From sudaneseonline.com

زفرات حرى بقلم : الطيب مصطفى
بين التثاقل إلى الأرض وفقه الولاء والبراء/الطيب مصطفى
By
Apr 1, 2011, 11:44

زفرات حرى

الطيب مصطفى

بين التثاقل إلى الأرض وفقه الولاء والبراء

 

قبل يومين قرأت عن تصريح لحاج ماجد سوار الذي كان ذات يوم من الدبّابين فقال إنه تغيّر ولم يعد يؤيِّد الحكم بردة محمود محمد طه وأنه معجب بالجمهوري «القراي» المتيّم بشيخه محمود الذي نصب نفسه رسولاً ونقض عُرى الإسلام عُروة عُروة وأعفى نفسه من الصلاة بعد أن زعم أنه وصل وسقطت عنه «الصلاة ذات الحركات» التي لم تسقط حتى عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ولست أدري والله من الذي تغيَّر محمود محمد طه وكاتب أجراس الحرية «القراي» أم حاج ماجد؟! نفس السؤال الذي وجهته من قبل للشيخ الترابي وهو يتوسط في مقر صحيفة أجراس الحرية محمد إبراهيم نقد وباقان بعد أن قاد ذات يوم حملة حل الحزب الشيوعي السوداني، فمن بربكم تغير الترابي أم نقد وباقان؟!

إنها الهزيمة النفسية وهل تُستبدل الأمم وتبيد إلا عندما تسود ثقافة «إنا ها هنا قاعدون» وتهيمن روح التثاقل إلى الأرض والتهافت والهرولة نحو الأعداء حتى لو أعلنوا عن مشروعهم المصادم لديننا وأرضنا؟!

مما أثار دهشتي قبل أيام قليلة أن حواراً أُجري في «أجراس الحرية» مع أسماء محمود محمد طه ابنة ذلك الدجّال الذي يسميه بنو علمان والشيوعيون وصحيفة أجراس الحرية بالأستاذ ويحتفلون بذكراه السنوية وينصبون سرادق العزاء والتبجيل بينما يتجاهلون رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم وعجيبٌ والله أن يحتفي هؤلاء بمحمود بنفس الصورة التي يحتفون بها بالهالك قرنق الذي يطلقون عليه صفة «الشهيد»!! في حوار أسماء محمود شنّت حملة شعواء على ختان الإناث وضحكتُ حين تذكرتُ أن والدها محمود سُجن من قِبل الإنجليز لا لأنه اتّخذ موقفاً وطنياً وإنما لأنه احتجّ على منع الاستعمار الإنجليزي ختان الإناث!!

أُشفق والله على هؤلاء الأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا!!

صلاة استغاثة للحكام العرب:

اللهم إنا نعوذ بك من الخلع كله عاجله وآجله

 

دعونا نستريحُ قليلاً من عناء الزّفرات بهذه الخواطر الساخِرة التي سطّرها أحدُ الشعراء الظرفاء وهو ينطقُ بلسانِ الجَبَابِرَة والفرَاعِنَة الذين تهتزُّ عُروشُهم هذه الأيام بفعلِ هديرِ حناجرِ الرَّكعِ السُّجود الذين أعادوا للمسجد رسالتَهُ ولبلادِهِم أدوارَها ولشعوبِهِم شرفَها..

اللهم إنا نعوذ بك من الخلع كله عاجله وآجله

ونعوذ بك من الشعب الذي ينظر للأمام

والشعب الذي يكره الأصنام

والشعب الذي يريد إسقاط النظام

ونسألك اللهم رئاسة مدى الحياه

وشعبًا «صفا انتباه»

اللهم ثبِّت كراسينا بالصمغ والشلك واللحام البارد

وباعد بين الشعب وبينها كما باعدت بيننا وبين الشعب

واجعل لنا من أمامنا كرسي ومن خلفنا كرسي

وعن يميننا كرسي وعن شمالنا كرسي

ومن فوقنا كرسي ومن تحتنا كرسي

واجعل ثأرنا على من خلعنا

ومتِّعنا بكروشنا ما أشبعتنا

ولا تجعل الشعب مبلغ همنا

ولا مصدر قلعنا

وقِنا عربة البوعزيزي

اللهم ومن طالب برحيلنا

فاجعله عصير صلصة

أو تونة غويزي

ربَّنا اصرف عنا يوم الجمعة

فقد ضاعت ليلة الخميس

وأصبحت غدرًا طميس

اللهم اجعل ميدان التحرير لنا لا علينا

ولا تسلِّط علينا عيال النيدو

وأطفال الديجيتال

ولا تشمت المعارضة فينا

وقِنا شر المتظاهرين والمتظاهرات

والمفسبكين والمفسبكات

الأحياء منهم والأموات

ربنا و لا تسلط علينا «الجزيرة»

كما سلطتها على الذين من قبلنا

اللهم أضعِف إرسالها

وشوِّش تردُّداتها

وطهِّر «رسيفرات» شعوبنا منها

إلهي إلى من تكلنا

الى شعوب تخلعنا

أم إلى معارضة تستضعفنا

أم إلى شباب لا يسمعنا

أم إلى مجتمع دولي يندِّد بنا

ام إلى سويسرا تجمِّد أرصدتنا

نشكو إليك ضعف شعبيتنا

وفساد حيلتنا

ونحْس بطانتنا

وعجْز قوتنا

اللهم لا تدع لنا شعبًا إلا ورحّلته

ولا شبابًا إلا وخلعته

ولا معارضًا إلا وألجمته

ولا مواليًا إلا وشجّعته

ونسألك رصيدًا لا ينفد

وثروة لا تجمد

ونعوذ بك اللهم من شعب يخلع ولا يركع

ومن بطانة تأكل ولا تشبع

وساعة الجد لا تنفع ولا ترقع

ونعوذ بك من شباب لا يجزع

ومعارضة لا تقنع

ربنا اصرف عنا الديمقراطية

وأدمْ علينا البيروقراطية

واجعل الميزانية في جيوبنا

ودندل لنا كروشنا

اللهم هازم الأحزاب ومسكن الشباب

رد شعوبنا إلينا ردًا جميلا

ولا تجعل الكرسي علينا مستحيلا

ولا تجعل نهايتنا الرحيلا

اللهم بارك لنا في طائراتنا

لنقصف بها شعوبنا

وضاعف لنا مدافعنا

واجعل البازوكة بعشرة أمثالها

وارزقنا في كل خطوة دبّابة

ربي اجعلني زين الجالسين

لا زين الهاربين

وبارك لنا أكثر من مبارك

وأعوذ بك أن يقول لي شعبي ارحل

فأقول له أنا فهمتكم.



© Copyright by sudaneseonline.com