From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
قلق یخیم علی الحکام المفسدین بقلم مصطفی رابـــــەر - لندن
By
Mar 30, 2011, 11:05

 

قلق یخیم علی الحکام المفسدین

بقلم مصطفی رابـــــەر - لندن

من المٶسف هناک مناضلون ومثقفون من ذوي الکفاآت العالیة فقدوا الثقة فی انفسهم  لقاء شیء من الامتیازات والرواتب وتحولوا الی مثقفي السلطة  فی العراق والوطن العربي وتخاذلوا وصمتوا فی هـــــذە اللحظات التأریخیة و لم یعد لکتاباتهم وکلماتهم وقع وتأثیر علی القارئ والمستمع ، وقد یخجلون من أنفسهم عندما یضطرون الی اضفاء هالة السحر والبطولة والرجولة علی اسیادهم السیاسیین المکروهین لدی عامة الناس، و الصاق تهم التخوین والتکفیر والعمالة الی الرموز والجماهیر التی تطالب بالحقوق المشروعة لشعبهم لاسیما فی هذە المرحلة (الفاصلة التأریخیة) التی قد تکون مرحلة حاسمة فی حیاة شعوب المنطقة باسرها واقامة دول جدید ة ای انها مرحلة التفکک والتقسیم من جدید للشرق الاوسط علی غرار ما جرت فی اوروبا الشرقیة فی نهایات القرن المنصرم  قد تنال الشعوب والأقلیات حقوقها القومیة  بما فیها تشکیل دولهم المستقلة ولتنعموا  بالحریة والدیموقراطیة وایداع الانظمة الفاسدة فی مزابل التأریخ

   وردت تلک الاستنتاجات فی مقال  مطول نسبت الی صحیفة هآرتس الاسرائیلیة "في السنوات القريبة القادمة ستظهر على خريطة المنطقة أعلام دول مستقلة جديدة، او متجددة: جنوب السودان، كردستان، فلسطين، بل وربما كورنايكا في شرقي ليبيا، الصحراء الغربية التي ستنفصل عن المغرب، جنوب اليمن المستعاد وامارات في الخليج تنفصل عن الاتحاد. يحتمل حتى انشقاق في السعودية بين 'دولة الاماكن المقدسة في الحجاز والقوة النفطية العظمى في الشرق، وانشقاق سورية الى دولة سنية، دولة علوية ودولة درزية. الاساس للانشقاقات سيكون مبدأ تقرير المصير للشعوب والقبائل"  

من علامات قرب یوم الجزاء وحشر الحکام الذین فشلوا فی احلال الدیموقراطیة والعدالة الاجتماعیة وعاثوا الفساد فی بلدانهم  نجد کما هائلا من الخطب والمقالات والاحادیث الباطلة والمضللة وألفاظ بذیئة فی الصحف وعلی شاشات الفضائیات المشبوهة  وتفسیر الاقوال الکاذبة والوعود الفارغة للمسٶولین الذین لازالوا لم یتعظوا حتی الیوم  من المذلة والاهانات التی تعرضت ویتعرض لها الحکام من تونس ومصر وسوریا ولیبیا والارن والبحرین والعراق وربما فی السعودیة وایران فی الایام القادمة  بسسب فقدان العدالة  الاجتماعیة واناطة المناصب المرموقة الی بطانات الحکام  وتوابعهم مٶهلاتهم الاساسیة الانتماء الحزبي والعشائري أوالطائفي او التزلف والتملق ، واجبهم الیومي التوسع والتفنن فی ممارسة  الخداع والتضلیل ،  وکیفیة استخدام القوة  ضد الموطنین العزل  وتنفیذ اوامر وخطط  قمع الاحتجاجات السلمیة کل فی موقعە.   

وفی المقابل هناک اجماع عام علی وجوب مقاضاة الحکام الفاسدین لذلک غصت ولایزال  یغص المیادین الرئیسة فی المدن والقصبات  بالمظاهرات والاحتجاجات السلمیة  لحمل الطغاة علی التنازل من مبدأ حکم البلاد من المهد الی اللحد والاقرار الفعلي بوجود الآخرین والتی ستثمر حتما ، وثبت عملیا ان القاء الشعارات  والخطب الحماسیة واقامة الصلوات فی ایام الجمع فی الساحات التأریخیة العامة ضد الانظمة الدیکتاتوریة الفاسدة ونقل الاحداث  بالصوت والصورة علی الهواء الی مرئی ومسمع الاعداء والاصدقاء فی العالم ومن غیر الممکن فرض تعتیم اعلامي اوالتفریق بین الاحتجاجات الشعبیة  سواء أکانت ضد الانظمة الموالیة للغرب (السعودیة والبحرین مثلا ) أوالتی خرجت من فلکها اوالتي تقف ضدها کمزایدة علی الآخرین وانها ستٶدي حتما اما الی تأدیب الحکام  واجبارهم علی تلبیة المطالب المشروعة اوحملهم علی الرحیل .

المظاهرات والاحتجاجات  السلمیة ابداع معاصر والتی هي ردة فعل طبيعية لما يعانيه الشعوب العربیة والاسلامیة منذ عشرات السنین هی اسلم واقصر طریق الی التغییر والاصلاح او حتی احلال الأنظمة البدیلة اذا ما استمرت ولم تفقد زخمها لانە لابد فی النهایة ان تٶدی الی تأدیب الحکام  ویواجهوا الحقیقة المرة ویتخلوا عن استعمال اللغة الحربیة  ویعتذروا لشعوبهم ولابد انهم یدرکون قبل غیرهم بان شعار- الجماهیر یطلب اصلاح النظام سیتحول الی شعارالشعب یرید اسقاط النظام - ان تمادوا فی غیهم  وانهم لن یروا ضوءا فی نهایة النفق الا بالاستلام الی الامر الواقع وطلب العفو من ابناء الشعب کل فی بلادە  وقبل فوات الآوان ، الا ان ‌هذە الخطوة الوطنیة  الجریئة  لایمکن ان یقوم بها رجال قصیري النظر من الذین یستظهرون بالاجنبی اویستقوون بالقوی العسکریة والامنیة.

واذا ما تمادي الحکام واصروا علی نهجهم الظالم الخاطئ ومقاومة الجماهیر الغفیرة فان الشرفاء من ابناء قواتهم المسلحة سینضمون الی المنتفضین فی نهایة الامر ، لذلک اولی بهم  فهم رسالة الأنتفاضة الواضحة وترک السلطة التی استحوذوا علیها بطرق مشبوهة فی الوقت المناسب  وقبل ان  یحین لحظة لف الحبال الغلیغة حول رقباتهم.



© Copyright by sudaneseonline.com