From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
حزب الأمة القومى نزعات السلطة ونزاعات الثورة/مصطفى آدم أحمد
By
Apr 3, 2011, 01:21

حزب الأمة القومى نزعات السلطة ونزاعات الثورة

مصطفى آدم أحمد

[email protected]

 

السلطة كما يشتهيها السلطويون فقط تحتاج لقليل من المبررات وبعض المبرراتية وتصبح ملاذا للوصوليين الذين يفقدون او يفتقدون للمبادئ الأصيلة الراسخة مثل حقوق الانسان- الحرية –الديمقراطية – ألعدالة ألاجتماعية,هذه المبادئ الراسخة هى التى قام عليها حزب ألأمة وتأسس فى العام 1945 كحزب وطنى رائد.هذه المبادئ جذبت اليه المثقفين من لدن  ألمحجوب وابراهيم أحمد والشنقيطى,وهى نفس المبادئ التى من اجلها استشهد أمام ألنصار فى ألجزيرة ابا,وهى مبادئ سارا الفاضل  وعمر نورالدائم,مبادئ ألامير نقدالله ود.عبدالنبى’مبادئ أمين ألتوم وعبداله خليل...مبادئ جمعت القدامى والقادمين صهرتهم فى حزب عصرى يجسد القومية مبدأ اصيلا ويتطور مع العصر مستوعبا أجيال استماتت من أجل هذه المبادئ’فتحى ورفاقه من جامعة الخرطوم’والتعايشى الذى صار ألاول من طلاب حزب الأمة رئيسا لإتحاد طلاب جامعة الخرطوم وفق هذه المبادئ’وطلاب النيلين برشم ورفاقه وعبدالمطلب والزعيم والجمرى ’الإسلامية  آدم عيسى -سالم -مناضلى الأهلية بشير أبو سالف ومركز- جامعات الولايات التى سيطر عليها طلاب حزب الأمة عبر هذه المبادئ سنار حذيفة محي الدين وعباس إمام, كسلا ولاء المعزل وآخرين كثر  جمعتهم هذه المبادئ لم يكن انضمامهم لحزب الأمة كما يعتقد البعض انه نتيجة انتماءات اسرية او قبلية كما يفترض بعد من هجمت عليهم القيادة فى هذا الحزب وصاروا يتفننون فى تمثيل دور ليس لهم ادنى استحقاق به وهولاء جاءت بهم سياسة الخصخصة وهى سياسة عديمة الجدوى فى العمل الحزبى ان توكل المسؤولية لمن يمتلك ألمال وتغفل اصحاب النضال والتأريخ من ترسملوا فى ظل هذا النظام هم بلا شك جزء من منظومته الأقتصادية والسياسية وبذلك سيتعاملون مع القضايا الحزبية وفق منظورهم للمصلحة والربح والخسارة’وللتاريخ هذه ألأسهامات الفكرية  التى رفدت الحزب بهذه القوى الحديثةهى اسهامات السيد الصادق المهدى الذى أحدث ثورة تحديثية للحزب فى شأنه الفكرى والتنظيمى مما أكسبه قوة جديدة,لذلك القادمون من حيث اتون البحث عن أناهم فى السطة او وجودهم خلف كراسى متحركة او ساقطة لم يقرأوا بعد تأريخ الحزب وحتما سينتصر اصحاب ألمبادئ فى نهاية المطاف.

حزب الامة والسلطة:

تاريخ حزب الامة مع السلطة ليس فيه ادنى غموض السلطة هنا تبدو واضحة التى يمكن الوصول اليها عبر انتخابات فى ظل نظام ودستور ديموقراطى,وموقفه اكثر وضوحا مع ألانظمة الديكتورية عسكرية او مدنية’ وهو بذلك لايحتاج لشهادة ابراء زمة,رغم هنات بعض قياداته وارتمائهم فى احضان ألانظمة الديكتا تورية مستوزرين ولم يعدموا المبررات غير المنطقية لأشتراكهم سواء كان ذلك فى نظام مايو او ألانقاذ لكن ظل الحزب محافظا على مواقفه ومبادئه لم يتزحزح, بل كثيرون من قبل حاولوا أن يجروا ألحزب لمواقفهم وفشلوا,نعم الحزب يتنفس بالسلطة لكن أى سلطة يحتاجها الحزب حتى لا يختنق.

التفاوض مع الإنقاذ:

يبدو أن حزب ألأمة أدمن نهج التفاوض فى ظل ما يعرف بالجهاد المدنى’لكن خطل الفكرة يأتى من أن رائد النضال السلمى غاندى كانت له وقفات احتجاجية وثورات واضرابات هددت عرش المستعمر’لكن حزب ألأمة يفاوض فى ألأنقاذ منذ اول لحظة لأستلامها السطة وحتى تأريخنا هذا والنتيجة تمزق حزب الامة اربا اربا وصار  بعد كل تفاوض مهدد بأنقسام,ذلك ان المفاوضون يتحدثون حسب رغباتهم ,عدا الراحل د.عبدالنبى الذى فاوض ولم يساوم حتى قدم مشروع التراضى الوطنى’وبعد المؤتمر العام السابع استلمت قيادة حزب ألأمة قيادة تنفيذية ليست لديها سابق خبرة سياسية او تنظيمية, لم تتخرج من سجون الانظمة العسكرية بل كانت سجانة وشهد الحزب ثورة مستمرة منذ ذلك التأريخ لم تهدأ حتى يومنا هذا بدأت بثورة التيار العام وثورة المهجر وثورة الطلاب وثورة الشباب وثورة قيادات نافذة ضد نهج ادارة الحزب التى صارت تصادم القوى السياسية  قيادة تمتدح المؤتمر الوطنى وتصادم القوى السياسية هى بلا شك قليلة خبرة كما وصفها د.على السيد! قيادة بهذه المواصفات على قمة الجهاز التنفيذى دون شك ستجد مقاومة من أصحاب النضال والتأريخ  المتشربون بمبادئ ألامة, كما تجد قبولا وتأييدا من الباحثين على مواقع مهما كان الثمن والموقف,وهذا هو حال حزب ألأمة الذى تتباين فيه الرؤى والمواقف وصارت  حاله لاتسر لكن حتما سيعود  قويا مادام محروسا بشباب نضر يقيمون ورش التعبئة فى دار الأمة تتحدى منهج الفاوض وسياسة المعايشة التى يسعى لها الأخ صديق.

ألذين يحلمون بدخول الحزب فى مشاركة أو محاصصة مع المؤتمر الوطنى سيطول ليلهم ولن تشرق شمسهم’عليهم ألأستعداد لنضال طويل وشرس’لقد عجبت ان يتحدث الأخ صديق محمد اسماعيل أنهم وصلوا ل85% من التفاوض!!! أذا كان ذلك صحيحا يكون انتهى التفاوض تماما ماذا تبقى يا أخى؟؟ هذا تصريح فى نزعات  وأحلام خاصة ولا تمثل منهج القياس السليم للمواقف التفاوضية بل يهزم هذا التصريح مواقف حزب الأمة التفاوضية,كنت لا أستغرب أن يقول ألمؤتمر الوطنى ذلك لكن تشابه علينا ألبقر.

السلطة أم الثورة:

الكل يترغب وينتظر نتيجة مفاوضات حزب الأمة والوطنى وهناك من سال لعابه لسلطة الوطنى فقط ينتظر اعلان الوزارة هؤلاء سوف يذهبون مع الريح ولن يجدون من يستعصمون به هذه المرة فقط عليهم ان يركبوا سفينة المؤتمر الوطنى الغارقة لا محالة,الذين يعتقدون انهم يديرون حزب الامة عبر هذا التفاوض واهمون,بل حالمون عبر مناصب اسمية لاتقرر فى شأن الحزب فى اى قضية مهما صغرت,لأن الورش التى تقام بدار ألأمة وصوت شباب الحزب يقول ذلك ’بل ان قيادات عليا تقول بذلك وقيادات عليا هنا يجب ان تكون معلومة ليس بالضرورة ان يكون  رئيس الحزب ,لكن القوى الفاعلة المحركون لدسك الحزب معروفة,لذلك على ألأحزاب السياسية الا تقلق على حزب الأمة ,نعم المشهد تراجيدى لكن صبرا حتما سينتصر جيل التضحيات وينتهى أدعياء البطولات. سيظل الحزب فى ثورته ومبادئه ويذهب السلطويون من حيث أتوا.

 

 



© Copyright by sudaneseonline.com