الى الداخل ، ولكن كان الرد من المؤتمر اللاوطنى هو الانشقاق بين مبارك الفاضل والصادق المهدى ، والذى ضرب الحزب فى مقتل . ثم جاء اتفاق التراضى الوطنى والذى لم يقدم الى حزب الامة الا الاحباط والالم لكثير من قواعده .

والان منذ زمن طويل يمد السيد الصادق المهدى يد الى المؤتمر اللاوطنى رغم معارضة قوى الاجماع واكثر من 60% من كوادر حزبه ، وكعادتة لم يتغير المؤتمر اللاوطنى بل ظل وفيا لمبادئة واخلاقة وقيمه وهى الخيانة والضرب من الخلف وعض اليد التى تمتد له بالخير .

فمقابلة السيد عبد الرحمن فرح فى هذا الوقت بالذات عمل لم يستطع المؤتمر اللاوطنى حياكته بصورة تبعد الشبة عنه . فضياء الدين معروف بميوله الى المؤتمر اللاوطنى  والجريدة التى يراسها تتبع الى جمال الوالى الذى يستثمر اموال القيادات النافذة فى المؤتمر اللاوطنى . فشخص مثل السيد عبد الرحمن فرح مع احترامنا الكامل له يقول على نفسه انه متآمر كبير ويقوم بالاعمال القذرة ، فانه حقا فى هذه اللحظات التى يرد فيها على الاسئلة ليس فى كامل وعيه . ويجب ان لا يحمل هو مسئولية هذا الاتهام . فالصادق المهدى لو كان يمارس مثل هذه الاساليب لما ظل جعفر نميرى حيا حتى توفى فى سريره.

والقصد من هذا التآمر هو وضع الحواجز بين الحركة الشعبية وشعبها فى الجنوب وحزب الامة القومى  حتى لايعود الوطن الى سيرته الاولى ، وايضا بين قوى الاجماع الوطنى وحزب الامة القومى . وايضا بين الشعب السودانى وحزب الامة ، لان  د. قرنق ليس ابن الجنوب فقط بل كل الشعب السودانى.

ومايجرى الان من بث فزاعات عنصرية بتخويف الشارع السودانى بان اى مظاهرات او تحرك جماهيرى  سوف تاتى حركات دارفور المسلحة لاستلام السلطة ، واحيانا بان المتظاهرين هم ابناء دارفور ، واحيانا بان المتظاهرين من احزاب اليسار الذى لايؤمن بالشريعة الاسلامية ، وكأن ربنا انزل الشريعة الاسلامية للمؤتمر اللاوطنى دون سائر عباده . وكل هذه الفزاعات هى سموم اريد بها تشويش التفكير الجمعى لمكونات الحراك الداخلى من ترتيب ووضع آليات اسقاط النظام .

ولكن الشعب السودانى فى شماله وجنوبه لاتنقصه الفطنة حتى يدرك ما يرمى اليه المؤتمر اللاوطنى ، ويدرك بان الدولة ليست دولته بل دولة النخبة التى تدافع عن افرادها فقط دون غيرهم. 

ولهذا نقول لقيادة حزب الامة القومى ان هذه الجماعة ليس لها كبير فكبيرها رمته فى السجن فلا يهمها بعد ذلك احد ، حتى السودان نفسه هو قابل للبيع والتقسيم لاى عدد من الاجزاء مادامت هى تحكم احد هذه الاجزاء . والحل الوحيد هو تحريك الشارع  لاسقاطهم مهما كلف ذلك من ثمن ، فوجودهم يكلف اكثر من ذلك . ونقول لاخواننا فى حركات دارفور ان حكومة الخرطوم قد زرعت فى اذهان كثير من افراد الشعب السودانى بانكم سوف تستولون على ثورتهم اذا تحركوا ، فعليكم ان تصدروا بيانا واضحا للشعب السودانى توضحون فيه بانكم مع خيار الشعب السودانى  ومع ثورته البيضاء ومع الصدور العارية ، وبانكم سوف تضعون السلاح جانبا اذا انتصرت ارادة الشعب ، واعيدت الديمقراطية .

ونقول للشباب شاركوا فى التغيير ، تحركوا هزوا عرش الطغيان ،مارسوا حق التظاهر ولاتستجدوا السلطان ، فانه عصر الثورات ، فمن لم ينال شرف النضال الان سيذوب فى غياهب النسيان.

 



© Copyright by sudaneseonline.com