From sudaneseonline.com

بقلم : ثروت قاسم
ثورة 25 يناير في الخرطوم ؟/ثروت قاسم
By
Mar 30, 2011, 09:17

 

 

ثورة  25 يناير في الخرطوم ؟

ثروت قاسم

[email protected]

مقدمة :

زيارة السيد رئيس وزراء حكومة 25 يناير الثورية  المصرية , وفي معيته ثمانية وزراء , الي الخرطوم وجوبا , ايام الاحد 27 والاثنين 28  مارس 2011 , تستدعي بعض الملاحظات !

نلخص بعض هذه الملاحظات في ثلاثة  عشر  محطة  كما يلي :

اولا:

كنا نتمني ان تساعد حكومة 25 يناير الثورية في هز شجرة الانقاذ الخبيثة , ليسهل علي ثورة صفية اسحق الشعبية  القادمة اقتلاعها من جذورها ! تماما كما اقتلعت ثورة 25 يناير نظام الفرعون  مبارك المستبد , وقذفت به الي مزبلة التاريخ ! لم نكن نتوقع ان تصب حكومة مصر الثورية الماء  , لتسقي به شجرة الانقاذ الخبيثة ! لم نكن نتصور ان تعطي حكومة مصر الثورية شرعية لنظام الانقاذ المتهالك ! وهي تعرف , وحق المعرفة , ان نظام الانقاذ لا يعدو ان يكون   نظام ( مبارك تو ) الهالك في مصر ؟

زيارة حكومة 25 يناير الثورية اعطت نظام الانقاذ , فاقد الانفاس , ضخة اوكسيجين , لم يكن يتوقعها !

هذه الزيارة كانت اول زيارة لرئيس حكومة مصر الثورية خارج مصر , مما يضفي علي العلاقة بين حكومة مصر الثورية , ونظام الانقاذ الاستبدادي حميمية , كنا نربأ بحكومة مصر الثورية , الولوغ فيها ! لا باس من علاقة  عادية مع حكومة  , حتي لو كانت ديكتاتورية , علي سرج السلطة في الخرطوم , حفاظا علي مصالح مصر الاستراتيجية !

ولكن علاقة حميمية  بين نظام ثوري ديمقراطي ,ونظام ديكتاتوري مستبد  , تستدعي بعض علامات الاستفهام  والتعجب !

اقرأ ما قاله وزير الخارجية المصري في الخرطوم مؤكدأ التناغم التام بين حكومة 25 يناير الثورية ونظام الانقاذ الاستبدادي :

 (  كنت أعتقد إننا وفد سيكلم وفداً آخر، ولكن وجدنا أننا نفس الوفد) ؟

وزير الخارجية المصري يؤمن ان وفد حكومة 25 يناير الثورية ووفد نظام  الانقاذ الاستبدادي  هو نفس الوفد ! حاجتين في لباس ؟

هذا الموقف ربما يفسر لماذا لم تدعم حكومة 25 يناير الثورية ثوار ليبيا  ضد المجرم القدافي ؟  ولماذا لم تشارك في مؤتمر لندن  الاخير لدعم ثورة ليبيا ؟  ولماذا لم تفتح معبر رفح ؟

ربما نفس الشربوت في كنتوش مختلف ؟ والله اعلم ؟

 

ثانيأ :

وصل رئيس وزراء حكومة ثورة 25 يناير الثورية الي كرسي الحكم مباشرة من ميدان التحرير ! وبفضل المظاهرات السلمية الشعبية ! ولكن يصل هذا المناضل الثوري المصري الي الخرطوم وابالسة الانقاذ يهددون الشباب , بل الشعب السوداني , الذي يتجرأ بالخروج في مظاهرات سلمية , اسوة بمظاهرات ميدان التحرير المصرية ! يهددونه بالسحق بواسطة كتائب ومليشيات  حزب المؤتمر الوطني الحاكم المسلحة !

المرجعيات  الثورية , والاخلاقية ,  والسياسية , والدينية للسيد رئيس وزراء حكومة ثورة 25 يناير الثورية تحتم عليه ان يامر  الابالسة بالمعروف ! وينهاهم عن المنكر ! وله في تجربته المصرية الثورية خير مثال يقدمه للابالسة !  الم يسمع رئيس وزراء حكومة  25 يناير الثورية  نصائح رئيس الوزراء التركي لجاره الجنوبي الرئيس السوري , وهو يامره بالمعروف وينهاه عن المنكر ؟   

أما  السكوت عن الحق فلا يوصف به الا الشيطام الاخرس ؟

ثالثأ :

علي رئيس حكومة 25 يناير الثورية ان يعرف ان  نظام الانقاذ  الاسلاموي يمثل خطرا  قاتلا علي ثورة 25 يناير  الديمقراطية المدنية ! لان نظام الانقاذ يتبني الدولة الدينية ,  ويتبني الشريعة كمرجعية حصرية !  وربما انتقل فيروس هذه العدوي الي مصر من نظام الانقاذ ! ولا نتحدث من فراغ , ولا نلقي القول علي عواهنه !

يمكن للقارئ الكريم الرجوع الي مانشيت الصفحة الاولي في جريدة الاهرام ( عدد الجمعة 25 مارس 2011 ) ليقرأ  ان نيابة  مدينة قنا بدات التحقيق في :

( حادث مروع يهتز له الضمير الإنساني  , شهدته منذ أيام مدينة قنا بصعيد مصر . إذ اقتادت مجموعة من المتطرفين الاسلاميين  أحد المواطنين الأقباط لإقامة الحد عليه بقطع أذنيه وإحراق شقته وسيارته، عقابا له على اتهامهم له بإقامة علاقة آثمة مع فتاة سيئة السمعة، تقيم بشقة استأجرتها منه. (   
ويقول فهمي هويدي انه  في يوم الأحد 27 مارس 2011 ,  كان العنوان الرئيسي للصفحة الأولى من جريدة روز اليوسف كالتالي :

دعوة إخوانية لإقامة الخلافة الإسلامية في مصر؟  

في اليوم ذاته ــ الأحد 27مارس 2011  ــ صدرت صحيفة العربي الناطقة باسم الحزب الناصري صفحتها الأولى بعنوان كتب بحروف كبيرة على أرضية سوداء يقول:

مخاوف من صعود جماعات التكفير؟  وسؤال المصير يطرح نفسه بقوة: دولة مدنية أم دولة دينية في مصر ؟

وفي هذا السياق ,  ذكرت صحيفة العربي الناطقة باسم الحزب الناصري , بان نظام الانقاذ قد قام بمحاولة ارسال اسلحة الي بعض الجماعات الاسلامية في مصر , وتم القبض علي هذه الاسلحة علي الحدود المصرية – السودانية ؟

فيروس الانفولونزا الاسلاموية الانقاذية ربما وصل الي مصر , واجهض ثورة 25 يناير  ! خصوصأ والدكتور علي الحاج ( الانقاذي سابقأ ) يقدم النصح , حاليأ , لاخوان مصر , في كيفية الوصول الي السلطة , واسلمة مصر  ,  بناء علي تجربة الانقاذ الاسلاموية  الناجحة  ؟

يجب ان يتحصن   المجلس العسكري العالي  المصري , ورئيس حكومة 25 يناير الثورية ضد ذلك الفيروس  الانقاذي القاتل ! ويتم ذلك  بدعم قوي الاجماع الوطني المدنية الديمقراطية ضد نظام الانقاذ الاستبدادي الاسلاموي ! الان , وفورأ ,   وقبل ان يفور التنور , وتقع مصر في حفرة التطرف  الاسلاموية الانقاذية  الاسنة !

رابعأ :

صحيح ان الحكومة الحالية في مصر حكومة  انتقالية ! حكومة تصريف أعمال , لحين عقد الانتخابات البرلمانية في سبتمبر 2011 , وبعدها الانتخابات الرئاسية , وتكوين حكومة بتفويض شعبي وثوري كاملين ! الحكومة المصرية الحالية حكومة تكنوقراط , وليس  حكومة سياسيين ! ويمكن اعتبارها حكومة وكلاء وزارات ( موظفي خدمة مدنية ) لا تقررفي المسائل السياسية , ولا في الامور الاستراتيجية , التي هي حكر علي المجلس العسكري العالي !

كل القرارات المصيرية والسياسية  يبت ويقرر فيها , حاليأ , المجلس العسكري العالي !

ومن ثم فان هذه الزيارة  للخرطوم ربما لاتكتسب اي اهمية من الناحية السياسية ! او من ناحية القرارات المصيرية ! هي مجرد زيارة  عمل تجاري  للتوقيع على 9 اتفاقيات تعاون  مشتركة لمشروعات اقتصادية وخدمية!  مثلا توقيع اتفاقية لازالة اي حواجز بيروقراطية في طريق  تسجيل شركات الادوية التجارية  المصرية في السودان !

خامسأ  :

فعل نظام الانقاذ اتفاقية الحريات الاربعة (  الاقامة والتنقل والتملك والعمل )  ! مواطنو مصر يدخلون السودان دون تاشيرات دخول ! وسيدة مصرية تبيع الشاي والشيشة في شارع الحرية في الخرطوم ! ومواطنو مصر يشترون في الاراضي الزراعية في مشروع الجزيرة ( لؤلؤة السودان ) , ويقيمون في العمارات في الخرطوم , وكأنهم سودانيين ! ولكن العكس ليس صحيحأ  في مصر بالنسبة للسودانيين !  منذ زمن الفرعون مبارك  , وحتي بعد تفجير ثورة 25 يناير , لم يفعل   نظام  25 يناير الثوري  اتفاقية الحريات الاربعة !

 نسمع جعجعة عن الاخاء والعلاقات الشقيقية الخاصة ,   ولا نري طحنأ !

سادسأ   :

استبشرنا خيرا بان وفد السيد رئيس الوزراء المصري لم يحتو هذه المرة , علي ممثل لجهاز الامن والمخابرات المصري , كما كانت القاعدة في كل الزيارات الرسمية للسودان في السابق الفرعوني ! ولكن لا يزال السودان ملفأ امنيأ  , وبامتياز , عند نظام  25 يناير الثوري ! والدليل علي ذلك تجده واضحا في السفارة المصرية في الخرطوم ! ربما نحتاج لبعض الوقت لتغيير العادات القديمة , التي كنا نتوقع ان تنسفها ثورة 25 يناير , بجرة قلم  ؟

سابعأ  :

كنا نامل ان يشمل برنامج الزيارة , زيارة خاطفة لمعسكرات النزوح في دارفور !  وتقديم النصح  الاخوي لنظام الانقاذ لحل مشكلة دارفور بالتي هي أحسن , وليس عن طريق استراتيجية دارفور  الجديدة , المرفوضة من الجميع !  وليس عن طريق استفتاء دارفور المرفوض من الكافة ! كنا نتوقع ان تنصر حكومة 25 يناير الثورية , نظام الانقاذ الظالم , بتقديم النصح له , لكي يرعوي عن ظلمه واستبداده ! بدلا من ان تعمل  اضان الحامل طرشة , وتسد دي بطينة ودي بعجينة , في مسالة دارفور الملتهبة ! فقط لان نهر النيل لا يمر بدارفور ؟

كان الفرعون  مبارك مهتمأ بقضية دارفور فقط لمكايدة قطر ! وسحب ملف دارفور منها ! وبعد هلاك الفرعون , نست مصر الثورية دارفور واهل دارفور ؟ وأستمرت شرطة الحدود المصرية في ضرب الدارفوريين الفارين من مصر الي اسرائيل بالرصاص الحي , وقتلهم , حماية لامن اسرائيل ؟

ثامنا :

كنا نتوقع من رئيس حكومة ثورة 25 يناير  ان يقبل هدية الرئيس البشير ( 5000 راس بقر ) شاكرأ ! وان يطلب تحويل هذه الهدية الي نازحي دارفور الذين يموتون  , بالجوع  , بالمئات كل يوم , في معسكرات النزوح المهينة ! ابالسة الانقاذ من السفهاء ! ولكن رئيس وزراء حكومة  25 يناير الثورية رجل عاقل , وليس بسفيه !

كيف تسمح  البوصلة الاخلاقية  والثورية لرئيس وزراء حكومة 25 يناير الثورية  بان يقبل  هذه الهدية من السفيه  البشير (  وليس الشعب السوداني )  , وهو يعرف وحق المعرفة :

+ ان اكثر من 4 مليون دارفوري يعيشون في معسكرات النزوح واللجؤ علي الاغاثات التي تتكرم بها  عليهم  , كل سنة ,  امريكا والاتحاد الاوربي ( وليس الدول العربية والاسلامية ؟ ) ! اليس هؤلاء واؤلئك من الجوعي احق بهذه الهدية ؟

+ أن اكثر من 80% من الشعب السوداني يعيش باقل من دولارين في اليوم ؟

+ ان المئات يموتون من الجوع كل يوم في شرق السودان ؟

+  كما لم نسمع بموت مواطنيين مصريين بالجوع , في مصر , كما يحدث كل يوم في بلاد السودان  !

 اذا كان الرئيس البشير  سفيها , فلا يجب علي رئيس وزراء حكومة  25 يناير الثورية مجاراته في سفهه ؟

نقول ذلك رغم  معرفتنا   ان  رئيس وزراء حكومة  25 يناير الثورية موظف خدمة مدنية , وليس سياسيأ  ! ولكنه ثوري ومعاييره الاخلاقية متناغمة مع نبض الجماهير الجوعي , حتي لو في دارفور  ؟

تاسعأ  :

قال السيد كرتي , وزير الخارجية :

 (  نحن في حاجة إلى دور مصري  , لرفع العقوبات الاقتصادية وشطب اسم السودان  من لائحة الدول الراعية للإرهاب ، وشطب ديون السودان  الخارجية) !

فشل  الفرعون مبارك في مساعدة  حليفه في الاستبداد ( نظام الانقاذ )  في الامور التي ذكرها السيد كرتي اعلاه !   وهو  ( الفرعون ) الابن المدلل لادارة بوش , وادارة اوباما ! فكيف يتوقع السيد كرتي من نظام 25 يناير  الثوري , وعلاقته بامريكا ليست في حميمية العلاقة التي كانت سائدة بين نظام الفرعون , والادارات الامريكية المتعاقبة ؟ كيف يتوقع منه المساعدة في هذه المسائل التي تخضع لحسابات امريكية داخلية معقدة , لا قبل لنظام 25 يناير الثوري بها ! ونظام 25 يناير الثوري ذاته (  في تولاة )  ؟

ولكن ماذا تقول مع السذاجة الانقاذية ؟

عاشرأ :

هل مثلث حلايب مصري ام سوداني ؟

لا ندعي معرفة الاجابة علي هذا السؤال  ! ولكن البسيط الذي نعرفه يمكن تلخيصه في الاتي :

+ كل الخرط العالمية  , تصدر  , وحتي تاريخه  ,   ومثلث حلايب جزء من السودان ,

+ في عام 1957 اعلن البيه عبدالله خليل مثلث حلايب جزء  اصيل من الاراضي السودانية , واضطر الرئيس عبدالناصر الي سحب قواته من مثلث حلايب ,

+ بعد محاولة اغتياله الفاشلة ( اديس ابابا – 1995 ) بواسطة ابالسة الانقاذ , اعلن الفرعون مبارك مثلث حلايب جزاء اصيلا من الاراضي المصرية , انتقاما من الابالسة , وحصريأ للانتقام من الابالسة !  وعشان تاني ؟

واستمر الفرعون في تمصير مثلث حلايب , وسجن  وتجويع القوات السودانية التي كانت مرابطة فيه ! ايضأ انتقاما من الابالسة ! كما رفض الفرعون , وبشدة , مبدأ التحكيم الدولي , كما تقضي بذلك المواثيق والاعراف الدولية ! ايضأ للانتقام من الابالسة !

قال تعالي  :

(  والوزن يؤمئذ الحق !  ) !

ويقول المثل السوداني  :   

( الحق ... حق ! ) !

نظام الانقاذ عيونه مكسورة بفضل  امر قبض الرئيس البشير ! ولا يستطيع اثارة موضوع مثلث حلايب مع رئيس وزراء حكومة ثورة 25 يناير الثورية ! ولكن لن يسمح الشعب السوداني للرئيس البشير المكسور العين ان يفرط في شبر من التراب السوداني ! ونتمني من  رئيس وزراء حكومة  25 يناير الثورية والمجلس العسكري العالي ان يتكرما  باعادة النظر في انتقامات الفرعون مبارك من الابالسة ! ويوافقا علي ان يكون مثلث حلايب منطقة تكامل بين الشعبين , ولمصلحة الدولتين ... دولة 25 يناير الثورية ودولة انتفاضة النيم القادمة ! أو التكرم بالموافقة  علي  احالة مسالة مثلث حلايب للتحكيم الدولي ؟

احد عشر :

يقول المراقبون ان الرئيس البشير سوف  يحاكي العقيد القدافي , ولن يترك السلطة ( باخوي واخوك ) , ببساطة لانه يخشي من تفعيل امر القبض ضده , وجره الي لاهاي !

نتمني علي رئيس وزراء حكومة  25 يناير الثورية المساعدة في حل هذه الغلوطية بان يعرض علي الرئيس البشير ملجأ أمنا في مصر , كما كان الحال مع السفاح نميري !

نتمني ذلك رغم اننا نعرف ان رئيس وزراء حكومة  25 يناير الثورية موظف خدمة مدنية , ورئيس حكومة تصريف اعمال !  وليس سياسيأ متمرسأ !  لم يات رئيس وزراء حكومة  25 يناير الثورية الي الحكم من تفويض انتخابي  شعبي , يمكنه  من ان يناقش  القضايا  المصيرية !

اثنا  عشر :

تسعي مصر لاقامة علاقات متميزة مع دولة جنوب السودان الوليدة , بان تكون ثاني دولة تعترف بها , بعد  اعتراف دولة شمال السودان بها  ! وذلك لاعتبارات تخص مياه النيل , حصريأ !

الجنوب انفصل عن شمال السودان , لسياسات نظام الانقاذ الاسلاموية العروبية  الاقصائية ! حكومة الجنوب تربط  , في مخيلتها , شمال السودان ربطا محكما  ,  بمصر الاسلامية العربية ! علاقات دولة جنوب السودان مع دولة شمال السودان مرشحة لمزيد من التوتر , بعد انفصال الجنوب ! حكومة جنوب  السودان سوف تدعم  مطالب قبيلة الدينكا في ابيي ! كما سوف تدعم حكومة جنوب  السودان  قطاع الشمال في الحركة الشعبية ,  في جنوب كردفان , وجنوب النيل الازرق ! وسوف يستولد هذا الدعم توتر العلاقات بين حكومة جنوب السودان وحكومة شمال السودان ! وربما انفجر هذا التوتر في حرب بين الدولتين !

 هذا التوتر بين الدولتين السودانيتين سوف يلقي بظلاله علي العلاقة بين دولة جنوب السودان ومصر !

عليه ,  ولخدمة مصالح مصر الاستراتيجية اولا واخيرا , يحسن برئيس وزراء حكومة ثورة 25 يناير الثورية ان يقدم النصح والنصيحة لابالسة الانقاذ بان يصلوا الي كلمة سواء , وحل عادل للمشاكل العالقة بينهم وبين الجنوبيين , وبينهم وبين الحركة الشعبية ( قطاع الشمال ) ! لان تداعيات هكذا مشاكل سوف تقع علي راس مصر , في المحصلة النهائية ! ومهما حاولت مصر التنصل والتبرؤ من ابالسة الانقاذ !

ويحسن برئيس وزراء حكومة ثورة 25 يناير الثورية ان يضغط علي ابالسة الانقاذ بان يخففوا من غلواء خطابهم  الاقصائي الاسلاموي ( الشريعة دستورأ للسودان ) , والعروبي ( السودان به 500 قبيلة معظمها غير عربي )  ! لمصلحة مصر , اولا واخير أ ؟

ولكن لا نتوقع من رئيس وزراء حكومة 25 يناير الثورية ان يفعل ذلك ؟ ببساطة لانه موظف خدمة مدنية وليس سياسيأ , يشم المشاكل القادمة !

ثلاثة  عشر  :

المرجعية الحصرية في العلاقات بين مصر من جانب , ودولة شمال السودان , ودولة جنوب السودان من الجانب الاخر , هي مياه النيل !

مشكلة مصر في مياه النيل ليست بينها ( مصر ) ودولة شمال  السودان ! وانما بين مصر ودول المنبع الثمانية   الاخري , وخصوصأ اثيوبيا ,  مصدر 85%  من مياه النيل !

 بتوقيع بروندي      (  عنتيبي -  يوم الجمعة 14 مايو  2010 )     علي الاتفاقية  الاطارية للتعاون بين دول حوض نهر النيل , واجازتها بواسطة برلمانات الستة دول الموقعة , تصبح الاتفاقية الجديدة هي المرجعية الحصرية لتقاسم مياه النيل بين الدول العشرة  المتشاطئة ! الاتفاقية  الاطارية الجديدة سوف تلغي بجرة قلم اتفاقية   عام  1959  لتقاسم مياه النيل بين مصر والسودان !  لم ولن تعترف دول المنبع الثمانية باتفاقية 1959 بين مصر والسودان !

وقد تحدت اثيوبيا مصر  وشمال السودان بالشروع في اقامة سد بني شنقول علي النيل الازرق  ( علي بعد 40 كيلومتر من الحدود السودانية ) لتوليد الطاقة الكهربائية ( 6 الف ميقاواطت ... 6 مرات حجم سد مروي )  , وبدون مشاورة واخذ موافقة مصر  وشمال السودان !

سوف توقع دولة جنوب السودان علي الاتفاقية الاطارية الجديدة وتصبح الدولة الثامنة ! وهذا التوقيع سوف يعني ان دولة جنوب السودان  لن تعترف باتفاقية 1959 بين مصر والسودان !وسوف ترفض دولة جنوب السودان مشروع جنقلي لتجفيف السدود  , لمصلحة مصر وشمال السودان !

ثم ان دولة شمال السودان قد جمدت مشاركتها في مبادرة حوض نهر النيل , وبالتالي في اتفاقية عنتيبي الاطارية ! اصبحت دولة شمال السودان غير معنية بدول المنبع !

قطع  نظام الانقاذ انفه لينتقم من وجهه ؟

لم  يجد رئيس وزراء حكومة  25 يناير الثورية ما يناقشه مع ابالسة الانقاذ بخصوص مياه النيل ! دولة شمال السودان دولة مجري وليس عندها من شئ تقدمه لمصر ؟ بل علي العكس , مصالح مصر متضاربة ومتعارضة مع مصالح دولة شمال السودان في ما يخص مياه النيل ! لانهما الدولتان  الوحيدتان  اللتان تستعملان مياه النيل لاغراض الري والزراعة يشكل مكثف ! اذ تعتمد دول المنبع  الثمانية الاخري علي الامطار في الزراعة !

كان يمكن لرئيس وزراء حكومة   25 يناير الثورية ان ينصح ابالسة الانقاذ بالعودة لمبادرة حوض  نهر النيل , والغاء تجميدهم للمشاركة في هذه المبادرة !

ولكن رئيس وزراء حكومة  25 يناير الثورية لم  يفعل ذلك ! ببساطة لانه موظف خدمة مدنية , وليس سياسيأ متمرسأ !



© Copyright by sudaneseonline.com