From sudaneseonline.com

أمواج ناعمة بقلم : د. ياسر محجوب الحسين
حرب السجل الصحفي/د. ياسر محجوب الحسين
By
Mar 31, 2011, 10:35

 

أمواج ناعمة

حرب السجل الصحفي

 

د. ياسر محجوب الحسين

حرب ضروس تدور تحت الرماد هذه الأيام لنزع السجل الصحفي من أبيه الشرعي الاتحاد العام للصحفيين انها محاولة لرده إلى بيت الطاعة.. عودة السجل الظافرة  إلى حضن عشيرته الأقربين لم يمض عليها أشهر معدودات بعد تعديل قانون الصحافة والمطبوعات حيث وضع الأمر في نصابه.. الاتحاد مؤسسة مهنية هي الأقدر على تأهيل الصحفيين واعتمادهم للعمل في هذه المهنة.. أن يبقى السجل في كنف اتحاد الصحفيين ليس بدعا ولا نشازا كل الاتحادات المهنية الأخرى مسؤولة من منح منسوبيها رخصة العمل في مجال تخصصها.. اليوم يتحرك البعض لنزع هذا الحق وتعديل القانون مرة أخرى وكأن القوانين مسألة هينة وبدون هيبة تعدل في أي وقت ولأي سبب!!.. إن فرض الاتحاد الحالي في هذا الحق فعليه أن يذهب غير مأسوف عليه.. أقول هذا ولي شرف عضوية المكتب التنفيذي للدورة الحالية.. لا أعتقد أن الاتحاد سيتساهل في هذا الأمر وقد كان آخر اجتماع للمكتب التنفيذي ملتهبا بسبب هذا الأمر الخطير ورأيت موقفا صلبا لكل الأعضاء بدون استثناء.. على الدولة أن تصلح حال الصحافة والصحفيين بدلا من التناوش معهم في حقوقهم واهدار الأوقات الثمينة في جدل لا ينفع وربما معركة لا تبقي ولا تذر. 

يظن الكثيرون وكذلك الدولة أن الصحافة، مهنة لها سمات معينة وتتمتع بامتيازات ووضع خاص لأصحابها، وتعطي أصحابها طابعا نخبويا مميزا.. نختلف كثيرا مع أولئك فالذي نفهمه، أنها مهنة طاردة من ناحية العائد المادي، أما الوضع الخاص للصحفي أنه شخص غير مرغوب فيه لدى المسؤولين الذين اعتادوا على اخفاء الحقائق.. الامتياز الحقيقي الذي يتمتع به الصحفي أنه ممثل ووكيل للجمهور، وهذا يتطلب توفر درجة من المهارة المهنية والصدقية العالية.. لكن هذه المهنة في المقابل تجد استسهالا من الكثيرين، فمثل ما يقال أن فلانا جمع مالا ودخل به السوق ليمارس التجارة هكذا بدون خبرة ظنا منه أن المسألة سهلة ولا تقتضي أكثر من بضع آلاف من الجنيهات.. كذلك نجد الكثيرين ممن يظنون أن كل من يستطيع الكتابة يمكنه أن يغدو صحفيا.. الخلاف الوحيد بين النموذجين أن التجار المزيف سرعان ا يخرج من السوق مفلسا، أما الصحفي المزيف لا يجد من يخرجه من سوق الصحافة فيبقى النابل مختلطا بالحابل.     

هذا الاتحاد مفخرة لأنه ظل يقدم وسط الضجيج والأصوات النشاز الانجاز تلو الانجاز.. (378) صحفيا استحقوا قطع أراضي ضمن الخطة الفئوية لكنهم لم يتسلموا استحقاقهم لأسباب متعددة.. الاتحاد استطاع مساعدتهم في تكملة استلام قطعهم.. في المنابر الخارجية كان للاتحاد صولات وجولات.. توثقت العلاقات مع اتحاد الصحفيين العرب بل نال مقاعد في مكتبه التنفيذي الذي عقد اجتماعين في الخرطوم.. ترأس الاتحاد أيضا اتحاد صحفيي شرق ووسط إفريقيا.. كذلك امتدت العلاقات مع الاتحاد الدولي للصحفيين، وهناك الكثير والكثير من الأعمال الجليلة التي لا تخطئها عين منصفة.      

حال اتحادنا  مع منسوبيه دائما كحال الشاعر حين قال: "فإن تدن منك مودتي"، بل أفضل منه لأنه قال في الشطر الثاني: "وإن تنأ عني تلقني عنك نائيا" لكن الفئة القابضة على جمر الاتحاد كانت على الدوام قريبة من قاعدتها سواء دنت منها أو نأت عنها.. اتحاد بهذه الصفات يجب أن يضع من يريد حربا معه ألف حساب وأن يعد العدة لمعركة دونها الغالي والنفيس

© Copyright by sudaneseonline.com