From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
مخاطر إنسداد قنوات الحوار /نور الدين مدني
By
Mar 31, 2011, 09:51

To: [email protected]
كلام الناس
نور الدين مدني
مخاطر إنسداد قنوات الحوار
*في ندوة بجامعة القرآن الكريم بأمدرمان إبان العهد المايوي طلب مني أن أتحدث عن تجربة الصفحات الدينية في الصحافة قلت وقتها أنني ضد تخصيص صفحة بعينها للمواد الدينية وقلت أيضاً أن الاسلام ليس حكراً لنظام سياسي فقد سبق كل الأنظمة السياسية وسيبقي بعد زوالها.
*إن الإسلام كان قبل تطبيق قوانين سبتمبر 1983م، واستمر موجوداً بعد زوال نظام مايو وكذلك لم يتنزل الأسلام في بلادنا بعد 30يونيو 1989م، وسيبقى مهما تغيرت الأنظمة والحكومات وانه ليس حكراً لحزب أو جماعة أو طائفة وإنما هو للعالمين كافة.
*نقول هذا بمناسبة الحوار الذي تجدد مؤخراً في بلادنا حول تطبيق الشريعة وسط خلافات سياسية أشهرها الخلاف بين حزب المؤتمر الوطني وحزب المؤتمر الشعبي وكلاهما ينتمي لذات المرجعية الإسلامية, عدا الأحزاب السياسية الأخرى التي ترتبط بهيئات دينية مثل الختمية والانصار, وحتى الحزب الشيوعي السوداني الذي كان متهماً بالالحاد لم يعد ينكر دور الدين في حياة الأمة.
*لا نريد هنا تقسيم المسلمين مذهبياً ولكننا قصدنا التنبيه إلى من يجرمون المخالفين لهم في الرأي السياسي بل ويكفرونهم ليس دفاعاً عن الدين وإنما للكسب السياسي وهزيمة الخصوم السياسيين.
*لذلك ظهرت قيادات إسلامية داخل بلادنا وخارجها تدعو للدولة المدنية كما قال بذلك الداعية الكويتي المفكر الإسلامي الدكتور طارق السويدان في محاضرته في ملتقى النهضة والتواصل الحضاري ورفض تصور البعض للدولة الدينية الذي لا يحترم الحرية والمساواة بين الناس وأضاف قائلاً أنه يدعو الله لان يعيش في دولة حضارية متقدمة تحترم الإنسان وحقوقه سواء كان مسلماً أو غير مسلم.
*أن الواقع السياسي والاجتماعي في بلادنا حتى بعد انفصال الجنوب المر يزدان بالتعددية الفكرية والسياسية والإثنية وان الصراع القائم الآن حول دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق لا يمكن تصنيفه دينياً وإنما هو صراع سياسي حول مصالح وحقوق مشروعة ينبغي النظر إليها ومعالجتها سياسياً واقتصادياً وتنموياً وعدليا وأمنياً بعيداً عن المزايدات السياسية المتدثرة بثياب الدين.
*لم يبق إلا أن نحذر من أن انسداد قنوات الحوار والإصلاح الحقيقي يزيد الحالة الراهنة اختناقاً وتوتراً ويزيد من تنامي تيارات العنف والعنف المضاد التي تهدد أمن واستقرار ومستقبل السودان الباقي.


© Copyright by sudaneseonline.com