From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
رسالة الى زوجي العزيز المقبل بقلم/ نوري حمدون – الأبيض – السودان
By
Apr 3, 2011, 09:30

رسالة الى زوجي العزيز المقبل

بقلم/ نوري حمدون – الأبيض – السودان

 

= الى زوجي العزيز المقبل و الذي لا أعرف أين هو و متى سيأتي .

تحية طيبة , و بعد :

= إذا قدر الله لنا أن نتوحد كزوجين فأرجو أن نتوحد على أسس جديدة . فلطالما كبلتنا التقاليد حتى صارت أبصارنا لا تقوى على مواجهة الضوء .. ضوء الحقائق .. الحقائق الموجودة في الدين و التي من الممكن أن تجعل الزواج شيئا مختلفا .. شيئا ممتعا . و ما زال الزواج التقليدي يفرض نفسه على المتزوجين .. فيسيرون على ما سار عليه أسلافهم .  و لأن الزواج جزء من الفطرة فلا أحد يكف عن التفكير فيه و إرادته و السعي إليه بالرغم من مشاكله . فلنطلب الزواج .. و لكن بأسس جديدة .

= الأساس الأول .. أننا أولى بأنفسنا من غيرنا . و هذا يعني أن يكف أقاربنا عن فرض آرائهم علينا . فهم من أصحاب فكرة أن الزواج زواج أسر . و لكنهم ينسحبون عندما تقع المشاكل .. و تصبح المشاكل مشاكل زوجين . فلتعلم يا زوجي العزيز أن أمور زواجي جميعها بيدي أنا . فلتتوجه بالكلام الى أنا . فالكلمة الأولى و الأخيرة عندي أنا . فلا ترسل من أهلك من يتحدث عن زواجي بك الى أحد غيرى . حدثني مباشرة .. و قل ما تشاء . و سأحدثك مباشرة و أقول ما أشاء . أقول هذا و أعلم ثقل التقاليد التي علينا أن نزيحها لتحقيق هذا الأساس . و لكني أتمسك بالصراع . لأن ما بدأ تقليديا .. سيستمر تقليديا . و أولى أدوات الصراع أن نباشر أنت و أنا إجراءات العقد بأنفسنا أمام المأذون . و المأذون يعلم أن هذا التصرف كفلته لنا الشريعة السمحة . و لا أردك .. إن كنت متشككا .. إلى مرجع صعب المنال . إرجع الى كتاب (فقه السنة) للدكتور (السيد سابق) الموجود في كل بيت و كل جامع . و لا تستمع لكلام الناس الذين يقولون أن ظهور المرأة أمام الرجال تباشر عقدها من دون وليها أمر غير مستساغ . و لماذا كان مستساغا أن تظهر المرأة أمام الرجال في المواصلات و الأسواق .. و لماذا كان مستساغا أن تظهر أمام الرجال في أماكن العمل و الدراسة .. و لماذا كان مستساغا أن تظهر أمام الرجال متبذلة و راقصة في الحفلات و الرحلات .

= الأساس الثاني .. أريدك با زوجى المقبل العزيز .. أن لا تتعامل معي كما كان يتعامل الجاهليون مع نسائهم . كانوا يشترونهن للزواج كما يشترى الواحد منا حذاءه ليرتديه أو سيارته ليركبها . إن هذا الشراء و الثمن أو ما يسمى المهر النقدي هو الذي نتجت عنه فوقية الرجل و أنانيته .. و نتج عنه مشاكل الزواج التي دونك المحاكم لا تجدها مكتظة الا بالنساء .. ضحايا المهر النقدي . فأنا لا أريد منك مهرا نقديا.. لا كبيرا و لا صغيرا . أريد ما جوزته لي الشريعة .. أريد مهرا معنويا ينفعني و ينفعك .. علمني من القرآن و لو آية .  و لا تقل لي أن أمك تستحي أن يقال عنها أن ولدها لم يمهر زوجته مليما واحد . حياتي و حياتك تبدأ بهذا الزواج .. فلا أريدها أن تبدأ بالضعف و الاستسلام .

= الأساس الثالث .. لا أريد لزواجنا أن ينبني على حسن النوايا بأنفسنا . فالمعلوم أن أعدى أعداءك هو نفسك التي بين جنبيك . و لهذا السبب تدون العقود و تضمن الشروط و يشهد علي كل ذلك الشهود . و عقد الزواج ليس إستثناءا لهذه القاعدة . كما أن نفسي و نفسك ليست من طينة غير الطين الذي خلق منه الناس . و لطالما غيرت الناس الظروف .. و لطالما بدلت النفوس الأيام . و ليس هناك تناقضا بين رغبتي في الإقتران بك , و بين رغبتي في الحذر منك . إن المآسي التي تشهدها يوميا أروقة المحاكم و مراكز الشرطة تجعلني أنزل قليلا من علياء أحلامي الى منصة الواقع . فتعال نؤمن لزواجنا الديمومة و الثبات . و تعال نؤمن أنفسنا ضد غدر أنفسنا و غدر الزمان . و تعال نؤمن لأنفسنا وحدة جاذبة و إنفصالا آمنا .. نزيها و شريفا و كريما . فأنا يا زوجي أريد أن أضع في العقد شروطي . كما أريد أن أسمع منك شروطا . و متى ما اتفقنا .. فدوننا المأذون . فأما شروطي التي أريد أن أراها مبينة في كل نسخ القسيمة و متلوة بالصوت المسموع في ذلك اليوم المشهود يوم العقد .. فهي :

1-    لا تسكني في بيت أهلك و لا في بيت أهلي . إجعل لي سكنا مفصولا عن ما سوانا و أولادنا بإذن الله . و لا أكلفك في تهيئته فوق ما تستطيع .

2-    لا تمنعني من تلقي التعليم بأي مستوى من مستوياته و مهما كانت ظروفه من خروج من البيت و سفر . و لا يعني ذلك تحمل تكاليف تعليمي المالية . فالتعلم عملية متواصلة ما دامت الحياة .

3-    لا تفرض على إرتداء زي طائفة دينية معينة . فأنا كمسلمة ألتزم بالإحتشام و بالعفة . و لا تهمني بعد ذلك مزايدات الطوائف الدينية .

4-    لا تمنعني من مزاولة أو عدم مزاولة العمل الذي أختاره مهما كانت ظروفه و توابعه من خروج من البيت و سفر .

5-    لا تطلب مني أن نبدأ مشروع إنجاب الأطفال الا بعد مرور عامين على زواجنا . و لا تجبرني على إنجاب أكثر من طفلين . و قد أباحت لنا الشريعة استعمال العزل و الموانع الطبية .

6-    يجب عليك قبل العقد إجراء الفحص الطبي الشامل و الذي يؤكد خلوك من الأمراض الخبيثة كالجدري و الجذام و الأيدز .. و يؤكد توافق فصيلة الدم عندي و عندك . كما يجب أن يؤكد الفحص الطبي قدرتك التامة على الأنجاب و على عدم وجود أية مخاطر طبية من الإنجاب على الأولاد .

7-    إذا حدث مني نشوز فلا تضربني الا بعد تنبيهي أنني قد صرت ناشزا بنظرك و أنك بصدد ضربي لأول نشوز قادم . فحقك في الضرب محفوظ . و لكني أحفظ حقي في الحماية من سوء إستخدامك لذلك الحق الذي لا خلاف عليه .

8-    رغم إني لا أطلب مهرا نقديا مقبوضا مقدما , الا أني أشترط دفعك لمهر نقدي مقبوض إذا – لا قدر الله – طلقتني . حينئذ يجب عليك دفع مائة مليون جنيه عدا و نقدا فور إنقضاء العدة الى أنا مقبوضة يدا بيد كاملة غير منقوصة .

9-    أعلم الآن أنك لا يمكن أن تفكر في الزواج على . و لكني أشترط عليك أن لا تتزوج على الا بموافقتي المسموعة أمام لجنة من أهلي و أهلك .

10-                      في حالة الإخلال بأي شرط من شروطي التسعة المذكورة أعلاه يحق لي أن أطلب الطلاق و يجب عليك إيقاعه بي ساعة طلبه .

= عزيزي الزوج العزيز المقبل.. أرجو أن لا تغضب جراء ما سمعت . فمهما كنت , فأنت في النهاية شرقي التكوين . و أنا مهما سمعت مني , في النهاية شرقية المنشأ . و التكوين و المنشأ من الأمور المكتسبة التي يجب أن  تتقاصر أمام عمق الأمور الفطرية التي تقدمها لنا الشريعة السمحاء و التي للأسف , طالما كنا نغض عنها الطرف , و نغلق عليها دفتي الكتاب , و نقفل دونها الأبواب .. و إذا جئنا على سيرتها فعلى خفية و في عجل خوف أن يسمعنا رجل أو تفهم منا إمرأة . أما انا ,, فقد سمعت و فهمت . و مصرة على أن أظل دوما أعمل بما أسمع و أفهم . و الى اللقاء .

ملحوظة :         إرجع الى كتاب (فقه السنة) للدكتور (السيد سابق) .

رسالة الى زوجي العزيز المقبل

بقلم/ نوري حمدون – الأبيض – السودان

 



© Copyright by sudaneseonline.com