From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
حكاية رومانسية /نورالدين مدنى
By
Apr 2, 2011, 01:19

كلام الناس
حكاية رومانسية  
*أثار (كلام الناس) السبت الماضي ردود فعل متباينة وهذه ظاهرة صحية، ونحن نعلم أنه لا يمكن إرضاء كل الناس، ولكن يكفي أن نجعلهم يتفكرون في أحوالهم ويتدبرون أمورهم الأسرية والتربوية والأخلاقية التي تتأثر بالأجواء العامة وتؤثر فيها؛ لذلك حرصنا على أن نجعل من (كلام الناس) يوم السبت استراحة قصيرة نستأنف بعدها الكلام في الهموم الأخرى.
*دخل علينا صديقنا الذي انضم إلى كوكبة السوداني مع الإطلالة الجديدة طلال مدثر الذي أراح نفسه وأراحكم عندما اختار لعموده عنوان(كتابات غير ملتزمة)
دخل علينا في دائرة كلام السبت في عدد الأربعاء الماضي بمقارنة ظالمة بين الزوجة السودانية والزوجة الاثيوبية فأوجع وأغضب أمهاتنا وزوجاتنا وأخواتنا وبناتنا رغم أنه لم يبالغ في المقارنة واعذرونا فشهادتنا نحن معشر الرجال في هذه الدائرة مجروحة.
*أعود لكلام اليوم فقد اتصل بي أمس الجمعة رجل خمسيني لكنه ليس صاحبنا الذي أشرنا له في السبت الماضي محتجا على كلامنا في حق الزوجات السودانيات رغم أننا لم نخصهن من بين نساء العالمين واتهمنا بأننا ننطلق من تجارب ذاتية ونظلمهن ولا نترك لهن فرصة للدفاع عن أنفسهن، وقال: بل تنسون يا معشر الرجال أنكم لا تحسنون معاملة أزواجكم، وقال لي: لماذا لا تكتبون عن الرجال الذين يهجرون زوجاتهم ويهاجرون خارج البلاد ويتركونهن يتحملن وحدهن مسؤولية تربية الأولاد والبنات.
*قال لي بعد هذه الهجمة المرتدة التي سجل فيها هدفا غاليا في شباك كلام السبت إنه شخصيا يعيش حياة سعيدة هانئة مع زوجته وأم أولاده التي ما زالت تهيئ له كل أسباب الهناء والسرور منذ ساعات الصباح الأولى حتى ساعة الخلود للنوم، لم تغضبني ولم تعكر صفوي وإنما ظلت دائما وأبدا توفر لي كل أسباب الراحة.
*قال: إنه مع انبثاق فجر الصباح تقابله بابتسامة تشع في وجهها وهي تقول صباح الخير يا حبيبي قبل أن تدخل المطبخ لتعد لنا شاي الصباح الذي درجنا على تناوله سويا منذ أن تزوجتها قبل عشرين عاما.
*لم يتركني لكي أهنئه على الهناء الذي هو فيه بل استمر قائلا إنها أيصا تعد له فرشة الأسنان والمعجون وصابونة الحمام وتقف إلى جانبه وهو يرتدي ملابسه للتوجه إلى المكتب بل تختار هي القميص والبنطلون والكرافتة حتى الشراب وتختار الألوان المنسجمة مع بعضها وتساعده في ربط الكرافتة وهي تواجهه بابتسامتها المشرقة دوما في وجهه..
*لم أصدقه بالطبع خاصة عندما قال لي إنها تودعه حتى الباب وتحرص على تذكيره بكل الحاجات التي يحملها معه مثل الموبايل والمفاتيح والبطاقات والمفكرة، وبعد أن تطمئن على كل ذلك تقول له وما زالت الابتسامة تشرق في وجهها: ربنا يحفظك من شر الطريق يا حبيبي.
*لم يكن هذا الحوار مشهدا من المسلسلات العربية والتركية التي (تشحتف) الروح، فقد تذكرت أن أمس الجمعة يوافق أول ابريل وأن كل ما سرده صديقي الخمسيني كذبة بيضاء مشحونة ببعض أمانيه وأمانيكم بالطبع.


© Copyright by sudaneseonline.com