From sudaneseonline.com

فيصل على سليمان الدابي/قطر
العبر المستفادة من الكارثة النووية اليابانية /فيصل علي سليمان الدابي/المحامي
By
Apr 1, 2011, 11:55

العبر المستفادة من الكارثة النووية اليابانية

 

من المعروف أن مدينة هيروشيما اليابانية هي أشهر مدن العالم لأنها كانت أول مدينة تُضرب بالسلاح النووي فقد تم قصفها بالسلاح النووي الأمريكي بتاريخ 6/8/1945 أثناء الحرب العالمية الثانية وأدى ذلك إلى مقتل وجرح أكثر من مائة وسبعين ألف إنسان وإلى تفشي أمراض سرطانية وتشوهات خلقية وجينية ما زالت آثارها باقية حتى اليوم، ومن هيروشيما إلى فوكوشيما هاهو التاريخ يعيد نفسه فبتاريخ 11/3/2011 ضرب زلزلال وتسونامي عنيفان اليابان وأديا إلى مقتل آلاف الأشخاص وإلى تسرب الأشعة النووية من بعض المفعلات النووية المخصصة للأغراض السلمية وما زالت آثار هذه الكارثة النووية اليابانية الثانية تتوالى حتى هذه اللحظة بعد فشل محاولات تبريد المفعلات النووية بالماء في وقف تسرب الاشعاع النووي.

لعل العبر المستفادة من الكارثة النووية اليابانية هي: أولاً: إن إجراءات الأمان المتطورة التي صممتها اليابان لحماية مفعلاتها لم تفلح في حماية أغلفة المفعلات من الدمار الذي أحدثته الكارثة الطبيعية التي حولت اليابان في لحظة من دولة عظمى إلى دولة لا حول لها ولا قوة ، الأمر الذي يثبت أن الحديث عن إجراءات الأمان النووي هو ضرب من العبث العلمي لأن القوة القاهرة تقهر ولا تُقهر أبداً وفي هذا السياق يجب التذكير بما صرح به أحد الخبراء النوويين الاسرائيليين من ضرورة تفكيك مفعل ديمونا النووي خوفاً من تسببه في وقوع كارثة نووية مماثلة إذا ضُربت إسرائيل بزلزال مدمر.

ثانياً: إن قيام السلطات اليابانية بحجب معلومات التسرب النووي لكبح المخاوف المحلية قد أدى إلى إشاعة الرعب النووي فقد سارع آلاف الأجانب إلى الفرار من اليابان ونزح آلاف اليابانيين إلى المدن البعيدة من المفعلات ، ومن المؤكد أن كشف المعلومات أفضل بكثير من التعتيم الذي قد يؤدي إلى أوخم العواقب إذا فات أوان تقديم المعالجات التي تحد من مخاطر الكارثة.

ثالثاً: إن الكارثة النووية اليابانية ليست كارثة محلية وإنما هي كارثة دولية لأن التلوث النووي سيصيب الماء والتربة والهواء في كل الدول التي تصلها الأشعة النووية وسيؤدي ذلك إلى وقوع كوارث دولية متسلسلة وغني عن القول إن الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها الولايات المتحدة ودولة قطر لكشف التلوث النووي في السلع اليابانية هي إجراءات جيدة ويجب على الدول الأخرى أن تتخذ إجراءات مماثلة لحماية شعوبها علماً بأن الفحص يجب أن يشمل السلع القادمة من الدول الأخرى التي يثبت تأثرها بهذه الكارثة النووية. أخيراً: يجب التأكيد على أن هذه الكارثة النووية تثبت أن الطاقة النووية بشقيها العسكري والسلمي ليست طاقة آمنة على الإطلاق ولهذا يجب استبدالها بالطاقات الآمنة مثل طاقة الغاز وطاقة الرياح والطاقة الشمسية ويجب على الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تغير خطة عملها فلا يكفي السعي للحد من الانتشار النووي بل المطلوب هو تفكيك المنشئات النووية العسكرية والسلمية القائمة في إيران وإسرائيل وفي سائر الدول النووية وجعل العالم خالياً تماماً من المنشئات النووية لأن هذا هو الخيار الوحيد المتاح للبشر إذا أرادوا أن يعيشوا بسلام على ظهر هذه الأرض التي لا يكف قلبها المتقلب عن تفجير البراكين وتوجيه ضربات الزلازل في أي زمان ومكان ودون أي سابق إنذار.

 

فيصل علي سليمان الدابي/المحامي

 



© Copyright by sudaneseonline.com