From sudaneseonline.com

كلام عابر بقلم : عبدالله علقم
شـطـط/عبدالله علقم
By
Mar 31, 2011, 19:21

(كلام عابر)

شـطـط

قبل بضع سنوات اجتمع السيد قنصل السفارة السودانية في الرياض بشريحة من السودانيين يفترض أنها ممثلة لقطاع هام من المهتمين بالشأن الثقافي العام  وبعضهم من حملة الأقلام الاسفيرية التي كاد يصبح عددها أكثر من القراء أنفسهم. طالب أحدهم أن تنشر السفارة السودانية في الرياض ميزانيتها السنوية ، لحسن الحظ لم يطالب بوضعها على لوحة الإعلانات العامة في السفارة، ليعرف المواطنون السودانيون (المغتربون) أوجه الصرف التي تذهب فيها أموال السفارة.  رغم أن المتحدث على قدر طيب من المعرفة لكنه فاتت عليه وهو في اندفاعه عدة أشياء.. السفارة ليست لها ميزانية خاصة بها لكنها جزء من ميزانية وزارة الخارجية، والوزارة هي التي تحدد مصارف الميزانية كما هو معروف ومعمول به في وزارات الخارجية في كل العالم. لم يحدث أن نشرت سفارة في الدنيا (ميزانيتها) على العلن وفصلت أوجه الصرف ، فذلك أمر تحكمه ضوابط واعتبارات إدارية وأمنية وسيادية وهلمجرا، حتى في أكثر المجتمعات والنظم ديمقراطية وانفتاحا وشفافية. الحمد لله تلك كانت أول وآخر مرة أسمع فيها مثل هذا المطلب الغريب.

حملة اسفيرية ناشطة هذه الأيام تطالب بتعيين أمين عام جهاز المغتربين بالانتخاب، كرها في الجهاز وكرها في أمينه العام . الأمين العام هو موظف دولة تعينه الدولة مثل سائر موظفيها وفق مرجعية وتبعية إدارية معينة وشروط خدمة محددة، ويخضع في ذلك للقوانين واللوائح  السارية ذات العلاقة في السودان. لم نسمع أن موظفا عاما قد جيء به لمنصبه بالانتخاب فلم ينتخب في يوم من الأيام وكيل وزارة أو مدير هيئة حكومية. ربما يكون معقولا أن تسعى هذه الحملة الاسفيرية لتصفية  جهاز المغتربين نفسه لعدم جدواه من وجهة نظر المغتربين أو معظمهم أو إعادة هيكلته وفق قوانين ومقاصد جديدة تفضي في النهاية إلى أن يكون منصب الأمين العام بالانتخاب ووضع آلية وقوانين للانتخابات تحدد المرشحين والناخبين ولجنة الانتخابات وغير ذلك مما يدخل في النهاية في إطار العبثية اللامعقولة.

 أنا شخصيا أتمنى أن تتحول مباني جهاز المغتربين إلى مرفق علاجي أو تعليمي وأن توجه مخصصات الجهاز إلى ذلك المرفق، وأتمنى أن يجيء اليوم الذي ينصلح فيه حال السفارات ويقوم عليها  دبلوماسيون محترفون يحسن اختيارهم مثلما كان الحال في أزمان سابقة وأن تنصرف السفارات إلى مهامها المعروفة بدلا من التطفل على شئون الجاليات،ولكني لا أتصور أن يتم اختيار موظف عام في الدولة مثل أمين جهاز المغتربين عن طريق الانتخاب  مثلما لا أتصور نشر ميزانية أو حسابات  أي سفارة  على الملأ، فذلك شطط عاطل من التعقل.

حالة رفض النظام والمعاناة  اليومية التي يعيشها المغتربون  وما يخلفه  ذلك من مرارات تتراكم في نفوس المغتربين وتغذيها أفعال كثير من  السفارات  وجهاز المغتربين كل يوم، يجب ألا تقود للخلط بين الأشياء.

(عبدالله علقم)

[email protected]

 

(الأخبار)



© Copyright by sudaneseonline.com