From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
وشهد شاهداً من أهلهم/جعفر حسن حمودة – صحافي - السعودية
By
Apr 2, 2011, 10:46

وشهد شاهداً من أهلهم

 

هكذا قال أتيم أتيم بول من استراليا.

"نحن الجنوبيين "كغنم" في قطيع باقان أموم يمضى بنا حيث شاء وقتما يشاء، لا نفتح فمنا إلا لتناول البرسيم" . فماذا نقول عن هذا الوصف الدقيق الذي وصفه الأخ أتيم عن أخوته الجنوبيين ووصفهم بقطيع من "الغنم" ليس لهم حق الاعتراض في أي شيء ولا يفتحون فمهم إلا لأكل "البرسيم" فقط. وقال أيضاً "إن كل الشماليين أعداء في نظره لان البشير وحكومته من الشمال، لأن خاله "الطيب مصطفى" الذي ملأ الدنيا صراخاً وكراهية للجنوبيين هو من الشمال، وكثير من المجاهدين والتكفيريين وقتلة الجنوبيين هم من الشمال أيضاً، فخير عقاب لهم هو إيقاف الحوار وإغلاق أنابيب تصدير البترول فيسقط اقتصادهم إلى الهاوية، فيأتوا ليتوسلوا إلينا طلباً للنجدة والمساعدة حينها سيعلمون أهمية الجنوب". فهل يا ترى إذا من الممكن أن يعطينا باقان أموم برميل واحد من النفط، بصرف النظر عن كل شيء، أكد تماماً أن هذا الذي اسمه باقان أموم لو كان بيده أن يوقف الهواء عن شمال السودان لأوقفه من شدة حقده وحسده وكراهيته للشماليين، ولكن الله غالب.

ومما صدق فيه وذكره أيتم بأن "لا يوجد مبرر لمعاقبة الشمال في الوقت الذي نحتاج إليهم ويحتاجون إلينا". وأن العداء لا يولد إلا العداء والكراهية لا تولد إلا الكراهية، "أما المحبة فتفتح الأبواب الحديدية". يا ليت كل الجنوبيين يفهمون ويدركون مثل ما ذكره الأستاذ أتيم في هذه الحكم والوعي العالي لمسألة الفهم والإدراك في مسألة الشمال والجنوب والمحبة.

فتحدث عن أحداث ملكال وأفاض قائلاً: "كان على وزير داخليتنا وهو المسؤول الأول عن الأمن الداخلي بالجنوب ان يعقد مؤتمراً صحفياً يوضح فيه ملابسات الحادث، لأن ما حدث في دائرة اختصاصه الجنائي، وإذا تجاوز قليلاً فوزير الدفاع أحق بالمؤتمر الصحفي من "باقان"، لكون العمل عملاً إجرامياً مسلحاً  هكذا البرتكول المعمول به في دول العالم أو لسنا منه؟!.

بما ان الوزيران ناب عنهم "باقان" فذلك يعنى تجاوزاً في الصلاحيات لذلك لم يكن غريباً ان يُتهم الخصم اللدود دكتور لام أكول أجوين بالضلوع بالحادث في الوقت الذي لم يبدأ فيه التحري الدقيق الذي قد يطول، فهي فرصة سانحة لتشويه صورته، فـ "لام" يعزف على وتر حساس وتر الفساد فقد أعلن الجهاد ضد الحركة انتقاماً منه على مؤامرة طرده من منصب وزير الخارجية السوداني،  وعلى هذا الوتر يزداد الراقصون عليه يوماً بعد يوم .

ولإنهاء الحفل كان لابد من واقعة أخيراً جاءت من ملكال. هذه السياسة ليست وليدة اللحظة، سياسة الخيانة والتخوين هي التي قضت على مفكري الحركة الشعبية، فوقِعَت اتفاقية السلام من دون مفكرين، عدا القليل منهم بقيادة "باقان أموم" ومجموعة أخرى، لا تحسن الإصغاء للرأي الآخر خصوصاً إذا كان ذاك الرأي يسير عكس تيار أفكارهم، هذه هي الديمقراطية التي يؤمنون بها. استخدمت هذه السياسة ضد كل من قال "لا". لهذا علينا ان نفعل ذاك، هذا ما فرغ الحركة من المفكرين فلقى من لقى حتفه وبقى من عاش مطارداً بعيداً عن السياسة لان صورته قد شوهت .

وذكر في معرض حديثه عن الفساد وقال "وجدنا ان حجم الفساد  صار كارثياً، اشرنا إلى العديد من القادة الذين يأتون إلى "ملبورن" بالتحديد حيث نقيم، يشترون المنازل وأغلى الأثاثات المنزلية، والسيارات الفارهة لأبنائهم وزوجاتهم والكمبيوترات المحمولة والمنصبة والجيبية منها متوفرة، كتوفر الهواء النقي في الريف. كل ما لا يخطر ببالك تجده بمنازلهم، وكل ما يسعى إليه الجنوبي عشرات السنين يتحصلون علية بزيارة واحدة لجوبا.

وسأل سؤال يفرضه الواقع السياسي: "إلى أين يقودنا السيد باقان أموم؟!"

هذا ما ذكره الشاهد الجنوبي على لسانه وكما قالوا "أهل مكة أدرى بشعابها". فلذلك نقول شهد شاهد من أهلهم. هذا المقال لم يكتبه الطيب مصطفى أو أي شخص من أبناء الشمال، لكي يقوم باقان أموم بالهجوم عليه، أو يهاجمه ياسر عرمان وينفي ما جاء فيه أو كتبه د. لام أكول.

فأتيم أيتم بول من "ملبورن" في أستراليا ولديه كل هذه المعلومات التي لدى كل المثقفين الجنوبيين أو غالبيتهم، فإن كان هذا واقعهم ماذا نتوقع منهم غير الدخول في مناكفات أو الرجوع إلى المربع رقم واحد لنبدأ "الحرب". حتى وأن طال الزمن أو قصر. فالحرب قائمة طالما الأمور في يد باقان أموم، وصديقه المزروع في الشمال، وعامل غلبة لتغطية وجوده الآن ولكن لا أدرى ماذا سيفعل بعد الانفصال هل سيظل في الشمال أم سينقلع مع رفقاته إلى الجنوب؟ وإلى متى تسكت الحكومة عليه في أفعاله تلك؟!

 

جعفر حسن حمودة – صحافي - السعودية



© Copyright by sudaneseonline.com