From sudaneseonline.com

بقلم : عمر قسم السيد
تراجيديا الاحتضـار .. وقع الحافـر على الحافـر بقلم : عمـر قسم السيد
By
Apr 3, 2011, 10:21

تراجيديا الاحتضـار .. وقع الحافـر على الحافـر

بقلم : عمـر قسم السيد  

 

قال " فيانق دينق مجوك "  مسؤول استخبارات الجيش الشعبي ان  سياسيين وقيادات في الجيش الشعبي ثبت تورطهم في دعم منشقي الجيش الشعبي  !!

وطالب قيادة الجيش ان تعمل على تغيير الاجهزة الامنية والشرطية في الجنوب عامة لضمان استتباب الامن والقضاء على التوترات الامنية ، واعترف فيانق صراحة اصبح متفلتا امنيا كما طالب حكومة الجنوب بإرسال وفود عسكرية للدول الصديقة لطلب العون العسكري

فإن دولة (السودان الجنوبي) محاصرة بمشكلات كبيرة ، يحتاج تجاوزها لبذل جهود مضنية، وإشراك الجميع بمنأى عن الإقصاء والعزل. وإلى جانب حلحلة مشكلات الداخل؛ فإن على الدولة الوليدة النظر بعمق لعلاقاتها الخارجية، فمصالحها ترتبط بصورة أساسية بالشمال أكثر من جيرانها المتأهبين للإنقضاض على ثرواتها.

 ان الحركة الشعبية تبحث عن – طوق – نجاة يخرجها من مأذق الانشقاقات والاقتتال الذي استشرى في معظم ولاياتها .. وخاصة الكبرى منها بعد ان اصبحت الدولة الجديدة غاب قوسين او ادني من تشكيل حكومتها ودستورها الجديد بعد اليوم التاسع من يونيو القادم .

ومع كل ذلك تضع الحركة عينها على ولاية جنوب كردفان التي كانت معقلا اصيلا لها ، وذلك عبر انتخابات – تكميلية – بعد ان تسببت اتهامات اطلقتها الحركة الشعبية بتشكيكها في نتائج التعداد السكاني للإقليم ، اتفق بعدها الشريكين على إرجاء انتخابات الاقليم الى مايو المقبل ، وبعثت الحركة مناديبها من " قطاع الشمال " في اول زيارة له ، وقد سبقتها زيارات عديدة للحركة الشعبية قبل انفصال الجنوب وتباينت أهدافها واهتمام الإدارة الامريكية بها، ففي زيارة قام بها باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية للولايات المتحدة الامريكية قبل إجراء استفتاء جنوب السودان طلب فيها من المسئولين الأمريكيين الوقوف مع إجراء الاستفتاء في موعده بجانب الاعتراف بدولة الجنوب. وتلقى وعوداً خلال زيارته للولايات المتحدة الامريكية في اغسطس العام الماضي بتمويل الاستفتاء ودعم كامل للعملية ومعالجة التحديات الاقتصادية وآثار الأزمة الاقتصادية العالمية على الجنوب

 وهذه الزيارة تجئ بغرض البحث عن خارطة طريق للفوز بانتخابات الاقليم ، وتقبل الدعم الصهيوني !

فقد ظلت الكيان الصهيونى يقدم دعمه لجنوب السودان منذ عقود بعيدة كما هو الحال للعديد من البلدان الافريقية ، وقد كشفت دراسة عن قيام دولة الكيان الصهيوني وعن طريق جهاز الموساد الذى كان يتولى رئاسته الجنرال المتقاعد ( مائير داغان ) المعروف بأرائه السياسية اليمينية ، وصلته الوثيقة بشارون بالاتفاق مع حركة التمرد فى جنوب السودان على بيع عدد من الاسلحة والاجهزة العسكرية المتطورة لها مقابل التنقيب عن البترول .

وحسب الدراسة فقد قام العميد شاؤل دهان سكرتير عام وزارة الدفاع الاسرائيلية بالاتفاق مع حركة قرنق فى اكتوبر 2001م على بيع الاسلحة والأجهزة العسكرية المتطورة مقابل السماح لشركتي ( ميدبر ) و ( نيفت ) وهى شركات اسرائيلية صينية مشتركة بالتنقيب عن البترول فى مناطق الرنك والبيبور والتونج واكوبو وهى المناطق التى تحتوى على أنقى أنواع البترول واكثرها جودة فى العالم

وقد شهدت فترة الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي تطور التعاون بين اسرائيل والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الراحل جون قرنق ، وهو تطور جعل من قوات التمرد جيشاً نظامياً ، وتلخص أبرز أوجه التعاون والدعم على النحو التالى :-

·  اكتوبر 1986 سفر الرائد أروك طون ، عضو القيادة العسكرية والسياسية للحركة الشعبية الى اسرائيل عن طريق كينيا للاشراف على شئون الاسلحة التى تم شراؤها من اسرائيل .

·       نوفمبر 1986 مفاوضات بين اسرائيل والتمرد حول الحصول على السلاح والذخائر والتدريب .

·       يونيو 1987 بعض عناصر حركة الانانيا الثانية بقيادة لوكا منوجا تتلقى تدريبات عسكرية فى اسرائيل .

·  نوفمبر 1988 زودت اسرائيل التمرد بثلاث شحنات من الاسلحة والمعدات العسكرية عبارة عن مدافع هاون ومدافع رشاشة ، بالإضافة الى زيارة خمسة جنرالات اسرائيليين لجنوب السودان وأشرفوا على بعض العمليات الهجومية .

·       فبراير 1988 زيارة قرنق لإسرائيل للاستعانة بخبراء للتدريب العسكري .

·  اغسطس 1988 وصول عسكري اسرائيلي الى نيروبي والاجتماع بمكتب حركة التمرد والتباحث حول المشكلات العسكرية .

·       اكتوبر 1988 اجتماع قرنق فى زائير مع مندوب جهاز المخابرات الاسرائيلية .

·  فبراير 1989 وصول اسلحة اسرائيلية الى التمرد عبر كينيا لتعزيز القوات الموجودة فى مثلث اليمن المتنازع عليه بين السودان وكينيا .

·  اغسطس 1989 استلام حركة التمرد ستة طائرات حربية من اسرائيل ، وأن اثنتين من هذه الطائرات أغارتا على مناطق بجنوب كردفان وغرب النيل الازرق .

·  اكتوبر 1989 وجود خبراء اسرائيلين فى منطقة الزاندي بغرب الاستوائية لمعاونة التمرد ، وقد دخلوا عبر زائير .

·  نوفمبر 1989 اكتمال تدريب 35 ضابطاً من الحركة الشعبية فى اسرائيل ، ثم تقديم اسرائيل للحركة معدات تنصت على القوات المسلحة السودانية مع ارسال 15 خبيراً بجانب قوات التمرد فى التخطيط وادارة المعارك وذلك اثناء الجسر الجوي عبر اثيوبيا لدعم الحركة .

·   يناير 1990 زيارة قرنق ودانيال كودي لإسرائيل لاستلام أسلحة وأجهزة تنقل إلى جنوب السودان عن طريق زائير ، وفى ذات الوقت هناك خبراء اسرائيليون يقومون بتدريب المتمردين فى معسكرات على الحدود بين السودان ويوغندا .

·       اكتوبر 2001  اتفاق الحركة بقيادة قرنق وسكرتير وزارة الدفاع الإسرائيلية على بيع اجهزة عسكرية متطورة مقابل السماح لشركتي ( ميدبر ونيفت ) للتنقيب عن البترول فى مناطق الرنك والبيبور والتونج.

·  يوليو 2002 وصول عدد من الضباط من التمرد الى اسرائيل للتدريب فى مجالات الطيران والمدفعية والتكتيك .

·  نوفمبر 2002 ارتفاع عدد الخبراء الاسرائيليين مع التمرد الى ثلاثمائة وقيام الموساد بتدريب طاقم خاص  لحراسة قرنق

فهذا جزء قليل من دعم صهيوني وامريكي ظلت تتلقاها الحركة الشعبية لتنفيذ اجندتها المفروضة عليها من قبل الغرب ، وهى تعتقد ان تمارس – شطارتها – على المجتمع السوداني !

وهى مسكينة !

الان أصبح – اللعب – مكشوفا – ولا توجد أسرار ، وما تفعله تحت ظلام الليل تجده في وضح النهار بكل تفاصيله !

العالم أصبح قرية صغيرة جدا بفعل الاتصالات والتكنولوجيا !

وهذه الايام تستعد ولاية جنوب كردفان لإجراء الانتخابات التي تأجلت فيها، لانتخاب الوالي والمجلس التشريعي، وسط اهتمام محلي واتحادي ودولي كبير ، وتعد هذه الانتخابات معركة كبرى يخوضها مولانا أحمد هارون والي الولاية الحالي، لأن محاولة جر جنوب كردفان إلى حظيرة الحركة الشعبية التي انفصلت بالجنوب وتريد تغييب جنوب كردفان في مهاوي المجهول، هي محاولة لا بد من التصدي لها وهزيمة الدعوات التي تنادي بجعل الولاية منطقة توتر أخرى، أو كما يسمى عند موتوري الحركة الشعبية بالجنوب الجديد.

فولاية جنوب كردفان الان بجانب الأمن والاستقرار، تعيش أجواءً من الحوار السياسي البناء والخلاَّق، بعد أن حل التحاور والعمل السلمي محل التنازع المسلح، وفتحت كل المناطق التي كانت مغلقة أمام مجموعات الحركة الشعبية المسلحة. وزاد من الأمل الكبير في مستقبل أفضل ما يجري تنفيذه من مشروعات تنموية كبيرة في مقدمتها الطرق ، وكل يوم ياتي بعد السادس من مايو المقبل يعتبر موعدا لحكم جديد في الاقليم .. اما للمؤتمر الوطني او الحركة الشعبية ، فمعركة الانتخابات بجنوب كردفان ستكون معركة " شرسة " في ظل سياسة " وقع الحافر على الحافر " الذي يتبعه الشريكين هناك .

 

 

 



© Copyright by sudaneseonline.com