From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
انتخابـــات جـــنوب كردفـــان.. كلـــنا أحمــد هـــارون/بقلم : الصادق الرزيقي
By
Apr 2, 2011, 10:34

 

انتخابـــات جـــنوب كردفـــان.. كلـــنا أحمــد هـــارون

بقلم : الصادق الرزيقي

تستعد ولاية جنوب كردفان لإجراء الانتخابات التي تأجلت فيها، لانتخاب الوالي والمجلس التشريعي، وسط اهتمام محلي واتحادي ودولي كبير، بلغ قمته بذهاب وكلاء أمريكا في السودان من قيادات الحركة الشعبية، لزيارة أسيادهم في واشنطون لتلقي التعليمات ولترتيب أمر هذه الانتخابات المراهن عليها في إطار مشروع الحركة الشعبية السياسي المسنود والمدعوم من الخارج وخاصة الدول الغربية وبالأخص «أمريكا وهولندا».

وتعد هذه الانتخابات معركة كبرى يخوضها مولانا أحمد هارون والي الولاية الحالي، لأن محاولة جر جنوب كردفان إلى حظيرة الحركة الشعبية التي انفصلت بالجنوب وتريد تغييب جنوب كردفان في مهاوي المجهول، هي محاولة لا بد من التصدي لها وهزيمة الدعوات التي تنادي بجعل الولاية منطقة توتر أخرى، أو كما يسمى عند موتوري الحركة الشعبية بالجنوب الجديد.

فإذا كانت زيارة مرشح الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو مع مالك عقار وعرمان للولايات المتحدة الأمريكية بغرض وضع التدابير والخطط لخوض هذه الانتخابات، فإن ذلك يفتح الباب لدى كل أهل السودان الشمالي لمناصرة مولانا أحمد هارون الذي لا يخوض تنافساً انتخابياً عادياً، فقد استقطبت جنوب كردفان وانتخاباتها شذاذ الآفاق من الدوائر الاستخبارية الغربية، وتوجد معلومات متداولة حول التدخل الغربي السافر في تمويل انتخاب عبد العزيز الحلو ومرشحي الحركة للمجلس التشريعي الولائي في «54» دائرة، ويجب أن نحاصر هذه الجهات الدولية لأنه إذا تركت التدخلات الغربية في شأن داخلي كهذا واستمرار الدعم الغربي لأحد أطراف العملية السياسية في الولاية، سيفتح المجال لما هو أسوأ من ذلك.

وأمام هذا الموقف فإن الواجب الوطني هو دحر المؤامرة في جنوب كردفان وإسقاط الحركة الشعبية هناك، فهي التي خدعت أبناء جبال النوبة وتلاعبت بمشاعرهم، فقد قاتلوا معها في فترات الحرب، ثم باعتهم على الرصيف بثمن بخس، وأذلت قياداتهم مثل تلفون كوكو أبو جلحة المعتقل حالياً في سجون الحركة بالجنوب.

أما الأخ أحمد هارون فيشهد له الجميع بأنه قاد ولاية جنوب كردفان ولم يزل، برؤية سياسية جادة وناضجة، استطاع خلالها تحقيق إنجازات كبيرة غير مسبوقة في الولاية، في مقدمتها توفير الأمن والاستقرار الذي لم تشهده الولاية قبل ما يزيد عن عقدين ونصف من الزمان، فالأمن الذي تحقق يحسب للوالي، لكفاءة إدارته للولاية ونجاعة أسلوبه في التعامل مع قضايا الشراكة القائمة بفعل اتفاقية السلام، وحاجة الولاية لنوع من التوافق السياسي.

وبجانب الأمن والاستقرار، تعيش الولاية أجواءً من الحوار السياسي البناء والخلاَّق، بعد أن حل التحاور والعمل السلمي محل التنازع المسلح، وفتحت كل المناطق التي كانت مغلقة أمام مجموعات الحركة الشعبية المسلحة. وزاد من الأمل الكبير في مستقبل أفضل ما يجري تنفيذه من مشروعات تنموية كبيرة في مقدمتها الطرق، فالطريق الدائري الذي ظل حلماً أصبح حقيقةً واقعةً، وكان أهل الولاية يعبرون عن ذلك بقولهم إن المستحيلات الثلاثة أصبحت أربعة «الغول والعنقاء والخل الوفي والطريق الدائري»، فهذا الطريق صار حقيقةً وتوجد ألفا كيلومتر من الطرق يجري تشييدها في الولاية، فضلاً عن مشروعات تنموية وخدمية غيرت وجه الحياة في جنوب كردفان، فالمستشفى المرجعي في كادوقلي الذي يجري تشييده هو الأول والأكبر على مستوى ولايات غرب السودان، ويعد استاد كرة القدم الجديد الذي ينتهي العمل في تشييده قريباً في عاصمة الولاية، هو الأول في البلاد من حيث السعة، كما أن البرامج السياسية والاجتماعية والاقتصادية الهادفة لنفخ روح جديدة في الولاية والارتقاء بإنسانها وتوحيد مجتمعها وتطوير قدرتها على التفاعل الإيجابي مع قضاياها وشؤونها لجذب الاهتمام والاستثمارات وتوسيع مظلة الخدمات، هي التي تجعلنا جميعاً ننظر للانتخابات بأنها نقطة انطلاق جديدة، ولتجديد الثقة في أحمد هارون وحزبه لقيادة المرحلة المقبلة بذات الاقتدار والحماس والعمل .

 



© Copyright by sudaneseonline.com