From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
السلطان عبد الباقى أيى و التحول السريع .. بقلم ـ أتيم أتيم بول ـ ملبورن ـ استراليا
By
Apr 1, 2011, 17:46

 

السلطان عبد الباقى أيى و التحول السريع ..

بقلم ـ أتيم أتيم بول ـ ملبورن ـ استراليا

 

السلطان عبد الباقى أيى او الشيخ و الامام عبد الباقى أيى ، او اللواء عبد الباقى أيى سمه ما شئت ، فمقالى عن رجل جنوبى يدعى عبد الباقى أيى اكول .  رغم اننى محافظ للتقاليد التى تقيدنا بعدم الافصاح عن إخفاقات و عثراتهم الكبار ، الا اننى اجد نفسى مطالباً ادبياً لسرد بعض الحقائق التى اعلمها عن السلطان عبد الباقى أيى فقد جمعنا الحى معسكر (ود البشير) الذى كنا نقيم فيه ، انه رجل لا تأمن له وداً لسرعة تحوله من صديق الى عدو ، ومن  صفة لآخرى ،  فهو كالحرباء فى سرعة تغير و تبديل لونها .

بالامس كان سلطاناً على قومه يترأس المحاكم الاهلية و سرعان ما تحول الى الحياة السياسية فصار واحداً  من  أشد الجنوبين تاييداً لحكومة الجبهة الاسلامية المتحولة اخيراَ الى المؤتمرالوطنى ، منها حصل على قوته و رتبته العسكرية فازدادت شهرته و اصبح الداعية العسكرى لنشرة الدعوة الاسلامية لوثنى الجنوب و كفرتهم بدء من شمال بحر الغزال مسقط راسه ،  ليس غريباً لكل من يعرفه فى ان يتحول الى داعية حكم ، يقاتل من اجل الحصول على كرسى ولاية شمال بحر الغزال فهو يريد ان يكون الحاكم المطلق ، لما لا و هاهو الجنرال جورج اتور يسعى هو ايضاً لنفس الهدف! فهيهات لهم من ذلك..

كان المسيحين اوائل من رحلتهم حكومة الانقاذ قسرياً فى نهاية الثمنينات و بداية التسعينات الى صحراء جنوب غرب امدرمان ، حيث لا توجد اى علامة للحياة بل كانت هنالك رياح رملية تهب بشكل دائم ، و كانت كنيسة حى القلعة بشمال امدرمان محلية كررى حالياً . اول المبانى الدينية بالمنطقة .

عندما جاءت المنظمات الانسانية لتقديم العون و بداءت الحياة تدب فيما عرف بعد بمعسكر ود البشير. ظهر حينها السلطان عبد الباقى أيى من اين لست ادرى و اقام بمدخل المعسكر و انت قادم من سوق ليبيا و عرف ذلك الحى باسمه لاحقاً ، و استطاع باسلامه و مسلميه ان يتحكم فى كل المعسكر فانشاء لجان وهمية تتحدث باسم المعسكر امام مسئولى الحكومة ،  عمد تغييب المسيحين عنها استطاعت هذه اللجان الحصول و التحكم على سكر التموين بزمن ندرته ،  كما استطاعوا تحديد اماكن انشاء المستشفيات الميدانية للمنظمات الانسانية فامتلكوا كل المساعدات التى تاتى من منظمة الدعوة الاسلامية الرائدة انذاك و الوحيدة المعترف بها حكومياً .

ظل حى المسيحين بلا خدمات انسانية الا نادراً ، حتى احد الاروبين الذى جاء لانشاء مستشفى ميدانى بمنطقة المسيحين كان السلطان له بالمرصاد ، فقد و اجهته اللجان المدعية مسئوليتها للمعسكر ، و طلبت منه بنائه بمنطقة السلطان ، و حين اوضح لهم وجود اكثر من مستشفى هنالك ، ذهبوا الى السلطات و استطاعوا سحب التصريح منه بحجة انه جاء للتبشير بالمسيحية لا بالعمل الانسانى.

تمرد السلطان عبد الباقى أيى اكول, ارحم للجنوبين من ان يكون بصفوف الحزب الحاكم بالجنوب ، فهو الذى عانى الجنوبيون من ويلاته فقد فرق بين الجنوبى المسيحى الذى يعتبره كافراً يستحق نار جهنم و بئس المصير ، و الجنوبى المسلم الذى يراه مؤمنا تحق له جنة عدن و بنات الحور .

فهو بهذا ينقل صراعاً غريباَ جديدا للمجتمع الجنوبى الذى ألف فى ان يكون الاب مسلماً و الام مسيحية و الابناء ما بين مسلم و مسيحى ، و الاجداد يتدينون بالدينات الافريقية التقليدية لا الوثنية العمياء التى يدعيها البعض فهم يعلمون بان هنالك اله خالق يحترمونه و يعبدونه بجانب بعض الارواح التى يجعلون لها مكانة روحية سامية .

الدين لانسان الجنوب هى بمثابة مسالة شخصية ليس لاولياء الامور الحق فى التدخل فيها والافتاء ، هكذا كان المجتمع الجنوبى الذى عاش فيه المتعلم مع الامى ، الصغير مع الكبير ، الرجل مع المراة كل يعلم حقوقه وواجباته ,  افياتى السلطان عبد الباقى ليفسد عليهم السكينة ؟ فيزرع بذور الكراهية و العداء الدينى عن طريق تفضيل البعض عن الاخرين ؟

ان المسلمين بالجنوب مجموعتان :

v      مسلمى ما قبل مجى الانقاذ للسلطة

v       مسلمى ما بعد الانقاذ

 اما عن مسلمى قبل الانقاذ هؤلا نكن لهم بالاحترام و التقدير ، لانهم اعتنقوا الاسلام قناعة وورثه بعضهم من الاباء و الاجداد تقليداُ فهم يتخذوه عقيدة لحياتهم . فصاروا مسلمين جنوبين معتدلين بكل ما تحمل الكلمة من معانى سامية ، يتفقهون فى الدين و يسهرون الليالى فى العباده و يصومون رمضان و يتمنون حج البيت الحرام لولا عدم الاستطاعة لذلك سبيلاً  .

اما عن مسلمى عهد الانقاذ و ما بعده فانهم لا يعرفون الصوم الا  عند زيارة آحد مسئولى منظمة الدعوة الاسلامية ، لا يهتمون بالحج حتى و لو استطاعوا اليه سبيلا ، بل لا يعرف الكثير منهم اركان الاسلام الخمسة . الصلاة  التى  تعتبر عماد الدين  فى الاسلام غائبة بمجتمعهم ، فاى اسلام  يعتنق مسلمى الانقاذ ؟ هؤلا اتخذوا الاسلام سلماً للصعود لتحقيق رغباتهم الدنيئة و الوصول منه الى السلطة ، لذلك تراهم يثيرون الصراعات الدينية اينما حلوا و بقوا للوصول لمبتغاهم سريعاً ، خاصة بالجنوب الذى يسهل فيه اثارة مثل تلك النعرات لغياب الوعى و ارتفاع نسبة الامية .

هؤلا يشكلون خطراً لكل المجتمعات التى يحلون بها، بما فى ذلك المجتمعات الاسلامية فاى افعال تصدر منهم ستنسب للاسلام الذى هو برئ منهم ,  عندها سيزداد اعداء الاسلام . يدعى هؤلا الاسلام و هم ببعد عنه حياة و ايمان و افعالا فالاسلام يجيز للرجل ان يتزوج اربعة زوجات ، لست مفتياً للجنوب و لكن ذلك من خلال دراستى و معرفتى اللصيقه بالمسلمين، فماذا يمكن لعلماء المسلمين قوله فى من يتزوج عشرة و اكثر و يدعى بانه داعية للاسلام .

 

لقد باع السلطان عبد الباقى الجنوبين بسعر بخيس للمؤتمر الوطنى قبل توقيع اتفاقية السلام ، فقد سير مسيرات مؤيدة لنظام البشير ، نظير مبالغ حصل على اغلبها و اعطى بعض السلاطين ضعاف النفوس القليل منها ، ليصرف ما اخذه على قطيع نسائه و ابناءه و نسائبه .

لا ادرى بالتحديد قافلة المتظلمين من محكمته التى كانت تعقد اسبوعياً بمعسكر ودالبشير جنوب غرب امدرمان ، كانت له صلاحيات مطلقة من المؤتمر الوطنى لمحاكمة من يشاء فجعلوا له شرطة تحميه و جلادين لكل المخالفين حتى سجن امدرمان المركزى كان له حق ارسال مساجينه اليه ، ليس هذا فحسب فتعينه اميراً لسلاطين الجنوب جعله  بلا منازع .

ان الجنوب اليوم يحتاج الى من يَخدم لا من يُخدم ، يحتاج الجنوب الى التضحيات العامة و الخاصة ، يحتاج لرجال يحمونه من اى اعتداء لايهم اسلامهم و لا مسيحيتهم بل و طنيتهم هى اساس كل واجب يأدونه .

 

 


Atem Atem Bol



© Copyright by sudaneseonline.com