From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
إلا سوريا/خالد عثمان
By
Apr 2, 2011, 10:35

إلا سوريا

خالد عثمان

[email protected]

 

دمشق صبراً على البلوى

فكم صُهِرتْ سبائكُ الذَّهب الغالي فما احترقا

الشاعر العراقي ، محمد مهدي الجواهري

 

 

 

ان المكسب الحقيقي للثورات الشعبية التي أنتظمت الوطني العربي هو عودة الروح القومية،  التي فشلت في الحفاظ عليها الاحزاب القومية العربية،  وفي طليعتها حزب البعث العربي الاشتراكي بشقيه البغدادي والدمشقي. لقد استفاد الملايين من المصريين والسودانيين ومنتسبي أقطار المغرب العربي من فرص العمل التي كان يتحيها العراق أيام الرئيس الراحل صدام حسين،  وفي نفس الوقت كانت دمشق هي البلسم  الشافي تداوي جراح كل العرب القادمين اليها وتقتسم معهم اللقمة رخاء وسخاءً.والى الآن تستضيف ليبيا كذلك عددا لايستهان به من العرب. ولو قدر لمثل هذه المبادرات الاستمرار والانتشار  لما احتجنا لكل هذه الثورات.

 

يبلغ عدد سكان الوطن العربي ما يقارب ال 350 مليون نسمة ، ويتجاوز معدل الدخل القومي  لها مجتمعة مبلغ 3000 مليار دولار أمريكي، ويتباين توزيع الدخل بصورة حادة ، مثلا يصل ناتج الفرد السنوي من معدل الدخل القومي الي $75,400 في دولة قطر بينما نجده لايتجاوز الستمائة دولار في الصومال وبالكاد يبلغ 1000 دولار في اليمن وجز القمر.

 

ان الشعوب العربية المدركة لامكانياتها البشرية والاقتصادية لاترضى بغير الوحدة بدليلا، بل تأتي في مقدمة مطالبها مع الديمقراطية والحريات الاساسية ، ان الثورات التي تدك حصون الحكام الذين يظنون انها مانعات،  لن تتوقف الإ بإتاحة الفرص امام الشباب العربي للتحرك بحرية بين أقطارها ال 22.

 

لقد تغيرت الخارطة السياسية للوطن العربي بسبب التدخلات الاجنبية والتي رعتها بعض الدول العربية ، ولكن التغيير جاء على عكس ما تتمناه قوى الاستمبار والهيمنة ، فنجد اليوم التفاف حزام المقاومة الذي يشمل إيران، والعراق شعباً ، وسوريا ولبنان حزب الله ، التفاف ذلك الحزام على إسرائيل والتي سيطبق عليها الشعب المصري عما قليل.

 

اذن ما المطلوب من سوريا ؟

 

للشعب السوري مثل بقية الشعوب الحق في التغيير ، كذاك ممارسة الديقراطية الليبرالية بإعتبارها أفضل النظم السياسية الموجودة والتي تلائم متتطلبات العصر، لذلك فمن المتوقع ان تستجيب حكومة الرئيس بشار الاسد لتلك التحركات الشبابية بسرعة وبحنكة حتى لايفلت منها  زمام المبادرة.

 

ان خطاب الرئيس بشار الاسد لم يتعرض الي أصل المشكلة ، بل جاء محبطاً للغاية مما أدى الى غليان الشارع السورى، لقد إختار بشار ان يسير عكس اتجاه الريح، وكان من المفترض ان يتعامل بحنكة وذكاء وهو يرى طرابلس تُقصف بعد بغداد.

 

نريد من الرئيس بشار ان يتعامل بعقلية الشباب الثائر ، نريد منه ان يصبح رئيسا لسوريا بعد خوضه لانتخابات حرة ، لاننا نريده ان يحافظ على سوريا الصمود أمام الهجمة الصليبية الامبريالية في عهد السقوط العربي الذي لم تلسم منه إلا سوريا.

 



© Copyright by sudaneseonline.com